jo24_banner
jo24_banner

اقتصاد الظل في الأردن

سلامة الدرعاوي
جو 24 : المقصود باقتصاد الظل هي الاعمال والانشطة التي تورد دخلا لعامليها بعيدا عن رقابة الحكومة ودون الخضوع للانظمة والقوانين المتعارف عليها، فهل هذا موجود في الاردن ؟.
لا شك ان الضغوطات المعيشية التي خلفتها السياسات الاقتصادية خلال السنوات الماضية ادت الى انتشار جيوب الفقر في انحاء متفرقة من المملكة ووصل عددها الى حوالي 30 جيبا، ناهيك عن اعداد البطالة في صفوف الخريجين الذي يتجاوز عددهم ال88الف خريج سنويا التي دفعت المواطنين الى التفكير جديا بمصادر دخل جديدة تساعدهم على تلبية المطالب المعيشية المتزايدة.
في هذا الصدد يرى الكثير من الخبراء ان اقتصاد الظل نما في الاردن بشكل كبير مع زيادة عوامل الانفتاح على العالم واتساع رقعة المبادلات الاقتصادية على مختلف انواعها.
فتجارة البحارة عبر الحدود خاصة السورية منها تتجاوز ال400 مليون دولار سنويا حسب مراقبين مطلعين على طبيعة الاعمال والانشطة التجارية في المناطق الشمالية، واذا ما دققنا في الاونة الاخيرة تجد ان الاهالي هناك يشتكون من ارتفاع ملحوظ على اسعار السلع على عكس المتوقع.
في الحقيقة ان تذمرهم ياتي بسبب اضمحلال البضائع المهربة نتيجة تردي الاوضاع الامنية في الجانب السوري، واستبدال البضائع باخرى مستوردة.
حتى في العاصمة عمان والمدن الرئيسية فان ضنك الحياة وتزايد الاعباء دفع الكثير من المواطنين للعمل الاضافي الذي بات سمة غالبة على معظم العاملين، فالمدرسون يلجأون الى التدريس الخصوصي وفي المعاهد وغيرها من الاماكن، واخرون من الموظفين يلجاون الى اعمال النقل كسائقي تكاسي بعد الدوام، ناهيك عن انتشار الاف البسطات على امتداد الشوارع الرئيسية.
حتى مع قرب عودة المغتربين الى بلدان اعمالهم فلا احد في الحقيقة يعلم عددهم الكلي في الخارج، فالبعض يقول انهم تجاوزا النصف مليون، واخرون يتحدثون عن 700 الف مغترب واخرون يتحدثون عن مليون اردني عامل في الخارج، طبعا تحويلاتهم السنوية تصل الى 2.5 مليار دينار سنويا، وهو رقم يراه البعض متواضعا بالنسبة لطبيعة اعمال الاردنيين في الخارج، لكن المهم ان الجزء الكبير منهم اثناء اقامتهم في الصيف خلال شهري تموز واب يحملون معهم اموالا نقدية يصرفونها مباشرة في محتلف مناحي الحياة اليومية، والحقيقة ان لهم دورا كبيرا في انعاش الحياة الاقتصادية في هذه الفترة، فهل تستطيع اي جهة كانت تقدير ما ينفقونه خلال اقامتهم.
اقتصاد الظل موجود، وفي قطاعات مختلفة، ولم يعد محصورا في الاماكن البعيدة عن العاصمة، بل بات اليوم في قلب عمان وضواحيها، فالمواطنون في بحث مستمر لا يتوقف عن مصادر جديدة للدخل، وغالبيتهم ممن يعملون اليوم في القطاع العام حيث الدخول المحدودة والجامدة والدوام القليل الذي يتيح لهم العمل في اماكن اخرى."الراي"
Salamah.darawi@gmail.com
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير