jo24_banner
jo24_banner

خيارات الطاقة في الأردن

سلامة الدرعاوي
جو 24 : قبل سنة 2003 كان العراق المزود الرئيسي للمملكة بالنفط ، وكانت محطات الكهرباء تعمتد عليه كليا الى حين استبدال زيت الوقود بالغاز المصري ، والذي بات اليوم هو مصدر الطاقة للكهرباء في المملكة.
باعتماد المملكة على مصدر وحيد للكهرباء وهو الغاز المصري يكون الوضع الامني للطاقة في خطر ، لان الاعتماد على عنصر واحد لا يوفر خيارات جديدة للتزود من مصادر بديلة للغاز بالسرعة الممكنة وباسعار مناسبة ، في المحصلة يبقى الاقتصاد الاردني اسيرا لمتغيرات امدادات الغاز المصري سواء اكانت ايجابية ام سلبية ، وهذا له علاقة مباشرة بتطورات العجز المالي المزمن .
الخيارات المتاحة للحكومة هو السعي الجدي لتوفير مصادر بديلة للغاز كما هو الحال في معظم دول العالم التي لا تعتمد على مصدر واحد للتزود بالطاقة ، والاردن يملك مقومات هائلة في هذا الموضوع وقد اعدت وزارة الطاقة استراتيجية وطنية في هذا الموضوع تتطلب من كافة الجهات دعهما من اجل تعزيز الامن الاقتصادي في المملكة .
مشروع الصخر الزيتي الذي وصل الان الى اولى مراحل التنفيذ بات حقيقة مصدقة يتطلب الاسراع في تنفيذها حتى يتسنى تخفيض نسبة فاتورة النفط الى اقل من 17بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي ، وهي النسبة الحالية وتعد الاعلى في دول العالم ، ولا يقوى عليها اي اقتصاد ، ولا يمكن مواصلة علاج تضخم فاتورة الطاقة بواسطة تمرير قرارات الرفع ، فهذا له مخاطر اقتصادية واجتماعية متعددة.
مشروع الطاقة النووية ، خيار استراتيجي في غاية من الاهمية ، تحاول بعض اللوبيات احباطه وافشاله تحت حجج ييئية مختلفة ، متناسين ان عوادم اكثر من 800 الف سيارة في المملكة تبث سموما اكثر من اشعاع اي مفاعل ، ناهيك من ان لوبيات في اسرائيل تدفع إلى افشال هذا المشروع الاستراتيجي ، رغم ان مفاعل ديمونا لا يبعد اكثر من ساعتين من العاصمة عمان منذ اربعين عاما ، فياليتهم احتجوا على ذلك ، فما هي الخطورة ان وُجد مفاعل في الاردن، وخاصة وان هناك كميات كبيرة من اليورانيوم ذات الجودة العالية .
تنويع مصادر الطاقة خيار استراتيجي مهم لاي دولة ، فالولايات المتحد تعتمد في طاقتها الكهربائية على 45 بالمائة من الفحم الحجري ، يليه الغاز بنسبة 23بالمائة ، والطاقة النووية 20 بالمائة ، والطاقة الهيدروكهربائية 7بالمائة ، والرياح 2بالمائة ، اما استعمال البترول فنسبته لايتجاوز ال1بالمائة، والحال مشابه في الصين والهند والبرازيل .
الدول تلجأ في الاساس الى استغلال ثرواتها ومواردها الطبيعية لسد التزاماتها في قطاع الطاقة قبل اللجوء الى مصادر خارجية لسد العجز ، ومصادر الاردن في هذا المجال كبيرة ، وقد تأخر استغلال واستثمار هذه الموارد كثيرا ، ولم يعد المجال متاحا للتأخير ، فغالبية المشاكل الاقتصادية سببها الرئيسي اعتماد الاردن على الاخرين لسد عجز الطاقة لديه .الراي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير