القيادة بالمصداقية
طارق البرغوثي
جو 24 : يعيش العالم العربي اليوم ازمة ثقة على مستوى افراده , مؤسساته, ومجتمعه ككل, وللنجاح والفاعلية لا بد من تعزيز الثقة بين مكونات المجتمع , اي بين الفرد وعائلته , بين الفرد ومؤسسته ,وبين الفرد وحكومته, فالمعادلة كما يذكر ستيفن ار.كوفي هي (الاستراتيجية *التنفيذ) * الثقة مساو للنتائج, فاذا كان هناك استراتيجية جيدة وتنفيذ جيد بدون ثقة فلا شك ان النتائج تكون سلبية والعكس صحيح.
العالم اليوم وفي جميع دول العالم الاول يبحث عن السرعة في الاداء لان البطيء في الاداء له كلفة كبيرة على مستوى الاقتصاد والحياة الاجتماعية , وتلعب الثقة دورا مهما لتيسير الامر فكلما انخفضت الثقة بين مكونات المجتمع احتجنا الى إجراءات اكبر واعقد للوصول اليها وكل هذا مزيد من الوقت والجهد والتكلفة.
كتاب "القيادة تحدِ" وهو دراسة متميزه للباحثان بوسنر وكوزس, كان السؤال الموجه لمليون ونصف انسان في القارات الست هو : ما هي الصفة الاولى التي تبحث عنها في القائد ؟ واستمر طرح السؤال على مدى خمسة وعشرون عاما ليكون الجواب دائماُ بالدرجة الاولى , المصداقية.!
قام الباحثان بعد ذلك باصدار كتاب المصداقية لتعريفها, وتوصل الباحثان الى ان المصداقية ترادف الصدق والأمانة.
لا عجب ان رسول الله صلى الله علية وسلم اسند اليه رب العالمين الرسالة بل خاتمة الرسالات , فهو صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين كما عرف عنه حتى قبل البعثة, وكلنا يستذكر سيرته العطرة حينما امره الله عز وجل ان يصدع بالرسالة, فجمع قومه وعشيرته, وارتقى الصفا, فهتف يا صباحاه! فاجتمعوا اليه فقال: يا بني فلان يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب فاجتمعوا اليه فقال : ارأيتم لو اخبرتكم ان خيلا تخرج بسفح الجبل اكنتم مصدقي قالوا : ما جربنا عليك كذبا قال : فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد .(صحيح مسلم)
ويقول الله لنبية عليه الصلاة والسلام (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته) ..المائده 67.
المصداقية هي خلق الانبياء الذين اوحى اليهم الله بالرسالة لانهم أمناء على تبليغ رسالاته, وهي ديدن القادة والدعاة كل في مكانه , فلكل رسالته التي يجب ان يقوم بها على خير وجه , فكلنا راع ومسؤول عن رعيته.
المصداقية هي الثقة التي تتكون من الشخصية والكفاءه , والشخصية هي النزاهة والنية تجاه الاخرين والكفاءه هي المهارة والقدرات والنتائج التي تتحقق .
المصداقية باختصار هي النزاهة والكفاءه ,أو قل هي الامانه والقوه .
تجد المصداقية ثقيله وتكاد لا تجدها الا عند صنف قليل من البشر , لعلهم هم القادة الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :" الناس كابل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة"!
المصداقية ثقيله وتجد ثقلها في قوله تعالى : ( انا عرضنا الامانه على السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا).الاحزاب 72.
في قصة سيدنا موسى وسيدنا يوسف عليهما السلام قاسم مشترك لمن يبحث عن تعزيز الثقة والمصداقية , ففي قصة موسى عليه السلام بعد ان وثقت ابنة شعيب بنبي الله موسى, بعد ان سقى لهما قالت احداهما لابيها : (يا ابت استاجره , ان خير من استاجرت القوي الامين)القصص 26
وفي قصة يوسف بعد ان أول رؤيا الملك بكفاءه وكان قد حصحص الحق وعلم العزيز بعفته وأمانته : (قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ) يوسف 55
أهل كليم الله موسى صفاته من القوة والامانه أان يخدم عند شعيب عليه السلام عشر سنوات بعد زواجه من ابنته , هذه المده كانت ضرورية قبل حمل الرساله .
كما ان صفات نبي الله يوسف من الامانه والعلم وهما رديفا القوة والامانه اهلتاه لإنقاذ مصر وقتها من المجاعة .
المصداقية او القوة والامانه هما الصفتان التي تعزز الثقة بمن يتخلق بهما , فقد رأينا كيف اهلتا موسى عليه السلام على حمل الرساله ومواجهة طغيان فرعون واهلتا يوسف عليه السلام على انقاذ مصر واهلتا نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام على ان يكون خاتم الانبياء والمرسلين .
والمصداقيه طائر بجناحين الامانه احدهما والاخر الكفاءة فلا طيران الا بكلا الجناحين.
بعد هذا العرض لا بد ان نقول ان هناك ازمة ثقة في الافراد الذين تنقصهم المصداقية , اي تنقصهم احدى الخصلتان النزاهة او الامانه في التعامل مع الاخرين او تنقصهم الكفاءه او الخبره وبالتالي فان نتائج الاداء تكون لديهم ضعيفة , الامر الذي ينعكس على القيادة او الرؤساء الذين بالمقابل يقوضوا التفويض ولا يقوموا بالتمكين للافراد نتيجة عدم الثقة او المصداقية بالاتباع.
وفي المقابل نعيش ايضا أزمة قيادة لعدم الثقة بالقادة الذين تنقصهم المصداقية الامر الذي يجعل الاتباع لا يثقوا بقادتهم وبالتالي ينشأ لدينا مجتمع لا تسوده الثقة بين القادة والاتباع .
تخيل مجتمع الزوج لا يثق بزوجته (من جانب النزاهة او الكفاءة) او العكس , او الموظف لا يثق بمديره او العكس , او المواطن لا يثق بحكومته والعكس , تستطيع حينها ان تدرك في مجتمع او منظومة تعيش!!
رسالة بعد هذا العرض الى ورثه الأنبياء والرسل , الى العلماء , القادة , المصلحون اذا أرادوا ان يقنعوا من خلفهم بهم ان يتذكروا قول نبي الله شعيب : (وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه ان اريد الا الاصلاح ما استطعت).فلا اتباع بدون مصداقية ولا قيادة بدون مصداقية ولا نتائج(اصلاح) سيتحقق على الارض .
العالم اليوم وفي جميع دول العالم الاول يبحث عن السرعة في الاداء لان البطيء في الاداء له كلفة كبيرة على مستوى الاقتصاد والحياة الاجتماعية , وتلعب الثقة دورا مهما لتيسير الامر فكلما انخفضت الثقة بين مكونات المجتمع احتجنا الى إجراءات اكبر واعقد للوصول اليها وكل هذا مزيد من الوقت والجهد والتكلفة.
كتاب "القيادة تحدِ" وهو دراسة متميزه للباحثان بوسنر وكوزس, كان السؤال الموجه لمليون ونصف انسان في القارات الست هو : ما هي الصفة الاولى التي تبحث عنها في القائد ؟ واستمر طرح السؤال على مدى خمسة وعشرون عاما ليكون الجواب دائماُ بالدرجة الاولى , المصداقية.!
قام الباحثان بعد ذلك باصدار كتاب المصداقية لتعريفها, وتوصل الباحثان الى ان المصداقية ترادف الصدق والأمانة.
لا عجب ان رسول الله صلى الله علية وسلم اسند اليه رب العالمين الرسالة بل خاتمة الرسالات , فهو صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين كما عرف عنه حتى قبل البعثة, وكلنا يستذكر سيرته العطرة حينما امره الله عز وجل ان يصدع بالرسالة, فجمع قومه وعشيرته, وارتقى الصفا, فهتف يا صباحاه! فاجتمعوا اليه فقال: يا بني فلان يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب فاجتمعوا اليه فقال : ارأيتم لو اخبرتكم ان خيلا تخرج بسفح الجبل اكنتم مصدقي قالوا : ما جربنا عليك كذبا قال : فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد .(صحيح مسلم)
ويقول الله لنبية عليه الصلاة والسلام (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته) ..المائده 67.
المصداقية هي خلق الانبياء الذين اوحى اليهم الله بالرسالة لانهم أمناء على تبليغ رسالاته, وهي ديدن القادة والدعاة كل في مكانه , فلكل رسالته التي يجب ان يقوم بها على خير وجه , فكلنا راع ومسؤول عن رعيته.
المصداقية هي الثقة التي تتكون من الشخصية والكفاءه , والشخصية هي النزاهة والنية تجاه الاخرين والكفاءه هي المهارة والقدرات والنتائج التي تتحقق .
المصداقية باختصار هي النزاهة والكفاءه ,أو قل هي الامانه والقوه .
تجد المصداقية ثقيله وتكاد لا تجدها الا عند صنف قليل من البشر , لعلهم هم القادة الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :" الناس كابل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة"!
المصداقية ثقيله وتجد ثقلها في قوله تعالى : ( انا عرضنا الامانه على السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا).الاحزاب 72.
في قصة سيدنا موسى وسيدنا يوسف عليهما السلام قاسم مشترك لمن يبحث عن تعزيز الثقة والمصداقية , ففي قصة موسى عليه السلام بعد ان وثقت ابنة شعيب بنبي الله موسى, بعد ان سقى لهما قالت احداهما لابيها : (يا ابت استاجره , ان خير من استاجرت القوي الامين)القصص 26
وفي قصة يوسف بعد ان أول رؤيا الملك بكفاءه وكان قد حصحص الحق وعلم العزيز بعفته وأمانته : (قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ) يوسف 55
أهل كليم الله موسى صفاته من القوة والامانه أان يخدم عند شعيب عليه السلام عشر سنوات بعد زواجه من ابنته , هذه المده كانت ضرورية قبل حمل الرساله .
كما ان صفات نبي الله يوسف من الامانه والعلم وهما رديفا القوة والامانه اهلتاه لإنقاذ مصر وقتها من المجاعة .
المصداقية او القوة والامانه هما الصفتان التي تعزز الثقة بمن يتخلق بهما , فقد رأينا كيف اهلتا موسى عليه السلام على حمل الرساله ومواجهة طغيان فرعون واهلتا يوسف عليه السلام على انقاذ مصر واهلتا نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام على ان يكون خاتم الانبياء والمرسلين .
والمصداقيه طائر بجناحين الامانه احدهما والاخر الكفاءة فلا طيران الا بكلا الجناحين.
بعد هذا العرض لا بد ان نقول ان هناك ازمة ثقة في الافراد الذين تنقصهم المصداقية , اي تنقصهم احدى الخصلتان النزاهة او الامانه في التعامل مع الاخرين او تنقصهم الكفاءه او الخبره وبالتالي فان نتائج الاداء تكون لديهم ضعيفة , الامر الذي ينعكس على القيادة او الرؤساء الذين بالمقابل يقوضوا التفويض ولا يقوموا بالتمكين للافراد نتيجة عدم الثقة او المصداقية بالاتباع.
وفي المقابل نعيش ايضا أزمة قيادة لعدم الثقة بالقادة الذين تنقصهم المصداقية الامر الذي يجعل الاتباع لا يثقوا بقادتهم وبالتالي ينشأ لدينا مجتمع لا تسوده الثقة بين القادة والاتباع .
تخيل مجتمع الزوج لا يثق بزوجته (من جانب النزاهة او الكفاءة) او العكس , او الموظف لا يثق بمديره او العكس , او المواطن لا يثق بحكومته والعكس , تستطيع حينها ان تدرك في مجتمع او منظومة تعيش!!
رسالة بعد هذا العرض الى ورثه الأنبياء والرسل , الى العلماء , القادة , المصلحون اذا أرادوا ان يقنعوا من خلفهم بهم ان يتذكروا قول نبي الله شعيب : (وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه ان اريد الا الاصلاح ما استطعت).فلا اتباع بدون مصداقية ولا قيادة بدون مصداقية ولا نتائج(اصلاح) سيتحقق على الارض .