لا صينيه ولا روسيه
بعض العيون الإعلامية العربية، وإن اختلفت ألوانها أصابها العمى الإرادي عمّا يجري حولها في بلد تغنّى به الشعراء لجمال طبيعته، وحسن ضيافة أهله، كما أن هناك آذان مهما اختلفت أشكالها أصابها الصمم الإفتعالي.. وأفواه خُيّطت بإبرٍ صينيةٍ وبحكمة الدب الروسي،فلم تعد تنبس بكلمة... وأقلام جف مدادها لعدم إستعمالها وكتابة الحقيقة المُرة...
هي إعلامية سورية تكاد تنفجر من كثر الغيظ الذي أصابها من وسائل الإعلام العربية والإعلاميين و أيضاً الإعلاميات... تستنجدهم بأن يَكُفوا عن عرض لصور القتلى والجرحى من بلدها، فهي تريد أي فعل حقيقي أو حتى ردة فعل عمّا يجري من الإهانة لأبناء وبنات شعبها ومن تعذيب قضى على الكبرياء والكرامة العربية، نجت هي بنفسها واخترقت الحدود إلى بلد تشعر أنه الآمان، من بطش العصابة المسلحة التي لا تُبقي ولا تَذر، يقودها سفاحٌ نهم لأكل اللحوم البشرية، ويروقه منظر الدم وفقأ العيون، وإرثٍ للسيطرة والقمع، ومن حوله دمى بشرية تصفق له وتؤدي التحية إعزازاً وإجلالاً بعد كل مجزرة يرتكبها... ولكن ماذا يجري على أرض الواقع أمام هذا الطغيان والظلم الآدمي المسلح لشعبٍ أراد أن يحيا ويغير من واقعه؟؟ مؤتمرات في دول متعددة بدءاً من استنابول واجتماعاتٍ متكررةٍ متواصلة يتغير بها المتحدث... وتصريحات تلو التصريحات بالشجب والإدانة والتنديد والإستنكاردون قرارات فعلية، إنما في كل يوم تسجيلاً جديداً لأعداد الشهداء والقتلى والجرحى والمُهَجَرين...
وعُقد مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس الذي لا يجيز إستخدام القوة إنما مشدداً على ضرورة رحيل الأسد.. وتكثيف المساعدة للمعارضة السورية ...
وتتساءل الإعلامية السورية، أي خوف هذا من روسيا والصين التي تدعم هذا النظام المهترئ.. أي قرارات هذه في بيان ختامي صادقت عليه مئة دولة غربية وعربية فقط بفرض عقوبات ضد نظام دمشق ...
وأضافت ... لم يعد القرار بيد لا المؤتمرات ولا الحكام أو من يمثلهم، إنه قرار بيد الشعوب العربية قبل الغربية... إنه بيد الإعلاميين والإعلاميات بإطلاق مبادرة صريحة وليست خجولة بإعلان المقاطعة على كل من يدعم نظام يتلذذ بقتل شعبه، مقاطعة تبدأ بالبضائع الصينية التي غزت العالم وثبت أنها بضاعة رخيصة الثمن ومتدنية الجودة، مقاطعة للمطاعم الصينية والإبتعاد عنها، فالمطاعم العربية أكثر جودة ولا يصنع الأكل فيها من بقايا الخضار ولحم لا نعرف مصدره وطريقة ذبحه... وروسيا ماذا تقدم لنا؟؟ يبدو أننا ننسى كم مرة خذلت العرب في مواقف كنا نعتقد يوماً أن الإتحاد السوفياتي بلد صديق؟؟؟
صبر السوريون كثيراًحتى بلعوا الصبر بشوكة، وتحمل الأطفال ما لم يتحمله الجبابرة وكذلك الأمهات، ولكن إلى متى؟؟ لم تُعرف الشعوب العربية إلا بالنخوة والحَمِيّة، أليس كذلك ؟؟؟