2024-07-30 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

المقاومة في فلسطين باتت فردية

زيد فهيم العطاري
جو 24 : يبدو بأن الشعب الفلسطيني قد حسم أمره, وعاد بذاكرته للانتفاضة الأولى, حيث رأى أن هذا الطريق هو الدواء الوحيد, بعد طول انتظار للقاح يُدعى المصالحة الوطنية.
بدأ الشعب الفلسطيني يضيق ذرعاً بما يحيط به من احتلال يستبيح الشجر والأرض والحجر والبشر, ومن إنقسامٍ لا يزيد الصورة إلا قتامةً, فبعد الحديث المتواصل عن المصالحة وتوقيعها وسيل الإتهامات الذي يُكيله أطراف الأنقسام يجد المواطن الفلسطيني نفسه مجبراً على المقاومة "بيده بحجره بسكين مطبخه بسيارته", وسط زحام الأنقسام الفصائلي الذي أضر بالجميع وما زال.
السلطة الفلسطينية حسمت أمرها وأخذت تنضم للمعاهدات الدولية وتحصد الاعترافات من دول العالم, وهي خطوة ليست بالضارة وإلى الأن لم تثبت نفعها, تعيش الفصائل الفلسطينية تحت وطأة التجاذبات والتنافرات التي يشهدها الأقليم فالسلطة في رام الله لا تستطيع التحرك خطوة إلى الأمام بسبب الضغوط الأقليمية والدولية التي تُمارس والتي تتمحور في مجملها حول الدعم الأقتصادي والمالي والذي يقف عائقاً أمام فك تشابك التطورات التي تراكمت على مدى سنوات الانقسام, ومن هذه الخيوط ما يتعلق بموظفي حكومة غزة ورواتبهم وتصويب أوضاعهم, وما يتعلق بالمواءمة بين التحالفات الأقليمية والتي تضل الفصائل الفلسطينية أو القطبيين الرئيسين من هذه الفصائل جزءاً منها شاءت أم أبت.
حماس ومن جانبها تبدو ورغم ما تسطره من انتصارتٍ في قطاع غزة بعيدة عن سكة قطار المقاومة, فهي وبعد سنوات من الانقسام أصبحت محصورة في عملها ومقصورةً في مقاومتها على القطاع, حتى أن الضفة الغربية وما تواجهه من تهويد وتهديد اسرائيلي لم تكون عنواناً رئيسياً على أجندتها في مفاوضات وقف إطلاق النار التي أبرمت إتفاقاته في السنوات الماضية.
وبالعودة إلى الأقليم وتأثيره فلا تبدو السيناريوهات القادمة مبشرة فمصر وفي ظل ما تشهده جبهتها الداخلية وفي ظل موقفها الحاد ضد الفصائل في قطاع غزة فلا يبدو أن دورها الفعّال بتحقيق المصالحة سيُستأنف .
وعلى الجانب الأخر فقطر ومن معها من دول الخليج العربي لم يعد لديها ما تقدمه لأطراف الأنقسام.
فيما يخص الرابح الأكبر من هذا الوضع القائم وهو الجانب الإسرائيلي فهو مستمرٌ وماضٍ في مخططاته الإستطانية في الضفة والقدس وكذلك مستمرٌ في حصاره للقطاع الذي ينتظر إلى اليوم المباشرة في إعادة الإعمار, أما التنسيق الأمني فإسرائيل تقول بأنه ما زال جارياً مع السلطة والأخيرة تستمر في نفي ذلك, وتستمر ايضاً في أنتظار استئناف تحويلات الضرائب.
إذن تبدو القضية الفلسطينية اليوم في أسوء حالٍ لها فلا مصالحة تمت ولا مساعداتٍ إقتصادية للمواطنين الفلسطينيين دُفعت ولا هجمات استيطانية توقفت ولا منحٌ لإعمار القطاع صُرفت, والأهم من هذا وذاك فلا يوجد وحدة في الصف والموقف من جانب الأقليم تجاه القضية الفلسطينية بمختلف عناصرها وهذا ما يزيد وسيزيد الأمر سوءاً إن استمر. ولا يفوتنا أن نُشير إلى أن الشعب الفلسطيني لم يجد إلى الأن الشخصية التي تستطيع أن تفتنه وتوحد موقفه بصرف النظر عن أية معطيات على غِرار القائدان الراحلان ياسر عرفات وأحمد ياسين.
أمام هذا النفق المظلم والذي تجتاز ظلمته حدود الأراضي الفلسطينية لا يجد المواطن الفلسطيني سوى المقاومة الفردية والتي لا تحتاج لحسابات أقليمية أو مصلحية بل تحتاج فقط للرغبة في تغيير الوضع القائم ووقفٍ لمسلسل الانتهاكات الإسرائيلية.
تابعو الأردن 24 على google news