jo24_banner
jo24_banner

القيادة الأخلاقية-رسول الله قدوتنا

طارق البرغوثي
جو 24 : القيم هي ما توصل له عقل انسان ما في مكان ما, حيث تصبح هذه القيم هي المحرك للفرد والمجتمع ويشترك البشر بقيم معينه, حيث ان قيم الصدق والنزاهة والأمانة وغيرها يشترك فيها جميع البشر الا ان بعض القيم تختلف من فرد لفرد, ومن مجتمع لآخر, فتختلف القيم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها من الاختلافات .


هذه القيم تتحول الى عادات سلوكيه يقوم بها الفرد والمجتمع وتكون اقوى احيانا من القانون او من الدين نفسه نتيجة الجهل , فالناس متدينون بطبعهم الا ان فطرتهم التي فطروا عليهم وبيئتهم هي المحرك لسلوكهم.


الا ان القيم لا تكون دائما في الاتجاه الصحيح فتعمد الحكومات الى سن القوانين واللوائح بعضها مستمد من الاديان وبعضها مستمد من الفكر والحكمة .


لا بد لكل مجتمع من بوصله يحتكم اليها للوصول الى الغايات , والبوصلة تختلف عن القيم في انها مبدأ موثق وهو دين سماوي من لدن حكيم عليم .



وهناك من المجتمعات من ارتضى ان يخط لها احد الحكماء دينها مثل ماوتسي تونغ وماركس وغيرهم ..



البوصلة هي الرؤيه التي تستشرف المستقبل او هو الدين السماوي او الشريعة المرنه التي تواكب روح العصر دون ان تفقد اصالتها , وهي تحتاج الى قادة افذاذ يعيشون الواقع وروح العصر, الا انهم يتمسكون بعقائدهم ويلهمون اتباعهم عن طريق تحويل هذه الرؤيه الى مباديء يعتنقها كل من يحملها .


في عالمنا العربي لا زالت القيم والعادات والتقاليد تحكم وتسيطر على سلوكنا بعد ان جاء الاسلام لهدم كل القيم السلبية وتوجيه القيم الايجابية وتنظيمها فكما قال صلى الله عليه وسلم " انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق".

في التشريع الاسلامي لا اجتهاد في النصوص, الا ان الاجتهاد في غير ذلك هو روح التشريع , فالاسلام يضع المعايير التي تكفل المصالح , فهي مرجع ومنارة لمن اراد الاهتداء , ومن ثم على المسلمين ان لا يكونوا جامدين فيحاكوا الواقع من روح هذا الدين بالاجتهاد والقياس .

تمور دولنا العربية بالاحداث وتضطرب ,ولكل اناس مشربهم, فلا تجد اجماعا على موقف لمعظم قضايا الامه, فالذبح والقتل في كل مكان, والمقدسات تستباح, ونختلف حتى في البديهيات, ومن المعلوم من الدين بالضرورة, اما لجهل او تعصب او عمالة , قل ما شئت فكل ما ذكر يصب في مصلحة اعداء الامه .

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : تركتُ فيكم أمريْنِ لن تضلُّوا ما تمسَّكْتُم بهما : كتابَ اللهِ وسُنَّةَ رسولِه .

الا ان هذه الشريعة الغراء التي انزلها الله وارتضاها لعباده, وأيد بها افضل رسله, محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والسلام, وخيرة صحبه , كوكبه من الاولين الاطهار رضي الله عنهم, لا بد لها من يأخذ بها ويقود الأمم اليها كما فعل عمالقة الإسلام من أمثال الخلفاء الراشدين الخمسة ومن بعدهم رجال اطهار اكملوا المسيرة الى يومنا هذا.

يقول عثمان رضي الله عنه : " ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران "

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وزعماء قريش يتصدرون المشهد فاتباعهم على صنفين :

صنف يتبع هؤلاء الاسياد على تخوف ووجل , وهم صنف العبيد والمستضعفين , وصنف اخر يتبعونهم لمنفعة متبادلة بين التابع والمتبوع , منافع على الدنيا والمادة لا اكثر!

اما رسول الله فكان يحمل دينا عظيما موحى اليه من ربه وكان يحمل صفات عظيمة تؤهله الى حمل الرسالة , فهي جاذبية الهدف والمحتوى وجاذبية الشخصية اجتمعنا لتشكل قائدا فريدا لم تحمل البطحاء عظيما كعظمته , فكانت قيادته ترتكز على مبادئ وقيم واخلاق , وهذه التي تدوم, اما القيادة التي ترتكز على الخوف والمنفعة فهي تزول بزوال مسببها .

قيادة تحمل رؤيه عظيمة تجعل كل فرد تابعا قائدا في نفسه , ليست فقط تجلب الحاجات الفسيولوجية والأمنية وانما تحقق الاحترام وتحقق الذات , هدف اكبر من الافراد انفسهم يتعدى حياتهم الدنيا الى الآخرة , والآخرة خير وابقى .

لم يتبع الصحابة رسول الله على خوف منه ولم يتبعوه طمعا في دنيا ولكنه الاتباع القائم على الاقتناع بعظمة القائد وعظمة الإسلام (الرؤية ) الذي جاء به .

حمل القادة بعد رسول الله هذه الأمانة الثقيلة ففتحوا الفتوحات ونشروا الإسلام في أوروبا والصين وأماكن بعيده, كل ذلك لما كان شرع الله يحمله قادة يقدرون قيمة الاتباع واتباع يقدرون قيمة الإسلام ومن يحمله .



استطاع الغرب ان يهزمنا رغم اننا نحمل المنهج الصحيح لان الغرب يحملون منهجا قياديا إداريا ابدعوا فيه رغم انه لا دين فيه وبالتالي لا روح فيه , اما نحن فلم نتبع منهجنا فكانت الغلبة للاقوى .

ويلخص مايكل بورتر المعادلة بقوله : " ان التنفيذ الجيد لاستراتيجية سيئة افضل من تنفيذ سيء لاستراتيجية جيده" .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير