2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

حماية الأمن الغذائي

سلامة الدرعاوي
جو 24 : منذ ما يقارب الشهر تقريبا ومؤسسة الغذاء والدواء تقود حملة رقابية تفتيشية على كافة المؤسسات والمحلات المعنية بغذاء ودواء المواطنين ، وتعرضت لهجمة شرسة من بعض القوى النافذة الذين طعنوا في مصداقية حملتها .

بعض تلك القوى خاصة من اصحاب الماركات التجارية المشهورة والذين قاموا خلال السنوات الماضية بشراء ذمم لتمرير تجاوزاتهم، قاموا في الاونة الاخيرة بحملة تشهير مضادة تستهدف مؤسسة الغذاء والدواء ، باعتبار ان ما تقوم به يشهر بالاقتصاد الوطني ويشوه سمعته امام السياح والمغتربين .

في الحقيقة ان تواصل الحملات الرقابية على الغذاء والدواء في الاسواق المحلية هو رسالة بحد ذاتها تطمئن ليس فقط المواطنين وانما السياح وكل زوار المملكة ، لانهم يتاكدون من ان الجهات الرقابية تقوم بمهامها وتعمل على حماية امنهم الغذائي وتتخذ خطوات استباقية للمحافظة على صحة كل من يقطن اراضي المملكة ، وهذا امر يشجعهم على القدوم باستمرار لثقتهم العالية بسلامة الغذاء والدواء الاردني ، وهو خير اجراء بدلا من تناولهم لمواد منتهية الصلاحية او مخالفة للمواصفات ، مما يهدد صحتهم ، وبالتالي تتولد عندهم حينها قناعة بفشل الرقابة الغذائية .

للاسف لم يقتصر التشهير بحملة الرقابة التي تقودها مؤسسة الغذاء والدواء من قبل المتنفذين او «الحيتان» كما يحلو للبعض وصفهم ، بل شاركتهم وسائل اعلام دخيلة ، حاولت في النهاية ان تترزق على قوت المواطنين وامنهم المعيشي ، بعد ان سخرتهم جهات متضررة من حملة المؤسسة.

ما كان لهذه الحملة ان تصل الى هذا المستوى لوكانت عملية الرقابة في الاردن خلال السنوات الماضية تسير وفق الية مؤسسية .

في السنوات الماضية دخل قطاع الاعمال ومن خلال «هوامير» استطاعوا توظيف العديد ممن يعملون في الجهات الرقابية سواء الداخلية ام في الحدود لصالحهم ، واستطاعوا ان يدخلوا ما يشاؤون من البضائع والسلع والتي خالفت الكثير منها التعليمات والمواصفات الاردنية ، وتم بيعها باسعار عالية للمواطنين ، لا بل ان الكثير من الذين اشتروا تلك السلع او تناولوا منتجات معينة كانوا يشتكون الى مختلف الجهات الرقابية ، لكن للاسف لا حياة لمن تنادي .

في كثير من الاحيان وتحت ضغط الراي العام وتزايد حالات التسمم وغيرها كانت تقوم الجهات الرقابية باغلاق بعض المحلات او المؤسسات ، لكن سرعان ما تعود تلك المحلات للعمل من جديد وبنفس الالية السابقة ، كلها مؤشرات على على عدم احترام القانون والحفاظ على سلامة وصحة المواطنين .

صحوة مؤسسة الغذاء والدواء وان كانت متاخرة الا انها رسالة هامة الى كل من يتلاعب بقوت المواطنين ودوائهم ، فصحة الانسان اولوية لا يمكن التهاون فيها ، وبغض النظر عن الماركات واصحاب النفوذ ، فالاولوية تبقى للجهات الرقابية بايجاد الغذاء والدواء السليم للمواطن ، والمؤسسة اليوم بامس الحاجة للمساندة والدعم من قبل كافة الجهات خاصة الاعلامية منها لدعم توجهاتها ، وان تكون تلك الاجراءات ضمن سياسة مؤسسية ليست فزعة كما يعتقد البعض .

Salamah.darawi@gmail.com


(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير