لا يغرنكم صمت الأردنيين
عمر العياصرة
جو 24 : ما قامت به حكومة الطراونة أخيرا من اتخاذ قرارات غير شعبية وعرفية لم يكن من باب رغبتها في الانتحار، لكنها تعتقد أن الأردنيين ماتوا منذ زمن، وأنهم سيصنعون جعجعة دون أي طحن يذكر.
هذه القناعات التي تتبناها الحكومة ودائرة المخابرات ليست مجرد تخمينات، بل هي معتقدات جعلت النظام يتمادى حتى في زمن الربيع العربي.
ولعل هذا ما يفسر تمرير ملفات الفساد جهارا نهارا، وبيع المؤسسات، وتكليف الطراونة برئاسة الحكومة، ومن ثم العودة إلى صندوق النقد الدولي ورفع الأسعار الأخير وكذلك التلاعب بإدارة الضمان الاجتماعي.
هنا يكمن النقاش، لماذا يسكت المجتمع اليوم بعد كل هذا التعدي الواضح من الحكومات على مقدرات الوطن ومدخرات الناس وقوت يومهم.
هل صمت الأردنيين جذري غير قابل للتغيير؛ بمعنى أنهم مهما بلغ الانهيار الأخلاقي في إدارة الدولة، فإنهم سيصبرون ويحتسبون وسيدفعون من جيوبهم ثمن ذلك كل مرة.
صحيح أن السياسات الأمنية لها في بلدنا محضن اجتماعي يرعاها، وما أدل على ذلك من أغاني وأهازيج في إذاعاتنا تسمع صباحا وهي تغني للدرك والأمن ولكل حماة إبقاء الوضع على ما هو عليه.
إلا أن الوطن في المجتمع له مكانة أكثر جذرية في قلوبهم، وان الإسفاف المتراكم والافتضاح المتزايد لسياسات الحكومات وأدوات النظام لن يكون معه في قادم الأيام المزيد من الصبر والسكوت.
هذا الاحتقان المتراكم يذكرنا ببعض ما كان في نيسان 1989، والفارق أن هبة الجنوب المجيدة قد تكون اليوم متعددة الجهات وستذهب بها الريح إلى كل زوايا الوطن.
الحكومة ورئيسها لا يتقنون القراءة، أو هم يتقنونها ويراهنون على تغليف عقولنا بالغبن وعدم الفهم، وهم مخطئون، فسياسة «سارحة والرب راعيها» لن تصمد وستأخذ معها الكثير.
الغضب لم يعد حكرا على المحافظات، لم أر في حياتي احتقانا في عمان كما هو اليوم، فقد وصلت الأزمة إلى قوت عيال الناس والصمت أصبح ضربا من التعهر، وقد آن أوان الحراك الحقيقي.
احد الزملاء سألنا ما السر في أن حكومة الطراونة «شربت حليب السباع»، فقلنا له إن الحكومة شربت حليب الغباء وجعلت أيدينا على قلوبنا من الحائط الذي وصلنا له.
(السبيل)
هذه القناعات التي تتبناها الحكومة ودائرة المخابرات ليست مجرد تخمينات، بل هي معتقدات جعلت النظام يتمادى حتى في زمن الربيع العربي.
ولعل هذا ما يفسر تمرير ملفات الفساد جهارا نهارا، وبيع المؤسسات، وتكليف الطراونة برئاسة الحكومة، ومن ثم العودة إلى صندوق النقد الدولي ورفع الأسعار الأخير وكذلك التلاعب بإدارة الضمان الاجتماعي.
هنا يكمن النقاش، لماذا يسكت المجتمع اليوم بعد كل هذا التعدي الواضح من الحكومات على مقدرات الوطن ومدخرات الناس وقوت يومهم.
هل صمت الأردنيين جذري غير قابل للتغيير؛ بمعنى أنهم مهما بلغ الانهيار الأخلاقي في إدارة الدولة، فإنهم سيصبرون ويحتسبون وسيدفعون من جيوبهم ثمن ذلك كل مرة.
صحيح أن السياسات الأمنية لها في بلدنا محضن اجتماعي يرعاها، وما أدل على ذلك من أغاني وأهازيج في إذاعاتنا تسمع صباحا وهي تغني للدرك والأمن ولكل حماة إبقاء الوضع على ما هو عليه.
إلا أن الوطن في المجتمع له مكانة أكثر جذرية في قلوبهم، وان الإسفاف المتراكم والافتضاح المتزايد لسياسات الحكومات وأدوات النظام لن يكون معه في قادم الأيام المزيد من الصبر والسكوت.
هذا الاحتقان المتراكم يذكرنا ببعض ما كان في نيسان 1989، والفارق أن هبة الجنوب المجيدة قد تكون اليوم متعددة الجهات وستذهب بها الريح إلى كل زوايا الوطن.
الحكومة ورئيسها لا يتقنون القراءة، أو هم يتقنونها ويراهنون على تغليف عقولنا بالغبن وعدم الفهم، وهم مخطئون، فسياسة «سارحة والرب راعيها» لن تصمد وستأخذ معها الكثير.
الغضب لم يعد حكرا على المحافظات، لم أر في حياتي احتقانا في عمان كما هو اليوم، فقد وصلت الأزمة إلى قوت عيال الناس والصمت أصبح ضربا من التعهر، وقد آن أوان الحراك الحقيقي.
احد الزملاء سألنا ما السر في أن حكومة الطراونة «شربت حليب السباع»، فقلنا له إن الحكومة شربت حليب الغباء وجعلت أيدينا على قلوبنا من الحائط الذي وصلنا له.
(السبيل)