jo24_banner
jo24_banner

حفريات الحرامية

عامر سلامة الصمادي
جو 24 :

ما أن يبدأ احدنا العمل في أي وظيفة كانت حتى يسارع لشراء سيارة ،وبالتأكيد سعرها في اغلب الأحول لن يتجاوز 7 آلاف دينار ، إلا إذا كانت الوظيفة من أصحاب المناصب العليا ، ويأمل مالك هذه السيارة المتواضعة بان يقضي أوقاتا ممتعه معها ، إلا انه سرعان ما يتفا جيء بعدد الحفر والحفريات التي تملئ شوارعنا ، لتبدأ بعد ذلك رحلة الاستكشاف والدفع في المدينة الصناعية وبين حانات الميكانيكية ، ولو قمنا بدراسة على المبالغ التي يتكبدها أصحاب السيارات سنويا ،اجزم لكم بأنها ستكون باهظة جدا .

الحفريات ليست قضية هذا العام أو العام الماضي، ولكنها تمتد لأكثر من عشرة أعوام ، والمجرم الرئيسي والفاسد الأصل فيها هو الحكومات التي لم تتنبه لهذا الاعتداء الغاشم على حقوق المواطن والوطن ولم تضع حتى الآن أي حلول تذكر لها ، سوى تصريحات إعلامية كاذبه نسمعها بين الحين والآخر من المحافظ الفلاني والوزير الفلاني .

أصابع الاتهام التي توجه للقائمين على عمل الحفريات تقف بين أربع جهات : أولها وزارة المياة والري ، وثانيها شركة الكهرباء ، وثالثها البلديات ، ورابعا الاتصالات ، وهؤلاء جميعهم يضعون اللوم على المتعهد المنفذ للمشروع ، رغم وجود شروط محددة لعملة وتاريخ إنهاء الأعمال ، وللأسف هذا كله على الورق فقط ، والملاحظ فينا يجد انه ما تنتهي الحفريات في شارع معين إلا وتعود إليه مجدا بعد أربعة إلى ستة أشهر على ابعد تقدير ، عداك عن استمرار أعمال الحفر لمدة طويلة تتجاوز رحلة الشتاء والصيف ، مما يعني أن هناك فسادا كبيرا يجري تحت الأرض مابين هذه الجهات الأربع والمتعهدين ، والتي تكون حجتهم الدائمة بان الشبكة تلفت مجددا .

كان أحرى بحكومتنا الرشيدة التي "صفتنا على الحديدة" أن تقوم باستحداث مؤسسة حكومية خاصة تقوم وتتابع أعمال الحفريات بدلا من فرض الضرائب ورفع الأسعار وسن القوانين التي تكبل عقولنا وحقوقنا ، وان لا تبقى تسير في الليل المظلم تحت شعار "سايره والرب راعيها" !!!!!

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير