jo24_banner
jo24_banner

عندما يلتقي النظام السياسي مع الشعب على قبر الشهيد

زيد فهيم العطاري
جو 24 : في سابقات الأيام وتحديداً في عام 1989 التقى الشعب والنظام في منتصف الطريق وأكملوه سوياً فجاء الانفراج والتحول الديمقراطي، وحُفِظ الاستقرار، وفي بدايات الربيع العربي تكرر المشهد، وكانت النتيجة حفظ الاستقرار ايضاً.
اليوم ومع تطور الأحداث وتسارعها يلتقي النظام والشعب على قبر الشهيد، ليعلنا أن الأستقرار الأمني ثمنه دماء الشهداء، فإن كان الاستقرار السياسي يأتي بميثاقٍ وطني واستئناف للحياة البرلمانية وتطورٍ في التشريعات فالاستقرار الأمني وسط هذه الفوضى التي تعيشها المنطقة يأتي بدماء الشهداء،وهذا ما أراد أن يوصله ذلك المشهيد المهيب الذي شاهدناه في الأمس.
كثيرون أولئك الذين يتسألون عن سر الاستقرار الذي يعيشه الأردن وسط هذه الفوضى العنكبوتية كثيرة الخيوط وكيف يستطيع الأردن أن يمر عبر هذه الخيوط بسلام، والأكثر هم أولئك المتربصين الذين يكيلون الإتهامات للأردن ورغم هذا وذاك يُثبت هذا البلد وبخصوصيته التي راكمتها الأيام القدرة على التعامل مع التحديات.
لم يكن النظام الأردني يوماً نظاماً بعيداً عن الشارع بل على العكس استطاع أن يخلق عقداً اجتماعياً وحد الصفوف ورصها رغم تعدد الأصول والمنابت، وهذا العقد الذي يتجدد في كل مرة يُقدم بها رأس الدولة على خطواتٍ شح نظيرها وقلّ أن نراها عند ملوك ورؤساء الدول، خطوات تجعل الشارع قادراً على تنحية أية ضغوط او مآخذ على سياسات الحكومة الأردنية، بحيث تصبح الأولوية هي الوحدة الوطنية.
النظام السياسي ليس نظاماً دموياً ولم يتعاطى مع المعارضة يوماً بشكلٍ دموي وهو ما جعل الأخيرة معارضة سياسية لا تفكر بالدخول في مواجهة مع النظام كما جرى في دول المنطقة التي تغرق في أزماتها واختلالاتها الأمنية الناتجة بالدرجة الأولى عن طريقة تعاطي السلطة فيها مع المعارضة الأمر الذي أدخل هذه الدول في نفق مظلم من الصراعات والتدخلات الأقليمية.
هناك من يقول أن القبضة الأمنية هي مفتاح الأستقرار في الأردن ويبدو أن من يتبنى هذا الرأي لا يعرف شيئاً عن القبضة الامنية في عهد مبارك وبن علي والأسد، والتي لم تستطع حفظ الأستقرار بل كانت سبباً في دخول مصر وسورية وتونس في أزماتٍ حصدت وتحصد الأرواح والمُقدّرات في تلك الدول، ولو كان للقبضة الأمنية بمفهومها السلبي الذي يُروج دور لما ظهر مصطلح الأمن الناعم في أوج الاحتجاجات الشعبية في الأردن.
وفي سياق الحديث عن الجانب الأمني فما يميز المنظومة الأمنية الأردنية هو قدراتها الاستخبارية وتوظيفها في تحقيق الاستقرار للأردنيين حتى على الصعيد النفسي فمطاردة الزرقاوي وقتله والغارات التي جاءت رداً على قتل الكساسبة والعملية الأخيرة في إربد كل ذلك كان له الأثر في نفوس الأردنيين من حيث تعميق الشعور بالمسؤولية لديهم وبأن هذه المنطومة هي جزءٌ من النسيج والعقد الاجتماعي الذي سبق وأشير إليه.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير