هل الاردن في مأزق استراتيجي
عمر العياصرة
جو 24 :
يتبادر الى ذهني سؤال منطقي ومقلق، ويحضر بكثافة اكبر، اثناء مراقبتي طريقة الدولة في التعاطي مع ملف القدس ( اداء الملك ، تصريحات الصفدي ).
هذا السؤال يقول : هل نحن في مأزق استراتيجي تجاه ملفات الاقليم والملف الفلسطيني تحديدا، وهل انكشفنا وانعدمت خياراتنا، ام هناك مقاومة لا زالت كامنة.
والسؤال الذي يساند سابقه، هل الوصاية الدينية على المقدسات هي اكبر همومنا، ام ان مستقبل القدس السياسي، وحق العودة، ودور الاردن المرسوم في صفقة القرن، هي من الاشكالات التي تؤرق الدولة وتجعلها في مأزق حقيقي.
الملك تحرك في كل اتجاه، قاوم على مستوى المضمون والشكل، ذهب الى اردوغان، اصطحب رجالات العائلة، صافح روحاني، القى كلمة شديدة البنية.
كل ذلك يعبرعن ممانعه اردنية مبررة، لكنها بالمقابل، يمكن وصفها، انها تكتفي باستراتيجية ارسال الرسائل، وتحوم حول تكتيك ابقاء العلاقة مع الجميع جيدة، بانتظار هبوط عامل خارجي يخلط الاوراق.
علينا الاعتراف اننا في مأزق استراتيجي، عنوانه فرض اجندة اميركية بالموضوع الفلسطيني، وهنا نسأل هل انعدمت الخيارات، وهل ما كان من محاولة هو مجرد " معذرة الى ربكم".
ادرك ان الاردن يتمنى سقوط كل مفردات مشروع ترامب، لكنه لا يملك القدرة على ذلك، ومرة اخرى، لا نعرف كم تبقى من المقاومة لدينا تجاه قادم المشروع.
شعبيا، هناك تيه واضطراب وصمت غريب من القوى السياسية، اصبحنا كمن ينتظر اشارة الدولة للتحرك، مع اننا لسنا ملزمين باكراهاتها اذا تعلق الامر بمستقبل البلد وهويته.
التيار الوطني غائب، الحركة الاسلامية مشغولة بمقارعة الدولة ومغازلتها، وما يزيد العبث عبث، ان قضية نقل السفارة الاميركية مرت بسلام عليهم، مع استثناء- يحاولون قتله - في غزة.
لن نسامح من يفرط ببلدنا، لن نسامح من اوصلنا لازمة اقتصادية تركيعية، لن نتفهم ان توضع الهوية الوطنية في ميزان الضغوطات، ومرة اخرى نحن في مأزق استراتيجي اخشى تحوله لتفريط بالثوابت.