2025-01-15 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

لا إصلاح اقتصادي دون التصدي لأزمة الدين

سلامة الدرعاوي
جو 24 : لم يسمع أحد أي تصريح حكومي حول كيفية مواجهة ازمة المديونية التي تلقي بظلال قاتمة على الاستقرار الاقتصادي في المملكة بعد ان تخطت مستوياتها المنطق والمعقول، وبلغت 15.1 مليار دينار حتى نهاية حزيران الماضي، بارتفاع 1.7 مليار دينار، او بزيادة نسبتها 13 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

حتى برنامج التصحيح الذي اقره صندوق النقد للفترة 2013-2015 لا يتضمن اية مؤشرات على وجود خارطة طريق لمعالجة المديونية، بل على العكس يوفر البرنامج تسهيلات بقيمة ملياري دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.
قد يقول قائل ان البرنامج سيوفر مناخا اقتصاديا جاذبا للاستثمار، ويوفر اموالا اضافية للخزينة جراء عمليات رفع الدعم التدريجي خاصة عن الكهرباء، وهو الامر الذي سيساعد الخزينة في سداد التزاماتها تجاه المانحين والتي تقدر بحوالي 850 مليون دولار سنويا كاقساط وفوائد.

الكلام السابق صحيح لان الاقتصاد عندما ينمو بمعدل 3-4 بالمائة كما هو مستهدف سيزيد تلقائيا ايرادات الخزينة المتأتية من اموال الدعم والاستثمار المختلفة، لكن التجارب السابقة للاردن مع برامج التصحيح خلال السنوات 1989-2003 دلت بوضوح على فشل الحكومات بخفض المديونية كقيمة مطلقة، واكتفت بتخفيفها كنسبة من الناتج المحلي الاجمالي.

لذلك لم يشعر المواطن ان الدين انخفض بالارقام، بل على العكس ازداد بشكل كبير، خاصة وان النمو المتحقق في ظل برامج التصحيح لم يحقق عدالة التوزيع في مكتسبات التنمية.

لا شك ان جزءا كبيرا من الكلام السابق مكرر، والحقيقة ان تكرار التنبيه والتحذير من ازمة المديونية يجب ان يكون على راس اولويات اي كاتب اقتصادي في هذه المرحلة، فهذه ازمة اطاحت بكبريات الاقتصاديات الاوروبية.

بما ان الحكومة اتفقت مع الصندوق الدولي على برنامج تصحيح جديد فما المانع ان تقوم الان وتستغل الفرصة بإعداد برنامج او قانون لمعالجة الدين العام وايقاف مسلسل الاقتراض الخارجي والداخلي، علما ان العامل السياسي يلعب الان دورا مهما في اتمام صفقات الاقتراض الرسمي، وليس الجانب الاقتصادي كما يعتقد البعض.

بقاء الوضع على ما هو عليه في التعامل مع ازمة الدين يعني ببساطة ان الاقتصاد الوطني سيبقى مختلا رغم وجود برامج تصحيح، والسبب في ذلك هو ان التطورات السياسية المتسارعة في منطقة الشرق الاوسط قد تجعل من بعض المانحين يضغطون على الاردن سياسيا.

عدم التصدي لمشكلة الدين والابقاء على سياسة الابداع في البحث عن دائنين، يؤكد ان سياسة القطعة في التعامل مع ادارة الاقتصاد الوطني لا تزال سائدة، وهي سياسة كلفت الاردن والاردنيين الكثير من ضياع الموارد والفرص معا.
الراي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير