اليوم تذكرتم محمد
لا أريد اليوم أن أتحدث عن الفلم المسيء لرسول الله "صل الله عليه وسلم" بقصد الإسهاب فيه ،ولكني أريد أن أضع بين أيديكم حقائق عن شخصيته "صل الله عليه وسلم" لنتعرف إلى الجهل والعداء الذي يعانيه الغرب المتطرف ،والذي وجه جام غضبه للإساءة إلى الرسول منذ نزول رسالة الإسلام وحتى يومنا هذا ،واللذين لم يجدوا أي شيء ينتقدونه فيه سوى انه تزوج أكثر من مرآة .
دعوني اعرض عليكم بعض ملامح حياته ولكم الحكم بعد ذلك في أن تكونوا منطقين ولستم عاطفين في الدفاع عنه "صل الله عليه وسلم" .
عرف "صل الله عليه وسلم" قبل الإسلام بأخلاقه العالية وكان يشهد له كل من سكن مكة بذلك من اليهود والنصارى وغيرهم ، ولقب بالصادق الأمين ،وفي عمر الخامسة والعشرين قبل البعثة تزوج بخديجة بنت خويلد، وكان عمرها 40 عاما وهي ثيب تكبره ب 15 عاماً ،علما بان العرب كانوا يزوجون بناتهم في عمر 9-10-11 سنوات ، ويزوجون أبنائهم في عمر 12-13-14 عاماً ،إذاً كيف يقال عنه بأنه كان رجلاً شهوانيًاً يسير وراء شهواته وملذاته ويمشي مع هواه،مع انه كان من سادة مكة والجميع يتمنى نسبه ؟؟؟؟!!!!!.
عندما وصل عمرة "صل الله عليه وسلم " الأربعين جاءت الرسالة في غار حراء ،وكان لا يزال يعيش مع زوجة واحدة هي خديجة وكان نصرائه في الدعوة الضعفاء ،والفقراء، والمساكين، وتوفيت خديجة في العام العاشر للهجرة ،وبعد ذلك تزوج صلى الله عليه وسلم بسودة بنت زمعه ،وهي التي عانت مرارة الهجرة في الحبشة وتوفي عنها زوجها وتزوجها "صلى الله عليه وسلم "إكراما لها علما بأنها كانت تكبره أيضا ، وهذا ما يؤكد انه بريء من كل التهم التي يلقيها الحاقدون والجاحدون .
تزوج "صلى الله عليه وسلم" بعد سوده بنت زمعه بعشرة أخريات ، وجميع زوجاته كن ثيبات إلا عائشة ، وعقد قرانه على سبعة أخريات ، ولم يدخل فيهن وهذا دليل آخر على مصداقيته ، وكان هدفه "صل الله عليه وسلم" من كل زيجة هو تأليف قبائل العرب ،وخلق مودة ومصاهرة مع عشائر مكة لنصرة هذا الدين ، فكانت كل عشيرة يتزوج منها تدخل الإسلام تشريفا له ،وكان هدفه أيضا هو القضاء على العادات الجاهلية ك" التبني" وغيرها ، وتعليم المسلمين أمور دينهم ،وهذا ما بدا واضحا في زواجه من عائشة رضي الله عنها التي روت أكثر الأحاديث النبوية الشريفة.
ولم يعدد "صلى الله عليه وسلم" زوجاته إلا بعد أن تجاوز من العمر الخمسين ، وهذا ما يدحض أقاول الكاذبين ، ولو كان المراد من الزواج الشهوة أو السير مع الهوى أو مجرد الاستمتاع بالنساء لتزوج في سن الشباب لا في سن الشيخوخة، ولتزوج الأبكار الشابات لا الأرامل المسنات.
وإذا نظرنا إلى دعوته "صلى الله عليه وسلم" ، أيعقل أن يكون محمد رجلا عاديا أو جنسيا ، وهو الذي انتشر دينه إلى جميع أنحاء العالم ، وهو الذي كسرت رباعيته وشُجَّ وجهه في غزوة احد ، و تبع دينه أكثر من مليار وستمائة مليون شخص ، وفي اليوم الواحد يدخل المئات هذا الدين وكثيرا منهم ما كانوا يسبونه ، ويشتمون الإسلام والمسلمين ،ولولا قناعاتهم العقلية لما أقدموا على الدخول فيه ، فبعد هذا من يقول إن هذا هو عمل رجل قلبه معلق بالنساء؟ ؟؟؟؟!!!!
أيضا كيف يكون محمدا "صل الله عليه وسلم" رجلا عادياً ،وهو الذي لم يرد فيه أي قول اتفق عليه اثنان، يدحض أخلاقه من قبل أعداءة اللذين تعايشوا معه ومع الإسلام وهو الذي اعتبره الكاتب اليهودي "مايكل هارت" أعظم الشخصيّات أثرًا في تاريخ الإنسانية كلّها باعتباره «الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحًا مطلقًا على المستوى الديني والدنيوي ؟؟؟!!!!!!!!!!!
اليوم أرى كل عقلاني ومنطقي مهما اختلف عرقه ودينه ، يرفض الإساءة للرسول "صل الله عليه وسلم" ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها الحاقدون عليه ، فما نريده اليوم أن نتعرف نحن المسلمون على شخصه وأخلاقه "صل الله عليه وسلم" في تعامله مع المواقف من جميع النواحي السياسية ، والحربية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والتعامل مع الزوجة والأبناء ، والضعيف ، والقوي ، وان نطبق تعاليمه ونأخذ عبرا من حياة خير البشر لا أن نتذكره فقط بعد أن يسيء له المجرمون، فما أساءوا له إلا لأنهم رءوا أمثلة كثيرة من المسلمين اكتفوا بالشهادتين وباعوا كل الأخلاق والقيم الإسلامية فلا بد لنا أن نعيد قناعاتنا المنطقية لا العاطفية تجاه الرسالة والرسول "صلّ الله عليه وسلم" لندحض كل الأقاويل والاتهامات التي يلفقها الغوغائيين.