عبد الجبار شنشل بين الفروسية والجندية والشهداء الذين مضوا
جمال العلوي
جو 24 : كما احتضنت المفرق شهداء الجيش العراقي وها هي اليوم تستقبل جثمان فارس من رجالات الامة العسكريين
رجل من العراق الابي هو الفريق عبد الجبار شنشل الذي مات على فراشه عزيزا كريما أبي النفس بعد أن تنكر له الجميع.
في عمان حيث تعيش إسرته، أمضى سنوات المرض برعاية كريمته كما يقول العارفون ببواطن الامور، لم تتدخل الدولة العراقية لتوفير تقاعد كريم له وهو الجندي الاشم الذي أمضى قرابة 65 عاما في سلك الجندية لم يحسب فيها على احد وبحسب الكثير من العسكريين العراقيين الذين عاصروه، «عُرِف شنشل بالعصامية والنزاهة والانضباط والصراحة طيلة خدمته العسكرية، فلم يسجل عليه أنه تهاون في واجباته، او تخلى عن مسؤولياته، أو نافق في علاقاته،» وأجمل ما فيه تلك اللكنة الموصلية في كلامه التي ظلت ملازمة له مع انه لم يعش في هذه المدينة سوى خمس سنوات من عمره، وهي سنوات النشأة والصبا، واما الباقي فقد قضاها في بغداد وبقية المحافظات حتى صار خبيرا في الجغرافيا العراقية لكثر تنقله واقامته بين المدن والبلدات والقرى والجبال والوديان والبوادي والاهوار، يعرفها بالتفاصيل، بالاسم والمساحة والمسافة والعلامات.
كان يتفقد المواقع الامامية و الحجابات على جبهة الحرب مع ايران بنفسه دون ان ينزع رتبته والأنواط والأوسمة عن صدره، وعندما حاول الفريق المرحوم ثابت سلطان قائد الفيلق الرابع ذات مرة ان يمنعه من زيارة موقع عسكري أمامي كان مشتبكا مع العدو، وقف شنشل وهو يرتعد من الغضب وصاح بالفريق ثابت ابق في غرفة العمليات وعالج الموقف وانا ذاهب عند أولادي .
كانت روحه العروبية المتجذرة من مدينة الموصل الابية ترتسم على محياه وترافقه في حله وترحاله في المكتب وفي الميدان وتتقدم معه عبقة ندية لذا بقيت ذكراه حية بين رفاقه من الجنود والعسكر والضباط الذين خدموا بمعيته .
بين شهداء الامة في المفرق شهداء الجيش العراقي الذين اشتركوا في حربي 1948 و1967، في مدن جنين ونابلس والخليل والقدس.
منهم من عُرف اسمه ومنهم كُتب على قبره رقم بلا اسم سيرقد اليوم فارس العسكرية العراقية عبد الجبار شنشل مودعا بنفر من أبناء الامة وذوية والقليل من الاصدقاء الذين مكنتهم ظروفهم من المشاركة في القاء النظرة الاخيرة على الجثمان الطاهر ، رحمك الله يا فارس في زمن ماتت فيه الفروسية وتكسرت النصال على النصال، نم قريرا بجوار الشهداء الذين مضوا وحدهم على أمل اللقاء في زمن أخر يكون للامة مجدها التليد ..!
الدستور
رجل من العراق الابي هو الفريق عبد الجبار شنشل الذي مات على فراشه عزيزا كريما أبي النفس بعد أن تنكر له الجميع.
في عمان حيث تعيش إسرته، أمضى سنوات المرض برعاية كريمته كما يقول العارفون ببواطن الامور، لم تتدخل الدولة العراقية لتوفير تقاعد كريم له وهو الجندي الاشم الذي أمضى قرابة 65 عاما في سلك الجندية لم يحسب فيها على احد وبحسب الكثير من العسكريين العراقيين الذين عاصروه، «عُرِف شنشل بالعصامية والنزاهة والانضباط والصراحة طيلة خدمته العسكرية، فلم يسجل عليه أنه تهاون في واجباته، او تخلى عن مسؤولياته، أو نافق في علاقاته،» وأجمل ما فيه تلك اللكنة الموصلية في كلامه التي ظلت ملازمة له مع انه لم يعش في هذه المدينة سوى خمس سنوات من عمره، وهي سنوات النشأة والصبا، واما الباقي فقد قضاها في بغداد وبقية المحافظات حتى صار خبيرا في الجغرافيا العراقية لكثر تنقله واقامته بين المدن والبلدات والقرى والجبال والوديان والبوادي والاهوار، يعرفها بالتفاصيل، بالاسم والمساحة والمسافة والعلامات.
كان يتفقد المواقع الامامية و الحجابات على جبهة الحرب مع ايران بنفسه دون ان ينزع رتبته والأنواط والأوسمة عن صدره، وعندما حاول الفريق المرحوم ثابت سلطان قائد الفيلق الرابع ذات مرة ان يمنعه من زيارة موقع عسكري أمامي كان مشتبكا مع العدو، وقف شنشل وهو يرتعد من الغضب وصاح بالفريق ثابت ابق في غرفة العمليات وعالج الموقف وانا ذاهب عند أولادي .
كانت روحه العروبية المتجذرة من مدينة الموصل الابية ترتسم على محياه وترافقه في حله وترحاله في المكتب وفي الميدان وتتقدم معه عبقة ندية لذا بقيت ذكراه حية بين رفاقه من الجنود والعسكر والضباط الذين خدموا بمعيته .
بين شهداء الامة في المفرق شهداء الجيش العراقي الذين اشتركوا في حربي 1948 و1967، في مدن جنين ونابلس والخليل والقدس.
منهم من عُرف اسمه ومنهم كُتب على قبره رقم بلا اسم سيرقد اليوم فارس العسكرية العراقية عبد الجبار شنشل مودعا بنفر من أبناء الامة وذوية والقليل من الاصدقاء الذين مكنتهم ظروفهم من المشاركة في القاء النظرة الاخيرة على الجثمان الطاهر ، رحمك الله يا فارس في زمن ماتت فيه الفروسية وتكسرت النصال على النصال، نم قريرا بجوار الشهداء الذين مضوا وحدهم على أمل اللقاء في زمن أخر يكون للامة مجدها التليد ..!
الدستور