أسباب تدفع باتجاه تحسن الاقتصاد
هناك اسباب عدة تدفع راسم السياسة الاقتصادية الى التفاؤل الحذر في سنة 2013 ، رغم استمرار حالة العنف في المنطقة وازدياد حدة التوتر في الجوار.
بعد اجراء الانتخابات والبدء بالتشاور لاختيار شخصية رئيس الوزراء المقبل ، فان هذه الاعمال تعزز الحالة الايجابية للاقتصاد الوطني ، بأن مؤسسات الدولة تستكمل منظومة بنائها بشكل مؤسسي وفقا لاحكام الدستور .
زيادة تفاعلية المجتمع في عملية الاصلاح وارتفاع حدة وتيرة العمل الرسمي باتجاه مكافحة الفساد ، يدفع باتجاه تحقيق احد اهم مرتكزات الاصلاح ، وزيادة ثقة المواطنين بمؤسساتهم ، والاهم من ذلك هو ان هذه الاجواء باتجاه ضبط مستقبلي لاي تفكير من قبل اي جهة بالتلاعب بالمال العام .
وجود نواب جدد بهذا الكم في المجلس الجديد سيعزز من مفهوم المساءلة والرقابة على الاداء الحكومي خاصة الاقتصادي منه ، فمن المتوقع ان ترتفع وتيرة المناقشات على الامور المالية مثل قانون الموازنة العامة ، فالاجواء لا تسمح بتكرار حالة الغياب الرقابي على خطط الدولة المالية ، لان الغياب يعني مزيدا من الانفاق غير الرشيد ، وبالتالي مزيدا من العجز والدين .
لم يعد باستطاعة اية حكومة التفرد بقرارتها او حتى السيطرة على توجهات النواب ، فالمسألة اليوم بأمس الحاجة الى تشاركية في رسم السياسات وتنفيذها ، وبالتالي لا توجد جهة واحدة هي التي تتحمل المسؤولية لوحدها ، بل جميع المؤسسات الدستورية معنية بايجاد الحلول لمشاكل الاقتصاد الوطني .
مشاكل عديدة كبرى على صعيد الخزينة العامة باتت اقل خطرا مما كانت عليه في السنوات السابقة ، مثل فاتورة الدعم ، حيث تم تخفيض هذه الفاتورة لاكثر من الثلثين في سنة 2013 ، وبالتالي فان الخطر من تنامي العجز الى مستويات كبرى كما حصل في السنين السابقة لن يتكرر مشهدها ابدا خاصة مع تدفق الغاز المصري الى المملكة .
وفي ظل هذه الاجواء ايضا ، تعزز المساعدات الخارجية المتعاقد عليها مع الدول المانحة وعلى راسها اربع دول خليجية الاستقرار المالي للخزينة العامة التي تبحث على الدوام عن تمويل مستمر لمشاريعها ، وهذه الامر يساهم في زيادة حالة اليقين للاقتصاد الوطني برمته .
التحديات التي تعصف بالاقتصاد الاردني في سنة 2013 هي اقل حدة مما كانت عليه العام الماضي ، والحقيقة الشيء الوحيد الذي يمنع من تكرار ازمات السنوات السابقة هي الادارة الحصيفة للاقتصاد وتحمل المسؤوليات بطريقة تضامنية تشاركية .
Salamah.darawi@gmail.com