دكتور شايب وعايب
سماعك عن قصة تحرش جنسي في الشارع لم يعد امرأ غريباً ، ولكن أن تسمع عن قيام بعض أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات الأردنية ممن يشهد لهم الكثيرين بحسن الخلق بالقيام بمثل هذه الأعمال التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء فهذا الشيء الغريب ، وهنا دعوني أضع بين أيديكم كثيرا من علامات الاستفهام !!!
قصة التحرش الجنسي في الجامعات الأردنية تبدأ بعدة مراحل أولها العلامة التي يستخدمها بعض أعضاء الهيئة التدريسية لابتزاز الطالبات ، فيما يستخدم آخرون الوعد بالزواج والكلام المعسول بالإضافة إلى استخدام طرق حديثة في الاتصال عبر مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف لاستمالة الطالبات عاطفيا ، بغرض الحصول على أي سلوك جنسي ، سواءاً بالكلمات ،أو مد اليد ، وتصل في بعض الأحيان إلى الاغتصاب، بل إن جامعات شهدت حالات حمل جرى ولازال يجري التعتيم عليها، لحماية الفتاة المسكينة والدكتور المحترم !! من الهجوم الاجتماعي ، والإساءة إلى السمعة.
تزايد حالات التحرش الجنسي من قبل المدرسين لم يأتي من فراغ ، وإنما جاء بفعل عدة عوامل أولها : ضعف الوازع الديني ، وثانيها اللباس الذي ترتدية الطالبات والذي يكون شبه عار أحيانا ،وثالثها الفراغ الروحي وفقدان القناعة بالزوجة ، ورابعا : عدم وجود ثقافة لدى طالبات الجامعات في كيفية التعامل مع الاساتذه، وخامسا : عدم تقديم الشكوى من قبل الكثير من الطالبات خوفا من عار المجتمعات الضلالية ، وسادسا : عدم وصول الشكوى أو توقفها في مكتب رئاسة الجامعات نتيجة للتدخلات من داخل الحرم الجامعي وخارجه ،عداك عن مرور القضية بمخاض عسير مابين رئاسة القسم وعمادة الكلية .
اجزم لكم بان عددا كبيرا من هؤلاء المدرسين متزوجين ،ولديهم بنات بعمر الطالبات اللواتي حاولوا الاعتداء عليهن، بل إن منهم من يملئ الشيب رأسه دون أن يمنعه ذلك من القيام بمثل هذه السلوكيات المشينه ، واللذين انطبق عليهم المثل العربي " شايب وعايب".
خلاصة القول : ظاهرة التحرش الجنسي في الجامعات الأردنية ستبقى موجودة ، بل ستتزايد في حال واصل الفاسدون من خلال الواسطة والمحسوبية التعتيم وتكميم القضية قبل سيرها بالطرق القانونية ، وفي ظل هذا التوجهات الغير ناجعة ، لابد على كل أسرة أن تقوم على توعية بناتها بمخاطر الحياة الجامعية ، و كيفية التعامل مع الأستاذ الجامعي ، بدءاً من عدم الحديث معه بشؤون لاتتعلق بمادة الدراسة ،وعدم الذهاب إلى مكتبه وحيدة ، وعدم التواصل معه بشكل كبير عبر الفيس بوك وغيره ، وكذلك بخلق روح الثقة في الشخصية ، للحيلولة دون ميلها إلى الجوانب المادية ، وبذلك نكون قد قطعنا الطريق على كل أستاذ جامعي خان الامانه وباع جميع القيم والأخلاق.