jo24_banner
jo24_banner

الاختلاف مع الإسلاميين

بلال العبويني
جو 24 :

الحرب على التنظيم والمتطرفين التكفيريين لا ينبغي أن تقودنا إلى تجريم كل ما هو إسلامي، سواء أكان ينتمي إلى الإسلام السياسي أو الاجتماعي أو التعليمي.
نقول ذلك، ونحن على قناعة أن ثمة حاجة ماسة إلى مراجعة مناهج التعليم في المدارس وإلى مناهج كليات الشريعة الإسلامية في الجامعات والمعاهد.
الحرب على المتطرفين والتكفيريين ليست حربا خارج الحدود فقط، بل هي حرب داخلية أيضا، ونحن ندرك، أن القضاء على داعش ومن سار على نهجها في التكفير لا يتم بالوسائل العسكرية والأمنية وحدها، بل ثمة حركة موازية لذلك يجب أن تتم، داخليا، على المستوى التعليمي والاجتماعي، وهذا لا يستقيم معه إقصاء أي جهة.
الحركة الإسلامية في الأردن، وما تمثله من وسطية واعتدال، وبما تمثله من معارضة راشدة لم تكن في يوم في الخندق المعادي للدولة، وهي إن اختلفت مع النظام إلا أنها لم تختلف عليه، وفقا لما يقوله قيادات فيها، وبهذا المعيار فإنه لا ينبغي اقصاؤها عن المشهد العام بل ويجب مدّ اليد إليها في سبيل التعاون على اجتثاث فكر التطرف والتكفير.
خلال الأيام الماضية ثمة من تصيد للحركة الإسلامية ولأحد قياداتها كونه لم يرد على لسانه وصف داعش بالإرهابي، ليعاود هذا القيادي وهو حمزة منصور ليصف تنظيم داعش بالإرهابي ويطالب الآخرين بعدم التصيد بـ "الماء العكر وتحريف الكلام ووضعه في غير محله".
الحرب على التكفيريين تحتاج مشاركة الجميع، وهو أيضا يحتاج من كل الوسطيين، وتحديدا في الحركة الإسلامية العمل مع كل الأطراف في سبيل اجتثاث الفكر التكفيري. لذا؛ فإن الحركة مطالبة اليوم التأكيد على وسطيتها ونبذها بكافة أشكال العنف والتطرف، وبهذا السياق عليها أن تبدأ بنفسها وتفتش بين أعضائها إن كان فيهم من يؤيد فكر التكفير أو يتعاطف معه أو يقترب في تشدده منه، سواء اقترابا مباشرا أو غير مباشر، وعليها عند ذاك أن تعمل على إقصائه أو تأهيله ليعود إلى جادة الصواب، كما عليها أن تثبت أن ما يصدر عنها من بيانات يعبر تماما عن قناعاتها وعما تجهر به في الغرف المغلقة.
ربما لا أكون مع الإسلام السياسي، إلا أن ما أقتنع به أن الاختلاف مع الإسلاميين وغيرهم ليس جريمة، بل الجريمة ألا يكون ذلك الاختلاف شريفا، وهو لا يكون شريفا عندما يستغل البعض حالة الغضب العامة على تنظيم داعش الإرهابي وعلى التكفيريين للانقضاض على الحركة الإسلامية بهدف تجريمها وتشويه صورتها وإلصاق بها ما ليس فيها.
من هنا، تأتي مطالبنا للحركة الإسلامية بأن تتقدم خطوة إلى الأمام لمد جسور الثقة مع من يختلف معها ومع من لا يزال يشكك في نواياها.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير