كلام وحكايات من حياة الناس
جمال العلوي
جو 24 : حين تهمُّ بالدخول إلى بقالة أو «ميني ماركت» أو حتى «سوبرماركت» بعيدا، عن زمن «المول» ومفرداته، تداهمك لوحات جانبية مكتوب عليها «ممنوع الدَّين»، إلى هنا الأمر عادي جدا، فهذا يعكس الظروف وحالة الناس وتراجع القدرة الشرائية وانتشار ثقافة الدَّين، وعدم التسديد في مفاصل ومواعيد مهمة في حياة الناس.
والمدهش في الأمر حين تجد عبارة «ممنوع الدَّين» مكتوبة بكل اللغات العربية والصينية والهندية وحتى العبرية، وهذه قضية تستحق أن نتوقف عندها وتثير فينا الفضول إلى أعلى درجاته، وتشعر أن «وراء الأكمة ما وراءها» وأن هناك قصة ما دفعت صاحب المحل إلى كتابة هذه العبارة بكل اللغات التي يعرفها أو قد استعان بمن يعرفها حتى يبعد شرور «الديانة» عنه.
وأكثرها غرابة عبارة أخرى، شاهدتها في أحد محلات قطع السيارات ومحتواها «ممنوع الدَّين إلا لمن كان عمره 99 عاما شريطة إحضار والده معه»، ترى كم هو زمن المستحيل في حياة البائع الذي دفعته إلى وضع هذا الشرط، التعجيزي الذي لن تجد حالة واحدة قد تنطبق عليه في طول البلاد وعرضها.
ما «علينا» نبقى في زمن «الدَّين» حيث تحضرني هنا الحكاية الموروثة عن الدَّين التي تقول في مضمونها إن تاجرا جاءه من يطلب مالا على سبيل الدَّين إلى حين ميسرة، فكان الردُّ من الدائن سؤالا محتواه «لا مانع لدي من منحك المبلغ الذي تريد شريطة أن تجيبني على سؤالي وهو: كم عدد المرات التي تستحم فيها خلال اليوم؟! دُهِشَ طالب المبلغ، فقال: أنا أطلب معونتك وأنت تريد أن تعرف عدد المرات التي أستحم فيها.. لن أدخل في الإجابة فأنتم تعرفونها سلفا.
وقديما قيل «الدَّين ذلٌ في النَّهار وهمٌّ في اللَّيل» لما فيه من إشغال الذمة والخوف من الموت قبل السداد، لمن يخاف، ترى ماذا ستبدع الظروف من كلمات تقفز إلى حياة الناس من وحي التجارب وتعكس حال العامة في زمن ضعف فيه الطالب والمطلوب..!
زبدة القول: لا تيأس إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفرة واسعة.. فستخرج منها وأنت أكثر تماسكا وقوة.
وتذكر لا شيء «يأتي من العدم» ولا تبقى رهين الندم، فالحياة سِفْرٌ طويل لا تكفيه الكلمات والحكايات والمسافات مهما علت أو قصرت ولا تبقى رهين التجارب مهما كانت قاسية ومرَّة..!
الدستور
والمدهش في الأمر حين تجد عبارة «ممنوع الدَّين» مكتوبة بكل اللغات العربية والصينية والهندية وحتى العبرية، وهذه قضية تستحق أن نتوقف عندها وتثير فينا الفضول إلى أعلى درجاته، وتشعر أن «وراء الأكمة ما وراءها» وأن هناك قصة ما دفعت صاحب المحل إلى كتابة هذه العبارة بكل اللغات التي يعرفها أو قد استعان بمن يعرفها حتى يبعد شرور «الديانة» عنه.
وأكثرها غرابة عبارة أخرى، شاهدتها في أحد محلات قطع السيارات ومحتواها «ممنوع الدَّين إلا لمن كان عمره 99 عاما شريطة إحضار والده معه»، ترى كم هو زمن المستحيل في حياة البائع الذي دفعته إلى وضع هذا الشرط، التعجيزي الذي لن تجد حالة واحدة قد تنطبق عليه في طول البلاد وعرضها.
ما «علينا» نبقى في زمن «الدَّين» حيث تحضرني هنا الحكاية الموروثة عن الدَّين التي تقول في مضمونها إن تاجرا جاءه من يطلب مالا على سبيل الدَّين إلى حين ميسرة، فكان الردُّ من الدائن سؤالا محتواه «لا مانع لدي من منحك المبلغ الذي تريد شريطة أن تجيبني على سؤالي وهو: كم عدد المرات التي تستحم فيها خلال اليوم؟! دُهِشَ طالب المبلغ، فقال: أنا أطلب معونتك وأنت تريد أن تعرف عدد المرات التي أستحم فيها.. لن أدخل في الإجابة فأنتم تعرفونها سلفا.
وقديما قيل «الدَّين ذلٌ في النَّهار وهمٌّ في اللَّيل» لما فيه من إشغال الذمة والخوف من الموت قبل السداد، لمن يخاف، ترى ماذا ستبدع الظروف من كلمات تقفز إلى حياة الناس من وحي التجارب وتعكس حال العامة في زمن ضعف فيه الطالب والمطلوب..!
زبدة القول: لا تيأس إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفرة واسعة.. فستخرج منها وأنت أكثر تماسكا وقوة.
وتذكر لا شيء «يأتي من العدم» ولا تبقى رهين الندم، فالحياة سِفْرٌ طويل لا تكفيه الكلمات والحكايات والمسافات مهما علت أو قصرت ولا تبقى رهين التجارب مهما كانت قاسية ومرَّة..!
الدستور