تجار الوطنيه - الوطنجيون
العالم كله من أقصاه إلى أقصاه يعيش فوق صفيح ساخن، فأحداثه متفجرة ومتلاحقة، واضطرابات تنتقل من دولة إلى أخرى، وتسري هنا وهناك، كسريان النار في الهشيم، وما بين مشكلات سياسية واقتصادية مثل الإضطرابات في الأسواق المالية العالمية أو العربية، التي يعيشها العالم كل يوم، إلى أدوات القمع الحربية التي يمارسها بعض الحكام العرب ضد شعوبهم المقهورة، المغلوبة على أمرها، والعالم كله يقف أو يجلس على مقاعد المتفرجين، وكأننا أصبحنا نعيش شريعة الغاب...
أصابنا الصداع وأصبح هذا المرض يلازمنا، وزادت نسبته بين الكبار والصغار، إختفت الفرحة من وجوهنا المتعبة، والتي يلازمها الحزن الأزلي، الإكتئاب يسيطر علينا وعلى سلوكياتنا جراء ما نراه يومياً، من قتل وذبح وتهجير لأناس لا ذنب لهم، سوى أنهم يريدون أن يعيشوا بكرامة وكبرياء وحرية وعدالة اجتماعية، أصبحنا لا نميز الفعل الصحيح من الخطأ، وكثر مُدَعو الوطنية التي اساسها المصلحة الشخصية، يحملون في نفوسهم المريضة إرثاً عَفِناً هدفه تقزيم لأدوار أناس أحبوا اوطانهم، وذهبت صحتهم من أجل مبادئ الإنسانية الخالية من الحقد والغيرة القاتلة، أفراد وجماعات وضعت نصب أعينها ضرب اللُحمة الوطنية، التي عززتها أواصر المحبة والتفاني، والعمل الجاد النابع من إيمان راسخ بحب الوطن، الذي عاشوا به ودافعوا عنه...
يكتب أحدهم مشككاً بوطنية آخر، ويصفه بالإنتهازي لفرصة أُعطيت له للحديث، واصفاً إياه أنه من بلدة ما في فلسطين فكيف يتحدث عن الأردن؟؟؟
هذه اللغة السمجة التي اعتاد بعض الكُتّاب، ولا أقول الإعلاميين، لأنهم أبعد الناس عن اخلاقيات ومبادئ العمل الإعلامي... هؤلاء هم من يحاول أن يرمي بسيجارته على كوم القش.. ويجلس على أريكته في تلة من تلال عمان ليشاهد منظر الحريق وهو يحتسي كوباً من شرابه الروسي المفضل..
حاولوا في السبعينات وأيضاً في نهاية الثمانينات أن يبثوا سمومهم على هذه الأرض الطيبة، ولكن كان هناك من أخرسهم... وابتعدوا... وظننا أن لا عودة لهم، ولكن هاهم ومن خُرم إبرة إعلامية يطلون بوجوههم القبيحة الدميمة، لبدء إشعال نار بالوحدة الوطنية، التي أصبحت كالدم يجري في عروق أهل الضفتين. إن معتقداتهم البائدة والتي عفا عليها الدهر، ولا يجاملهم بها سوى من فقد عقله ، وستقضي عليهم لا محالة، ولا علاج لهم سوى إعادة التأهيل النفسي في مشافي مختصه، أو سيتركون بغيضهم الذي سيفتك بهم... اللهم إخرس دعاة الشر، والنميمة ومن تُسَوْل له نفسه بإيذاء حفنة تراب من أرضنا العربية...
محاسن الإمام