2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

يهودية الدولة بين النظرية والتطبيق

جمال العلوي
جو 24 : بين يدي دراسة مهمة حول يهودية الدولة قام بإعدادها الباحثان محمود جميل الجندي ويحمل درجة الماجستير في دراسات السلام والنزاعات، وعضو الجمعية الاردنية للعلوم السياسية. وخالد شنيكات رئيس الجمعية الاردنية للعلوم السياسية.

ونظرا لأهمية هذه الدراسة أسعى الى تسليط الضوء عليها عبر مقالتي اليوم معترفا في البداية أن غالبية نصها هي من مضمون هذه الدراسة القيمة حيث تشير الدراسة الى أن اليوم تجد إسرائيل الفرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى لجعل كيانها يهوديا َ ولـــم لا، وهـــي تنظر إلـــى الــوطــن الــعــربــي يشتعل بالفتنة والـــحـــروب والـــدمـــار فــي ظــل مــا ّ يسمى الربيع العربي ، الذي يمثل أكبر خديعة تقع فيها الشعوب العربية، وتنسى قضيتها الاساسية فلسطين .

ولمزيد من التحقيق عن أبعاد الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، نجد أنفسنا أمام تساؤلات عديدة: لماذا الاصرار على صفة أو طبيعة الدولة، أي على يهوديتها؟ وهل القصد من وراء ذلك من الاستحقاقات المتأتية عنها؟ يقتصر على وضع عقبات أمام المفاوضات بغية نسفها، تهربا وما هي الاهداف الكامنة وراء الاعتراف العربي أو غيره، في تعريف إسرائيل لذاتها، وفق فهمها بأنها دولة يهودية؟ّ ولــعــل الــســؤال الاهـــم، والابــســط فــي الــوقــت نفسه يتمثل بــالــتــالــي: هــل يحق لصاحب الــقــرار الفلسطيني المخول الاعتراف بيهودية الدولة، وفق تعريف أو مفهوم رئيس الحكومة الاسرائيلية .وهو سؤال لا نملك حق الاجابة عليه ..! وخلصت الدراسة إلى أنه رغم انشغال إسرائيل منذ إقامتها وحتى نهاية السبعينيات من القرن العشرين بصياغة حدود الهوية الداخلية من خلال مناقشة من هو اليهودي، ومن يحق له الهجرة، ومــن لا يحق لــه، لكن سنوات الثمانينيات شهدت بدايات تحويل النقاش من المسار الداخلي(إشكالية علماني ـ ديني) إلى المسار السياسي القومي العام (إشكالية فلسطينيي إسرائيلي)، إذ بدأت تطغى على سؤالي: من هو اليهودي؟ وكيفية إقامة وتنمية فكرة الدولة اليهودية ؟كما خلصت الــدراســة إلــى خــطــورة تحويل هــذا المصطلح إلــى واقــع حقيقي، لما يمثله من على القضايا الفلسطينية والعربية، وعلى رأسها حق العودة للاجئين، وكذلك تداعيات كبيرة جدا على حدود الاقطار العربية الاخرى.

أظن ان علينا كقوى حية في المجتمع المدني الاردني والفلسطيني والعربي أن نعي أبعاد خطورة هذا المفهوم القائم على نظرية يهودية الدولة وتحديدا في ظل التصريحات المتصاعدة من غلاة اليمين المتطرف ورئيس الحكومة الصهيونية الذاهب الى انتخابات مبكرة وخاصة حين يعود للمطالبة بتعويضات المهجرين اليهود من الاقطار العربية وفتح هذا الملف على مصراعيه ..! نحتاج الى الوقوف عند مخاطر التحولات التي تشهدها دولة الاغتصاب العبري والتي تتجه قدما نحو يمين اليمين يوما بعد يوم واستخلاص العبر من النوايا والمخططات الصهيونية وعدم النوم في العسل مع الاحلام الغربية والامريكية.


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير