jo24_banner
jo24_banner

صورة أمريكا بين الخصم والوسيط والحكم

جمال العلوي
جو 24 : كان الرئيس المرحوم أنور السادات، يظن أن 99% من أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة الامريكية وكان يتحرك على هذا الاساس، في كل الخيارات المتاحة أمامه في المنطقة، بما أسهم بشكل كبير في إفقاد المنطقة العربية كل التوازنات الممكنة، حين اختار الذهاب الى» تل أبيب» ليستفيد من ثقل كيسنيجر وزير خارجية الولايات المتحدة الذي أقنعه بتلك الخطوة وصولا الى تعزيز نهج الاستسلام وليس نهج السلام في المنطقة.
وبعد كل المشاهد الدولية، التي مرت بها المنطقة ابتداء من إخراج العراق من حسابات المنطقة، ودوره كقوة عسكرية تشكل عنصر دعم ومساندة للدول العربية، وما تلاه من سنوات الدم العربي أو الخريف العربي التي بدأت مع عام 2011 والتي أشغلت سورية في مواجهة الجماعات التكفيرية والمسلحة والارهابية، وما مرت به المنطقة من شواهد على انسجام الادارات الامريكية المتعاقبة، هل ما زال هناك عاقل عربي يعتقد ان الولايات المتحدة، يمكن الرهان عليها في بناء حسابات السلام والتوازن في المنطقة.
وهنا أستذكر رأي الباحث السياسي الدكتور عمر عبد الرازق «أنه قد ثبت بما لا يقبل التأويل فشل منهج المفاوضات أو منهج التسوية وهو البرنامج الأوحد للقيادة الفلسطينية ممثلة الآن بأبي مازن».
وثبت كذلك بما لا يقبل التأويل أن الكيان الصهيوني لا يتعامل بجدية واحترام ولا يحسب حسابا إلا للقوة والمقاومة بكافة أشكالها.
وثبت أيضا أن الولايات المتحدة خصم ولا يجوز أن تكون وسيطاً أو حكماً.
لذا نقول تأسيسا على كل ما تقدم أن يراهن على الادارة الامريكية التي سعت الى تمكين الدولة العبرية من حماية أمنها خلال الربع قرن القادم جراء التفكك العربي والحيرة وسنوات الضياع التي مرت بها المنطقة، هو بالمحصلة رهان خاسر، ولا يستند الى معايير علمية أو عقلانية أو منطقية.
فتجربة» أوسلو» بما مرت به، من تشتيت للجهد الفلسطيني والعربي تفرض علينا حكما الخروج من حالة الرهان على النموذج الامريكي والتفكير جديا بعالم يتجه الى الخروج من أحادية القطب المؤثر في الساحة الدولية والبناء على انهيار نظرية الامن الصهويني، بعد حرب غزة وحرب لبنان عام 2006في وضع سيناريوهات، تقوم على تغير المعطيات وعودة الحال الى مرحلة بناء الامن القومي العربي، ونهاية عصر الهيمنة الامريكي وبدء عصر التوازن الدولي وفق معايير جديدة يصنعها المستقبل والقدرة على الصمود والمقاومة..! لذا لا بد لنا أن نصحح النظرة للولايات المتحدة وتحديد مكانها وموقفها من قضايا المنطقة على قاعدة أنها عدو وليست وسيطا أو حكما.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير