الإباحية قضية أسرة
في وقت سابق أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس عاطف التل اهتمام الوزارة بموضوع حجب المواقع الإباحية، وأشار إلى أن الوزارة تعمل على إيجاد حلول متعددة لمساعدة الأسر على الحصول على انترنت نظيف ، وبالفعل وجهت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات كتابا رسميا إلى جميع الشركات المزودة لخدمات الانترنت في الأردن بضرورة العمل على حجب كافة المواقع الإباحية خلال أسبوع لمخالفتها النظام والآداب العامة .
هذا المطلب لم يجد آذانا صاغية من قبل الشركات لان العقود التي وقعتها الحكومة معها تتجاوز 70 مليون دينار ولم يرد فيها أي شرط ينص على حجب المواقع الإباحية مما يعني أن الحكومة لن تستطيع أن تلزم الشركات بهذا القرار .
بعد أن قرأ الشارع الأردني هذه التوجهات عبر وسائل الإعلام تباينت ردود فعله مابين مؤيد و معارض، فالمؤيدون كانوا قد بدأوا حمله قبل إعلان الحكومة لتوجهها تحت اسم " نعم لحجب المواقع الإباحية " باعتبارها التزاما دينيا وأخلاقيا واجتماعيا ، فيما ظهرت عقب هذا الإعلان حملة مناهضة لهذا التوجه تحت مسمى " بعرف أحمي حالي مش شغل الحكومة تحجب النت" وكانت مبررات هذه الحملة هو التخوف من قيام الحكومة باستغلال حجب المواقع الإباحية لحجب مواقع الكترونية أخرى فيما بعد بحجج أمنية وهذا ما حدث بالفعل ولو بشيء متقارب وذلك عندما أجرت الحكومة تعديلا على قانون المطبوعات والنشر بهدف تقيد حرية المواقع الالكترونية وأرسلته إلى مجلس النواب الذي أقرته لجنة التوجيه النيابية أمس الأول رغم رفض الأسرة الصحفية لهذه الخطوة التي اعتبرت تضيقا جديدا للحرية الإعلامية والتي تاتي بعد أن أخذت المواقع الالكترونية دورها في الوصول إلى المواطن.
رغم أن ظاهرة الإقبال على متابعة المواقع الاباحية تعد من اخطر الظواهر الاجتماعية من حيث تأثيرها على المجتمع الشبابي تحديدا من خلال تأثيرها على الطاقات الإبداعية ودورها في ارتفاع الخصومات الزوجية وكذلك في زيادة نسبة الجريمة وخصوصاً جرائم الاحتيال الإلكترونية وأن أخطر ما فيها "الإدمان المبكر على متابعتها" بحسب تصريحات مديرية الأمن العام، إلا أن هذه المواقع وأقولها بحرقه تتربع على قمة المواقع التي تشهد إقبالا عليها وذلك بحسب موقع "الالكسا " الذي يرتب المواقع التي تشهد إقبالا على روابطها .
ولكن عندما نتحدث عن هذه القضية لابد لنا أن نعود إلى أصول التربية الأسرية في التعامل مع الاطفال منذ نعومة أظفارهم من خلال شرح الثقافة الجنسية بتفاصيلها الدقيقة وليس الاكتفاء بكلمتي "عيب وحرام" فقط أي الشرح للطفل بماهية عمل الموقع الحساسة في الجسد والعمل على توجيههم بشكل مستمر سواء كان ذكرا أم أنثى وعند الوصول لمرحلة البلوغ على الوالدان أن يشرحا لأبنائهم عن مخاطر العادة السرية عليهم والتي ربما ستقودهم بعد ذلك إلى الدخول إلى المواقع الإباحية المؤدية إلى سلوكيات ربما تكون لها تأثير كبير في شخصية الفرد والمجتمع .
خلاصة القول إن الغرائز الفطرية من الصعب السيطرة عليها ،وربما كثير منا وقع فيها أو لازال يقبل عليها ،ولكني أرى أنه إذا أردنا أن نقلل من مدى الإقبال عليها ،فيجب علينا ان نضع خطوطا عريضة وإستراتيجية حياة لأطفالنا منذ الولادة ،من خلال تقوية الوازع الديني في المقام الاول ،وفتح ثقافة الحوار المستمر والبناء ،وان نعلمهم بأن يكون لديهم هدف منذ الطفولة ،وان نشغلهم دائما بمواضيع وأعمال ذات فائدة لان الفراغ له دور كبير في الاقبال على مشاهدة هذا النوع من المشاهد الا اخلاقية ،كما يجب علينا ان نراقب سلوكهم في المنزل والمدرسة ،والأصدقاء ،والمشاهد التي يتعرضون لها عبر التلفزيون ،وان نراقب الهواتف النقالة ،حتى نستطيع أن نقضي بشكل كبير ،من مدى الإقبال على هذه المواقع التي أساءت للبناء الاجتماعي برمته.