يا رأس الدولة ... جبّرها قبل ما تنكسر
عمر العياصرة
جو 24 :
مع نجاح اضراب الأربعاء الرافض لقانون ضريبة الدخل الجديد، تكون البلد قد دخلت في طور جديد يحتاج الى لغة مختلفة وعناية خاصة.
الناس بعد الأربعاء يشعرون بالثقة بانفسهم، فقد قالو "نحن هنا" بطريقة ابداعية، والاهم ان الهم الجمعي عاد للظهور بعد سنوات عجاف من الذاتية و قيم الفهلوة.
الانكار لم تعد سياسة مجدية بعد الأربعاء، بل يمكننا القول ان سحب قانون الضريبة لم يعد حلا ناجعا للتعامل مع الازمة المجتمعية التي شاهدناها خلال الايام الماضية.
الناس يريدون وقف السياسات الاقتصادية التي مارستها الحكومات المتعاقبة على مر السنوات الغابرة، يريدون نهجا جديدا، يرغبون بحلول لا بمسكنات، كما ان التسويق لما تريده المؤسسات الدولية لم تعد تنطلي حيلته على الجمهور.
ما جرى الأربعاء يمكن استثماره من قبل القصر، انه شرعية من نوع مختلف، حيث يمكن للملك الاستناد اليه للبدء بعملية مراجعة عملية حقيقية للنخب وللنهج الاقتصادي ولطبيعة تشكيلة الحكومات وللتشريعات الناظمة لحياتنا السياسية.
لسنا مضطرين -لا سمح الله- لتكرار مشهد هبة نيسان في عام 1989، التي انعطفنا بعدها نحو نهج جديد، لا بل استثمارا لشرعيتها، اطلق الملك حسين تغيرا رائدا لا يمكن الا الثناء عليه.
من هنا تبدو الفرصة مناسبة، واستباقية، كي تنحاز الاجندة نحو المصالح الوطنية، والكرامة الشعبية، والرغبة الصادقة في العطاء، والتخلص من كل الاسماء التي وترت العلاقة بين الدولة ومواطنيها.
انا متأكد ان الملك يراقب عن كثب، وبات يعرف قدرة الناس على الانتظام في عمل احتجاجي، وهو اكثر الاشخاص ادراكا للهجمة التي تواجه البلد.
من هنا، ولاجل ذلك، نتمنى على رأس الدولة عدم تمرير الحادثة بالصمت، وعدم القبول بالانكار الذي تعيشه مؤسسات الدولة، فلابد من قرار يمهد لحل، ونتمنى ان يتم تجبيرها قبل ما تنكسر.