2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الإلهاء الحكومي ونعمة والأمان

عامر سلامة الصمادي
جو 24 :

لا حضنا في الآونة الأخيرة في الأردن انتشار "البلطجة"في الشوارع وقيام قوات الأمن بإلقاء القبض على من وصفوا بمجموعات إرهابية علما أنهم "زعران وبلطجية" وضخم هذا الدور عبر وسائل الإعلام الحكومي بشكل لافت ،ومن قبل المكتب الإعلامي التابع لمديرية الأمن العام بعبارات تضخيم واضحة ،ورافق ذلك انقطاع المياه ،وتراجع مستوى النظافة في مختلف مناطق المملكة ،وأصبح لسان الشارع اليومي " الحمد الله على نعمة الأمن والأمان" ،وتناسى الكثيرين ان هناك أمنا اقتصاديا ،وأمنا غذائيا ،وأمنا صحيا ،وأمنا اجتماعيا ،والكثير من هذا القبيل وأنا هنا لا اقلل من جهود مديرية الأمن العام ولكن لابد لنا من أن ننظر إلى الأمن بمفهومه الشامل ومتى ما تحقق الأمن الغذائي والاقتصادي والوظيفي والصحي بطبيعة الحال سيتحقق الأمن الاجتماعي. ولكن على ما يبدوا ان العقول المدبرة في الدولة الأردنية بدأت تسير نحو تطبيق بعض الاستراتيجيات التي وضعها العالم الأمريكي "نعوم تشومسكي " وكان أبرزها "إستراتيجية الإلهاء" وأرادت أن تشعر الشارع الأردني بالخوف مما هو قادم ولفت الانتباه للأمور المعيشية ونعمة الأمن وهنا دعوني أشير إلى أن العالم الأمريكي "نعوم تشومسكي" وضع عشر استراتيجيات للتحكم بالشعوب ، وكان أبرزها : استراتيجيّة الإلهاء: هذه الاستراتيجيّة عنصر أساسي في التحكّم بالمجتمعات، وهي تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والاقتصادية، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاء والمعلومات التافهة. إستراتيجية الإلهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة من الإهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين مثل العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب و علم الحواسيب. "حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقيّة. اجعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات." (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)


وبعد قراءتنا لهذه النظرية لابد لنا من طرح من تساؤل يوضع أمام أعينكم ، هل الإنسان الأردني واعي إلى درجة أن يقرا هذا في ظل نظام عقوبات غير رادعه للبلطجة التي بدأت تعم الشوارع الأردنية ؟؟ !!!! وهنا أريد أن أشير إلى آخر القصص التي سمعتها وحدثت في محافظة اربد هو قيام بعض "البلطجية والزعران " باقتلاع بعض الأضرحة للشواء عليها في احد المقابر .


وأخيرا هل يعقل أن يتم يوميا إلقاء القبض على عشرات المجرمين ويتم بعد ذلك إطلاق سراحهم بالكفالة ؟؟!! إذاً فعن أي الحلول تتحدثون !!!

تابعو الأردن 24 على google news