jo24_banner
jo24_banner

تحديات جديدة في سوق العمل

سلامة الدرعاوي
جو 24 :

رغم كل الجهود التي تبذلها الحكومات لتنشيط سوق العمل وتحفيز مسالتي التدريب والتاهيل للعمالة المحلية الا ان عقبات تظهر بين الفترة والاخرى تشكل تحديا لبرامج وخطط الدولة وتحول دون استمراريتها .

قطاع المقاولات الذي يطالب الحكومة باكثر من 150 مليون دينار كمستحقات له ، معرض اليوم بشكل كبير لهبوط عام في انشطته واعماله ،نتيجة التحديات الاقتصادية التي تعصف بالمستثمرين فيه والتي تحول دون استمرارية بعض انشطته ، وهو ما قد يدفع بهم الى تقليص انشطتهم من جهة واعادة هيكلة اعمالهم من اخرى ، وبالتالي ضآلة استحداث فرص عمل للاردنيين في تلك الاعمال التي يتم صرف الملايين من الدنانير على مؤسسات وانشطة لتدريبهم على الاعمال الحرفية .

حملة اعادة تصويب اوضاع الوافدين ، وان كانت من الناحية النظرية تنظم مسالة تواجد العمالة غير الاردنية ، الا انها لا تحل المشكلة لعدة اسباب ، فلا احد لغاية يومنا هذا يعرف العدد الحقيقي للعمالة غير الشرعية في المملكة، فالبعض يقول انها نصف مليون ، واخر يقول انها تقترب من المليون ، في حين ان من يملكون تصاريح عمل لا يتجاوز عددهم ال130 الف ، وبالتالي يبقى هناك تحد كبير يقف امام برامج الحكومة في هذا الشان يتمثل في الوصول الى حقيقة التواجد غير الشرعي للعمالة الاجنبية في المملكة .

التحدي الاكبر الذي بدا يلقي بظلاله على كل الجهود الوطنية لاحلال العمالة المحلية بدلا من الوافدة هي التواجد السوري على اراضي المملكة ، هناك اليوم اكثر من 400 الف لاجئ سوري في المملكة ، منهم (60) الف في مخيمات في المناطق الحدودية الشمالية ، والباقي متواجد في مختلف انحاء محافظات البلاد ، وبتنا فعلا نشاهد العمالة السورية منتشرة في مختلف الاماكن ، من محلات ومصانع ومرافق سياحية واعمال البناء والانشاءات وعلى جنبات الطرق كباعة متجولين .

العمالة السورية معروف عنها انها تمتلك مهارات عدة ، وهي مؤهلة للدخول في معظم الانشطة التجارية والحرفية خاصة تلك التي يعزف عنها الاردنيين لاسباب مختلفة ، واذا ما وضعنا الاوضاع المالية المزرية التي يعيشها اللاجئ السوري في المملكة ندرك تماما انه سيعمل في اي مهنة ويشغلها لتلبية نفقاته ، مع رغبة رب العمل في الاردن على الحصول على عامل مدرب باجر اقل من نظرائه من الجنسيات الاخرى ، فان القضية هي مسالة وقت بالنسبة لسيطرة العمالة السورية على السوق الاردني اذا استمرت الاعداد المتزايدة للاجئين بالقدوم الى الاردن ويقيت الازمة على حالها دون حل .

تحديات جديدة في سوق العمل تفرضها عوامل داخلية وخارجية تحد من الجهود الرسمية في تنظيم هذا السوق وايجاد فرص عمل للاردنيين والحد من البطالة ، لكن يبدو ان العوامل الخارجية خارج سيطرة الدولة مثل الازمة السورية التي تلقي بظلال قاتمة على خطط التشغيل في المملكة ، وهو ما يدفع الحكومة الى رفع وتيرة التنسيق مع الغرف التجارية والصناعية لاخذ هذه التطورات بعين الاعتبار لدى اعدادها لبرامج عمل جديدة .

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير