«بيت البرندة»
محاسن الامام
جو 24 : الشرفة ، البلكون ، البلكونة ، البرندة أو الفرندة ، أسماء متعددة يقصد بها ذاك البناء الخارج من البيت يستشرف كل ما حوله حيث يطل من خلال فتحة ثلاثية أو رباعية تبنى في أعلى المنزل أو القصر بشكل مزخرف وفيما بعد أصبحت تطلق على المكان المخصص في المسرح لكبار الشخصيات حيث يقال «المقصورة» ...
في «مسقط» ، وبين دوار الميناء والشارع البحري في «مطرح» ، يقع «بيت البرندة» ، الذي يروي تاريخ عُمان وقصص البطولة والشجاعة والحكمة ، وحُب الوطن والإخلاص له، وهو ما يوحي لنا بغنى التجربة الحضارية العُمانية ، ودورها في بناء سلطة عُمان الحديثة ، حيث لعبت بموقعها الإستراتيجي دوراً حضارياً نشطاً تفاعل منذ القدم مع كل مراكز الحضارة في العالم...
إضافة إلى أن هذا المبنى ليس بجديد وإنما هو بناء قديم وما يحويه من الداخل من أجهزة حديثة وترميم للمكان جملة بمثابة متحف يحتوي بين جنباته إضافة إلى سرد التاريخ من خلال الشاشة والصورة إلى تسجيل للجغرافيا مُبيناً دور الملاحة العُمانية التي تتميز عن غيرها من مراكز الخليج بعظمة سفنها وأيضاً لأهمية تجارتها من النحاس الذي كان يجد أسواقاً رائجة في بلاد وادي الرافدين، حيث كان أحد المراكز الحيوية على طريق الحرير بين الشرق والغرب ...
وفي جهة أخرى من هذا البيت الأنيق شاهدنا نحن الثلاثة ، «أنا وعالية وشيرين» ، .. قصة الإنسان العُماني في العصور التاريخية القديمة حيث لم يكن نشاطه مقتصراً على التعدين والتجارة والملاحة ، وإنما كان له نشاطه في مجال الزراعة . إن أكثر ما يلفت الانتباه في هذا المكان والذي يحوي على طابقين ودرج من الخشب العتيق المزخرف قصة اعتناق العُمانيين للإسلام حيث تبين وأجمعت الروايات أن عُمان اعتنقت الإسلام طواعية في عهد الرسول الكريم ، وقرأنا عبر الشاشة الإلكترونية وشاهدنا الرسائل المكتوبة بخط اليد أن «رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، أرسل عمرو بن العاص إلى «جعفر وعبد ابني الجلندي بن المستكبر» – ملكي عُمان آنذاك– يدعوهما إلى الإسلام فاستجابا وأصبحت منذ ذلك التاريخ واحدة من القلاع الحصنية للإسلام ، وساعدت على انتشاره في كثير من المناطق خاصة في شرق ووسط أفريقيا...
وقبل أن نغادر هذا الإرث الحضاري التاريخي استوقفتنا «شيرين» بكاميرتها المدهشة إلى مجسمات ضخمة للديناصورات التي قيل لنا أنه قبل «66» ، مليون سنة كانت الديناصورات والتماسيح تعيش في منطقة «الخوض» ، الجافة الآن؛ لأن المناخ شديد الرطوبة وكانت الأنهار والوديان تشق المنطقة وسط الأشجار الغابية ، وبعد عصر الديناصورات امتد البحر ليغطي نفس المنطقة، تاركاً رُسوبات بحرية قبل أن يتراجع وتتداخل مع المخروطات الطميية من رسوبات وادي الخوض ...
ونحن نودع المكان ... قلت في نفسي ليست تضاريس «مسقط» الجغرافية وحدها هي التي تغيرت عبر ملايين السنين ، إنما انقرضت الديناصورات إلى حيث رجعة ... ودائماً التاريخ هو الأبقى لأنه الشاهد الوحيد على عظمة الأمة ، والشعوب هي التي تسجله بحضارتها وانتمائها . (الدسنور)
mahasen1@ayamm.org
في «مسقط» ، وبين دوار الميناء والشارع البحري في «مطرح» ، يقع «بيت البرندة» ، الذي يروي تاريخ عُمان وقصص البطولة والشجاعة والحكمة ، وحُب الوطن والإخلاص له، وهو ما يوحي لنا بغنى التجربة الحضارية العُمانية ، ودورها في بناء سلطة عُمان الحديثة ، حيث لعبت بموقعها الإستراتيجي دوراً حضارياً نشطاً تفاعل منذ القدم مع كل مراكز الحضارة في العالم...
إضافة إلى أن هذا المبنى ليس بجديد وإنما هو بناء قديم وما يحويه من الداخل من أجهزة حديثة وترميم للمكان جملة بمثابة متحف يحتوي بين جنباته إضافة إلى سرد التاريخ من خلال الشاشة والصورة إلى تسجيل للجغرافيا مُبيناً دور الملاحة العُمانية التي تتميز عن غيرها من مراكز الخليج بعظمة سفنها وأيضاً لأهمية تجارتها من النحاس الذي كان يجد أسواقاً رائجة في بلاد وادي الرافدين، حيث كان أحد المراكز الحيوية على طريق الحرير بين الشرق والغرب ...
وفي جهة أخرى من هذا البيت الأنيق شاهدنا نحن الثلاثة ، «أنا وعالية وشيرين» ، .. قصة الإنسان العُماني في العصور التاريخية القديمة حيث لم يكن نشاطه مقتصراً على التعدين والتجارة والملاحة ، وإنما كان له نشاطه في مجال الزراعة . إن أكثر ما يلفت الانتباه في هذا المكان والذي يحوي على طابقين ودرج من الخشب العتيق المزخرف قصة اعتناق العُمانيين للإسلام حيث تبين وأجمعت الروايات أن عُمان اعتنقت الإسلام طواعية في عهد الرسول الكريم ، وقرأنا عبر الشاشة الإلكترونية وشاهدنا الرسائل المكتوبة بخط اليد أن «رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، أرسل عمرو بن العاص إلى «جعفر وعبد ابني الجلندي بن المستكبر» – ملكي عُمان آنذاك– يدعوهما إلى الإسلام فاستجابا وأصبحت منذ ذلك التاريخ واحدة من القلاع الحصنية للإسلام ، وساعدت على انتشاره في كثير من المناطق خاصة في شرق ووسط أفريقيا...
وقبل أن نغادر هذا الإرث الحضاري التاريخي استوقفتنا «شيرين» بكاميرتها المدهشة إلى مجسمات ضخمة للديناصورات التي قيل لنا أنه قبل «66» ، مليون سنة كانت الديناصورات والتماسيح تعيش في منطقة «الخوض» ، الجافة الآن؛ لأن المناخ شديد الرطوبة وكانت الأنهار والوديان تشق المنطقة وسط الأشجار الغابية ، وبعد عصر الديناصورات امتد البحر ليغطي نفس المنطقة، تاركاً رُسوبات بحرية قبل أن يتراجع وتتداخل مع المخروطات الطميية من رسوبات وادي الخوض ...
ونحن نودع المكان ... قلت في نفسي ليست تضاريس «مسقط» الجغرافية وحدها هي التي تغيرت عبر ملايين السنين ، إنما انقرضت الديناصورات إلى حيث رجعة ... ودائماً التاريخ هو الأبقى لأنه الشاهد الوحيد على عظمة الأمة ، والشعوب هي التي تسجله بحضارتها وانتمائها . (الدسنور)
mahasen1@ayamm.org