قريباً من السياسة
أحمد أبو خليل
جو 24 : يختلف المحكومون في أشكال استجابتهم لسطوة حاكمهم. ومن اطرف هذه الأشكال ما قرأته عن ان أهالي مدينة حلب أيام الحكم العثماني, عندما رأوا أول مشهد للباشا التركي يدخل مدينتهم, قاموا بتأليف طبخة خاصة سموها "الباشا وعسكرو".
الطبخة تتألف من صنفين: الأول هو الكبة مخروطية الشكل من الجهتين, تحشى باللحم وتطبخ باللبن, والثاني يسمى الشيشبرك وهو عجينة تطوى على شكل أذن آدمية تحشى باللحم وتطبخ باللبن أيضا.
أما الكبة المخروطية فترمز الى عسكر الباشا, بينما ترمز الأذن الآدمية الى الباشا نفسه الذي من مهامه سماع شكاوى الناس.
الطريف -والمغذي في آن معا - أن الطبخة بشقيها قد انتقلت عن طريق الانتشار الثقافي, الى حوران ومنه شمال الأردن, ولكن مع بعض التغيير في التسمية والدلالات, فالكبة المطبوخة باللبن على شكل مخروط نسميها "كْباب" (بتسكين الكاف), بينما نسمي الشيشبرك الذي يشبه الأذن الآدمية "أذان الشايب".
الكْباب أكثر شهرة وصارت ميدانا لتنافس النساء في مجال الطبخ, ويضرب المثل في ما تنتجه ايدي المرأة غير الماهرة من كباب, فيقال: مثل "كْباب الغشيمة". كما ابتكر الفقراء غير القادرين على شراء اللحم صنفاً من "الكباب" يحشى بنفس مادة صنع الغلاف مضافاً اليها القليل من البصل, ويسمى "كباب الحيلة". أما تسمية "أذان الشايب" فأغلب الظن انها نحتت في حوران لأن أهل الشام ما زالوا يسمونها "شيشبرك".
انتهى مقالي هذا من دون ايراد "الموعظة" التي تختتم بها عادة مثل هذه المقالات, فالواقع أن لذة طعم هذه الطبخة المزدوجة تتفوق في أهميتها على كل المواعظ.
العرب اليوم
الطبخة تتألف من صنفين: الأول هو الكبة مخروطية الشكل من الجهتين, تحشى باللحم وتطبخ باللبن, والثاني يسمى الشيشبرك وهو عجينة تطوى على شكل أذن آدمية تحشى باللحم وتطبخ باللبن أيضا.
أما الكبة المخروطية فترمز الى عسكر الباشا, بينما ترمز الأذن الآدمية الى الباشا نفسه الذي من مهامه سماع شكاوى الناس.
الطريف -والمغذي في آن معا - أن الطبخة بشقيها قد انتقلت عن طريق الانتشار الثقافي, الى حوران ومنه شمال الأردن, ولكن مع بعض التغيير في التسمية والدلالات, فالكبة المطبوخة باللبن على شكل مخروط نسميها "كْباب" (بتسكين الكاف), بينما نسمي الشيشبرك الذي يشبه الأذن الآدمية "أذان الشايب".
الكْباب أكثر شهرة وصارت ميدانا لتنافس النساء في مجال الطبخ, ويضرب المثل في ما تنتجه ايدي المرأة غير الماهرة من كباب, فيقال: مثل "كْباب الغشيمة". كما ابتكر الفقراء غير القادرين على شراء اللحم صنفاً من "الكباب" يحشى بنفس مادة صنع الغلاف مضافاً اليها القليل من البصل, ويسمى "كباب الحيلة". أما تسمية "أذان الشايب" فأغلب الظن انها نحتت في حوران لأن أهل الشام ما زالوا يسمونها "شيشبرك".
انتهى مقالي هذا من دون ايراد "الموعظة" التي تختتم بها عادة مثل هذه المقالات, فالواقع أن لذة طعم هذه الطبخة المزدوجة تتفوق في أهميتها على كل المواعظ.
العرب اليوم