لكل مقام مقال يا اهل غزه
طارق البرغوثي
جو 24 : الشجاعة فضيله كباقي الفضائل مثل الجود والسماحة والعفو وغيرها من الفضائل التي يتزين بها المرء لكي يعلو شأنه ويشيع في الورى ذكره , بيد ان هذه الفضيله قد تكون نقيصه اذا تجازت الحد , فاذا وصلت الشجاعه حد التهور كانت نقيصة , كذلك فان الحذر اذا تجاوز الحد اصبح مثلبه فكان ما يدعى بالجبن .
كذلك يقال في الجود والبخل وفي العفو والحقد , فالوسطيه هي الوقوف في منتصف الطريق بين الافراط والتفريط .
في يوم صائف خرجت مع عائلتي في نزهه وعندما رايت الماء ينساب كالجدول وجدت راحة في نفسي التي اضناها التعب وكدها ما تجد وتعاني, فتذكرت ذلك الشاعر العربي علي بن الجهم وقد كان بدويا فاراد ان يمتدح الخليفه بما هو اهل له , فترجل من فوره وقال :
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب
انت كالدلو لا عدمناك دلواُ من كبار الدلا كثير الذنوب
الذنوب (بفح الذال اي كثير الحبال كنابه عن كثره الجود)
فتدافع مَن بالمجلس يريدون البطش به الا ان الخليفه المتوكل علم مراده وعرف طبعه , وعرف انه استعار من باديته ما يليق بالمشبه, فامر له بقصر على شاطيء دجله, حيث النسيم العليل والحدائق الغناء وامره بمخالطه الشعراء والادباء , واراد بذلك ان يرى ويسمع ويشاهد لطافة الحضر , ثم بعد ستة اشهر طلب مقابلته , وطلب منه ان ينشده شعراُ فقال :
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري .
في القلب فسحه امل تتذوق عذوبه الماء وزقزقه العصافير وترانيم الشعر والادب رغم ما نعيشه من قهر وذل والم مما يعتري الامه من مصائب وقتل ودمار وتهجير .
التفاؤل فضيله ولكنه اذا تجاوز الحد اصبح تقاعساُ واذا نقص عن الحد اصبح احباطاُ قد يوردنا المهالك .
اهلنا في غزه يحبون الحياة ويحبون تنسم الهواء العليل ويحبون كما نحب ويعشقون المرح كما نعشق .
سرح فكري وانا الحظ تساقط الماء واتنسم الهواء البارد كيف لو قدر لابن الجهم ان يقول شعرا بالاسرائيلين وجبنهم فاول ما خطر ببالي قول التنبي :
وأذا ما خلا الجبان بارض طلب الطعن وحده والنزالا .
واذا ما قدر له ان يقول شعرا في غزه فان المقام يحتم عليه قوله ما قال عنتره :
لا تسقني كأس الحياة بذله بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز اطيب منزل .
اهل غزه يعشقون الحياة ولكنهم ليسوا كاليهود يعشقون اي حياة ! , حيث قال الله في حق اليهود ( ولتجدنهم احرص الناس على الحياة) , بل هم يعشقون حياة الحريه , ويعشقون الموت اذا كان في الموت حياة لهم كما قال ذلك الرجل العملاق ابو بكر رضي الله عنه: اطلبوا الموت توهب لكم الحياة .
كذلك يقال في الجود والبخل وفي العفو والحقد , فالوسطيه هي الوقوف في منتصف الطريق بين الافراط والتفريط .
في يوم صائف خرجت مع عائلتي في نزهه وعندما رايت الماء ينساب كالجدول وجدت راحة في نفسي التي اضناها التعب وكدها ما تجد وتعاني, فتذكرت ذلك الشاعر العربي علي بن الجهم وقد كان بدويا فاراد ان يمتدح الخليفه بما هو اهل له , فترجل من فوره وقال :
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب
انت كالدلو لا عدمناك دلواُ من كبار الدلا كثير الذنوب
الذنوب (بفح الذال اي كثير الحبال كنابه عن كثره الجود)
فتدافع مَن بالمجلس يريدون البطش به الا ان الخليفه المتوكل علم مراده وعرف طبعه , وعرف انه استعار من باديته ما يليق بالمشبه, فامر له بقصر على شاطيء دجله, حيث النسيم العليل والحدائق الغناء وامره بمخالطه الشعراء والادباء , واراد بذلك ان يرى ويسمع ويشاهد لطافة الحضر , ثم بعد ستة اشهر طلب مقابلته , وطلب منه ان ينشده شعراُ فقال :
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري .
في القلب فسحه امل تتذوق عذوبه الماء وزقزقه العصافير وترانيم الشعر والادب رغم ما نعيشه من قهر وذل والم مما يعتري الامه من مصائب وقتل ودمار وتهجير .
التفاؤل فضيله ولكنه اذا تجاوز الحد اصبح تقاعساُ واذا نقص عن الحد اصبح احباطاُ قد يوردنا المهالك .
اهلنا في غزه يحبون الحياة ويحبون تنسم الهواء العليل ويحبون كما نحب ويعشقون المرح كما نعشق .
سرح فكري وانا الحظ تساقط الماء واتنسم الهواء البارد كيف لو قدر لابن الجهم ان يقول شعرا بالاسرائيلين وجبنهم فاول ما خطر ببالي قول التنبي :
وأذا ما خلا الجبان بارض طلب الطعن وحده والنزالا .
واذا ما قدر له ان يقول شعرا في غزه فان المقام يحتم عليه قوله ما قال عنتره :
لا تسقني كأس الحياة بذله بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز اطيب منزل .
اهل غزه يعشقون الحياة ولكنهم ليسوا كاليهود يعشقون اي حياة ! , حيث قال الله في حق اليهود ( ولتجدنهم احرص الناس على الحياة) , بل هم يعشقون حياة الحريه , ويعشقون الموت اذا كان في الموت حياة لهم كما قال ذلك الرجل العملاق ابو بكر رضي الله عنه: اطلبوا الموت توهب لكم الحياة .