الموقف الاردني ... هل من مزيد
عمر العياصرة
جو 24 :
بلا شك ان الاردن الرسمي غاضب جدا، وقلق، من قيام واشنطن نقل سفارتها الى القدس، وازداد غضبه بعد تصريحات كوشنير التي مست الولاية الدينية للاردن على المقدسات.
هذه يجعلنا نناقش بقوة اولئك الذين يجاولون وضع الاردن في ذات الوعاء الذي يضم مواقف عربية خليجية تبدو موافقة على نقل السفارة، لا بل شكلت غطاءا لهذا النقل احيانا.
الاردن متضرر من نقل السفارة، وطذلك هو متضرر جدا من تصفية القضية الفلسطينية، لذلك علينا ان نكون على قناعة تامة ان موقف الدولة لن يقبل بحال من الاحوال التساهل مع هكذا قرارات.
الاردن اعترض، ندد بالخطوة، كانت اللهجة حاسمة، فلا يمكن ان يتواطأ ولا بالاحلام، تلك مقاربة مستحيلة، لانها تعني التفريط بكيانه ووجوده وهويته وسلمه الاهلي.
لكن يمكننا ان نختلف او نتفق على الشكل والمستوى الذي يعبر فيه الاردن عن رفضه للموقف الاميركي الجديد من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
خذ مثلا جنوب افريقيا، التي قامت بسحب سفيرها من تل ابيب اعتراضا على القتل الاسرائيلي الموجه للفلسطينيين، وهنا نطرح السؤال، هل يمكن القيام بمثل تلك الخطوة، ما المانع، ما الذي يجعلنا نتردد.
موقفنا مهم، لاننا طرف آني، وفي المآلات، بل نحن في الاهمية نأتي بعد الفلسطينيين، لذلك اعتقد ان الضغوط الاميركية والعربية كانت مكثفة على عمان لنمرر الخطوة، واعتقد انه من الخطأ الفادح الاستجابة لها.
علينا ان نتقدم في موقفنا خطوة للامام اكثر، فما جرى في غزة مبرر لاستدعاء السفير من تل ابيب، وعلينا ان نلجأ للاردنيين داخليا كي يساعدوا في دعم وتغطية تطوير الموقف الاردني.
ندرك التحديات التي تحيط بنا، ونعرف ان هناك ازمة اقتصادية خانقة، وذاكرتنا حية تجاه المساعدات الاميركية الاخيرة، لكن كل ذلك لا وزن له امام اهمية القدس، ولا قيمة له امام التأثيرات الخطيرة لصفقة ترامب على الاردن كيانا وهوية.
لذلك ادعو الدولة، ان تطور موقفها الرافض لما يجري فلسطين، علينا ان نتجرأ اكثر، فاترفاع منسوب ردود فعلنا قد يكون مفيدا لنا وللفلسطينيين ايضا.