مليارا «صندوق النقد» خلو الطراونة يحكي
خبر الدفعة المالية التي سيقدمها صندوق النقد الدولي لحكومة الطراونة –وعلى غير العادة– نشرتها الصحف الرسمية بالخط العريض، وفي الصفحة الأولى بشكل احتفالي مقصود.
يقال إن الخزينة «ترنخت» وأصبحت على حافة الهاوية، هنا جاء الكرم الأمريكي فسمح بقرض الصندوق، ومن ثم الإشارة بالرضا –من خلال السفير- عن أي مستوى من خطوات الإصلاح.
وبناءً عليه استأسد الطراونة على الشارع، وقرر أن الانتخابات قادمة، وأن القانون هو نهاية التاريخ الأردني، ومن لا يعجبه الأمر فليضرب رأسه بالحائط، أو ليبقى في الشارع.
إذن هي فقط شرعية خارجية ما تعني الحكومة، ولعمري أن في هذا خللاً وطنياً كبيراً قد يصمد اليوم تكتيكيا، لكن المستقبل سيكشفه وستكون عواقبه وخيمة.
أمريكا لا تعطينا لسواد عيوننا، فهناك الملف السوري المفتوح بقسوة والمجرثم، وهناك الضفة الغربية المتخمة بكل الاحتمالات والمطلوب منا الإبقاء على الجاهزية؛ لتحقيق الإرادة الامريكية.
لكن أمريكا لم تدرك حجم أزمة الحكم لدينا، وربما أدركت، لكنها تتغاضى عنها اليوم في ظل ازدحام أولوياتها، عندها هنا فضلت أن تقسو على داخلنا على حساب ملفات أخرى.
أيام حكومة عون الخصاونة كان الأمر مختلفا، وبوصلة النظام أوحت في حينها بأنها تريد إصلاحاً أعلى مستوى مما نراه اليوم.
ولو عدنا لقراءة التوجه الخارجي في حينها، لاكتشفنا أن إرادة الخارج كانت هي التي تتحكم بباروميتر الرغبة الإصلاحية عندنا، وهنا فقط يمكن إدراك أن النظام في بلدنا لا يعنيه الداخل بقدر عنايته بإشارات مرور الخارج وألوانها.
مليارا صندوق النقد ليست إبداعاً حكومياً يؤهل الطراونة كي ينفش صدره ويعربد سياسيا، بل هما مزيد من المديونية والإذلال للشعب يستحقان من الحكومة طأطأة للرأس نحو الأسفل.
البلد محتقنة جداً جداً، وإدارتها فاشلة بإجماع الجمهور قولا وصمتا وهمهمة، أما شرعية الداخل فمتصدعة ويجب أن يلقى لها بالاً، فإدارة الظهر المبالغ فيها قد تجلب طعنات في الخاصرة الوطنية من حيث لم نحتسب.
الطراونة شخص متواضع الإمكانات، ولعله ينفذ دون أن يناقش، لكنه ووفق ما تربى عليه سياسيا ما زال يظن ان الخارج أهم من الداخل، وهنا يكمن الخطر والآفة.
(السبيل)