jo24_banner
jo24_banner

ماذا لو استمرت العاصفة أسبوعين متواصلين؟

بلال العبويني
جو 24 : في التقييم العام، نجحت الدولة في إدارة عاصفة هدى مقارنة مع ما كان الواقع عليه العام الماضي مع عاصفة أليكسا، فقد أظهرت الدولة بكل أجهزتها جاهزية في التعامل مع المنخفض مستفيدة من الأخطاء التي وقعت فيها العام الماضي.
غير أنه وبعد انتهاء العاصفة، ثمة أسئلة يجب على الحكومة إيجاد أجوبة عليها. ماذا لو استمرت العاصفة أسبوعين على سبيل المثال؟ ماذا تفعل الحكومة؟ هل سيتم الاستمرار في تعطيل الناس عن وظائفهم؟.
الكثير من دول العالم تتعرض إلى عواصف ثلجية أصعب من (هدى) بأضعاف، لكن الحياة لا تتوقف، وعجلة الانتاج تبقى مستمرة، فيما الأجهزة تظل تعمل على فتح الطرق وإصلاح الأعطال الناتجة عن العاصفة، وتسهيل أمور الناس.
قبل دخول العاصفة هدى، استمع الأردنيون إلى تنبؤات تشير إلى قوّة العاصفة وصعوبتها وطول مدتها، واتخذت الحكومة قرارا بتعطيل الموظفين العاملين في القطاع العام وتبعتهم في ذلك بعض القطاعات الخاصة، ما أدى بالناس إلى التهافت على الأسواق لتخزين ما يحتاجونه من أطعمة ووسائل تدفئة.
في الأثناء، استمع الأردنيون إلى دعوات تطالبهم بعدم التهافت إلى الأسواق، في مشهد بدا متناقضا، فكيف لا يحتاط الناس في ظل تقديرات تتحدث عن صعوبة العاصفة؟.
ما إن دخل تأثير العاصفة هدى أصدرت الحكومة تحذيراتها للناس بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وتبع ذلك تحذيرات بأن إدارة السير ستخالف كل سيارة تعطل حركة عمل الأجهزة، وتبع ذلك قرار بسحب رخصة قيادة كل من يسير على الطرقات في ساعات المساء.
لو لم يتهافت الناس على الأسواق، ونفد الخبز ووقود التدفئة من منازلهم، كيف سيكون حالهم في ظل واقع أشبه ما يكون بحظر التجوال؟.
لدى كثير من الناس أشغال لا يستطيعون تعطيلها، وهم مجبرون على الوصول يوميا إلى أماكن عملهم حتى في أصعب الظروف، كما أن للموظفين المتعطلين عن أعمالهم وغيرهم حاجيات يريدون قضاءها.
ألا يحتاج الموظف المتعطل عن عمله بسبب الظروف الجوية خبزا؟، ألا يحتاج لوقود تدفئة عندما ينفد من بيته.
قرار تعطيل الموظفين في مثل هذه الأحوال، لا شك أنه قرار سليم، حتى يتيح للأجهزة الخدمية أن تقوم بواجبها على أكمل وجه، وكذا الحال بالنسبة لقرار عدم سير السيارات على الطرقات في أوقات التجمد، غير أنه من غير المعقول الاعتماد على هذا الأسلوب طويلا.
تجارب الدول التي تتعرض لمنخفضات قاسية ومتكررة يجب أن نستفيد منها في كيفية إدامة الحياة وفي كيفية التعامل مع الأحوال الجوية وتنظيم حركة السير على الطرقات دون توقف.
نجحت الدولة في إدارة العاصفة (هدى) نعم، لكن مصالح أناس كثر توقفت خمسة أيام، وهذه فترة طويلة، وربما يصبح الأمر خارج دائرة التحمل إن طالت مدة تأثير المنخفض على البلاد إلى أكثر من ذلك.
على ما يبدو أن تأثير المنخفضات القطبية على المملكة بات يتكرر في كل موسم شتاء، ما يعني أنه لربما نشهد في الأعوام المقبلة منخفضات كعاصفة هدى أو أقسى منها، لذا ما يجب أن تفكر فيه الحكومة هو البحث عن جواب على سؤال، ماذا لو بقيت العاصفة مستمرة لأسبوعين، هل نتحمل توقف عجلة الانتاج كل هذه المدة؟.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير