منيف مدرسة وعمر مدرسة اخرى
عمر العياصرة
جو 24 :
كثير من النواب استخدموا تاريخ المناضل منيف الرزاز، والد رئيس الوزراء الحالي، كأداة لتذكيره والضغط عليه في ملفات متنوعة كالقضية الفلسطينية، والمسألة الاقتصادية.
الاستخدام كان عاطفيا، يحاول توظيف رمزية الوالد، النضالية الاشتراكية، من اجل تقييد الابن، وحشره في الزاوية، بالتالي اخراج بعض من قيمة منيف لتظهر في اداء عمر.
لكن للامانة، لم يدرك نوابنا، ان الابن لا يشبه الوالد، فكريا ومدرسة ومنطقا، فرئيس الوزراء، الدكتور عمر الرزاز، اقرب ما يكون الى الليبراليين الجدد، ولا اظنه يرغب او يحب منطق البعث السياسي او الاقتصادي.
ولعلنا لو قرأنا السيرة الذاتية لعمر الرزاز الابن، لوجدناه شغل سابقا موقع ،مدير عام للبنك الدولي في واشنطن وبيروت، ولا يخفى علينا جميعا ان منيف يرى في هذه المؤسسات ادوات استعمارية وايدلوجية تهدف للمساس بسيادة دولنا.
نعم، يجمعهما، الابن والوالد، منيف وعمر، العاصم الاخلاقي كما الدم، ولكن هناك فوارق في الصلابة، وفوارق اضخم، في الافكار والمنطلقات السياسية والايدلوجية.
لا اعرف، كم كانت لكلمات النواب التي تم استحضار مواقف منيف الرزاز فيها، من اثر على مدركات عمر الرزاز الابن، وهنا لا اتحدث عن عاطفته، التي ربما تأثرت وقتيا، وبرما غرغرت العيون بالدموع.
لكن ما يجب ان نعلمه، ان الرزاز، ليس حالة عبثية، بل هو محمول من مدرسة ترغب وتطمح باحداث التغيرات في المسألة الاجتماعية والاقتصادية وبنية الدولة وعصبيتها.
بحوثه الدولية عن دولة الانتاج، لا تعني الاقتصاد الاجتماعي، بل من اهم تجلياتها، انه يرغب بالمساس بعصبية الدولة لكن من بابها الاقتصادي الذي ستلتحق به بعد ذلك القضية السياسية.
مرة اخرى، عمر ليس منيف، ومنيف لا يصلح اصلا لمقاربة حكم في الاردن، لكن الكلمات تنطلق من الحناجر احيانا على غير هدي، او انها تريد بعضا من منيف، قاذا بها تأتي بالكل.