جماعة بشار في الأردن.. حالة إنكار
المتابع لردود فعل «جماعة بشار الأسد في الأردن» على انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب، يشعر بالغثيان من شدة قدرتهم المكشوفة على حرف الحقائق، والتهوين من أهمية المنعطفات الكبرى.
الرجل -رئيس وزراء- وبغض النظر عن أهمية وجوده في دائرة صنع قرار القتل في سوريا من عدمه، فانشقاقه عمل يزلزل مصداقية النظام، ويشعرك أن القادم سيكون سيلاً عرمرماً من الانشقاقات.
هؤلاء الذين قللوا بالأمس من قيمة انشقاق حجاب، هم أنفسهم الذين هللوا بتعينه في منصب رئيس الوزراء، واعتبروا الخطوة في حينها فارقة وإصلاحية وتوافقية.
حجاب رئيس حكومة الأسد في زمن الأزمة، وصف النظام السوري بأنه «قاتل وإرهابي»، ولعل هكذا وصمة لم تعد جديدة، لكنها جديدة بالمعنى التي بات ينطق بها أنصار النظام من طينة الحجاب وغيره.
رياض حجاب كان محافظاً لمدينة اللاذقية في بدايات الأزمة، وكلمة محافظ لها وقعها الأمني والسياسي في سوريا، وهنا كان للانشقاق وتصريحات المنشق قيمة مضافة أخرى يحاول أنصار الأسد في عمان التهوين منها.
ولعلي سأقسم -كما اقسم الزميل ياسر الزعاترة بالأمس- أنه لو منح النظام مهلة يومين لمن أراد الانشقاق، لانشق 90% من طبقة الحكم في سوريا، ولما بقي مع الأسد احد يذكر.
ويبقى السؤال: ألم يحن الأوان بعد عند جماعة بشار في عمان أن يعلن بعضهم الانشقاق عنه، وإدانته والاعتراف بجرائمه؟
ألم يَئِن الأوان لأولئك الذين يؤيدونه في عمان -من باب الايدولوجيا- أن تصيبهم الصدمة الفكرية ليتعرّفوا على الحقيقة، ويكسروا الإطار، ويذهبوا نحو الشعب السوري بثورته، مساندين أو محايدين على اقل تقدير؟
ما يجري في صفوف هؤلاء هو حالة إنكار غير مبررة، يمكن تفهمها عند أصحاب أجندات الحسابات البنكية، أما المسيس منهم والمخلص للأيدولوجيا فقد حانت لحظة الانشقاق النفسي والأخلاقي عن بشار القاتل.
لو كنت مكان أنصار الأسد الأردنيين لسارعت بالانشقاق، ولأعلنت صراخا مطالبا الأسد بالرحيل؛ حماية لما تبقى من سوريا، ولتركت المكابرة وتخيلات الأمل المبدد.
(السبيل)