الاغنياء ... اتحملونا بعض الشيء
عمر العياصرة
جو 24 :
مع احترامي وتقديري لكفاءة واهمية، عبد الكريم الكباريتي، رئيس الوزراء الاسبق، فما قاله حول قانون ضريبة الدخل الجديد، لم يكن تصريحا يدافع به عن كل تفصيلات الوطن "المواطن العادي"، بل كان غيرة وتعبيرا عن مصالح الاغنياء ومؤسساتهم.
الكباريتي، اقتصادي وسياسي من العيار الثقيل، واذا حفرت له تاريخيا، ففي عهد حكومته منتصف التسعينات، تم رفع الدعم عن الخبز والرز والسكر الحليب، وكلنا يتذكر مقولته الشهيرة "الدفع قبل الرفع".
اذا الاغنياء لا يعجبهم القانون، كما لا يعجبنا نحن ابناء الحراثين، لكن هذا لا يعني ان نتحالف معهم من اجل اسقاطه، ومنع مروره، فهناك ترهلات في مالية الدولة، وقد آن الاوان كي تظهر طبقة الاغنياء بمظهرها الوطني وتتحمل بعض الاعباء.
كنت اتمنى على قطاع البنوك، وشركات التعدين، والتأمين، الادوية، كبار المقاولين، كبار الاطباء، ان يبادروا بمساعدة الوطن، الذي وفر لهم طوال سبعين عاما ارباحا وفيرة، وثراءا آمنا.
ما المشكلة، يا دولة الاستاذ عبد الكرين الكباريتي، بارتفاع ضريبة البنوك من 35 %، الى 40%، ما المشكلة ان تنخفض الارباح من 80 مليون الى 70، الا يستحق الوطن بعض الصبر والتضحية.
كنت اتمنى من اغنياء الاردن، ان يعلنوا قبولهم بقانون الضريبة، مشترطين، عدم مساسه بشرائح الاعفاءات الفردية، فايام العسرة تحتاج لرأس مال وطني، يقبل التضحية، مكافئة لايام كانت يسيرة، ومستشرفا بقاء الوطن واستمرار الارباح.
مرة اخرى، فارق كبير، بين من يجعله القانون الجديد فقيرا، لا يجد قوت عياله، وبين من ستتراجع بعض ارباحه، وعليه اقول يا اغنياء البلد، اتحملونا قليلا، واليوم ولا كل يوم.