jo24_banner
jo24_banner

«الربيع العربي» وبروز الهوية الفرعية

جمال العلوي
جو 24 : شخصيا، أنا لست من المؤمنين بوجود الربيع العربي، ودوما أسميه «الخريف العربي» أو خريف الدم.. وبين يدي دراسة لباحث ناشط عضو بالجمعية الاردنية للعلوم السياسية هو الاستاذ محمود جميل الجندي باحث في دراسات السلام والنزاعات وعنوانها «الربيع العربي» وبروز الهوية الفرعية، شعرت بضرورة التوقف عندها والاطلالة على ملامحها.
هدفت هذه الدراسة إلى بيان دور ما يعرف «بالربيع العربي» في بروز الهوية الخاصة (الفرعية) على حساب الهوية العامة (الوطنية)، حيث شكلت هذه الأحداث تغيرا دراماتيكيا في تقوقع الأفراد والمجتمعات حول هوياتهم الفرعية، سواء أكانت قومية أم مذهبية أم طائفية، في اكبر تحد للهوية الوطنية الجامعة، وتشكل الهوية في العالم العربي إحدى أكثر المقاربات الفكرية إثارة للجدل والنقاش، تعكس إشكالية تطرح بين المقاربات الفكرية لمفهوم الهوية والإنسان.
وسعت إلى تحليل مكونات الهوية الوطنية، من خلال استعراض العوامل الجامعة والمفتتة لها . وحاولت الدراسة الإجابة عن سؤالها الرئيس، المتعلق بدور ما يسمى «بالربيع العربي»، في بروز هوية فرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة. وتطرقت إلى بيان أشكال ومحددات الهوية الوطنية، وكذلك بيان وضع الأقليات في المنطقة العربية قبل وبعد أحداث «الربيع العربي» .
وخلصت الدراسة إلى أن أحداث «الربيع العربي»، قد أسهمت بدور رئيس في بروز الهوية الفرعية وتراجع الاهتمام والتمسك بالهوية الوطنية الجامعة، وذلك لأسباب تتعلق بطبيعة أنظمة الحكم القائمة على تكريس الهوية الفرعية، مستفيدة من هذا الانقسام للتمسك بالسلطة.
كما توصلت الدراسة إلى أن الهوية هي مفهوم إشكالي؛ لان للهوية أبعادا شائكة ومتداخلة فيما بينها، تتصل بالحقل الفلسفي والمعرفي والسياسي والتاريخي، علاوة على عوامل أخرى كاللغة والدين والايدولوجيا والتراث، وهذه الإشكالية تحتمل الحل وعدمه، بأن يصبح المجتمع أمام معادلة متحركة تنتج نفسها بنفسها، وتعيد ترتيب أولوياتها . كما أن الهوية الوطنية كانت وما زالت ضحية للخلاف بين التيارات الفكرية والسياسية المختلفة في المنطقة العربية التي تؤمن بان هناك تناقضا ما بين الهوية الثقافية والمعتقدات الدينية، وترى في بعض القيم كالديمقراطية أساسا للحل والخلاص، دون الانتباه إلى أن أساس المشكلة هو الفكر السائد منذ عقود طويلة في المجتمعات العربية .
شخصيا لا أملك الا الإقرار بالمهنية العالية التي تتمتع بها دراسات الجندي والتي تسعى دوما للتعامل مع أحداث ساخنة وقضايا تشغل بال الإنسان العربي عموما، والأردني خصوصا .

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير