jo24_banner
jo24_banner

الناس ومواقع التواصل الاجتماعي

مجد مالك خضر
جو 24 : أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فلم تعد أشياء مستحدثة، ومع الوقت صار الوصول إليها في متناول الكثير من الناس، وانتشر تأثيرها ليطال جميع جوانب الحياة، ومن أهمها الجانب الاجتماعي، فمع ظهور المواقع والتطبيقات التي تهتم بالتواصل الاجتماعي بين الأشخاص، بدأت مرحلة جديدة من طرق التواصل، التي ارتبطت مع التطورات التكنولوجية الحديثة، وأخذت حيزاً أكبر في الحياة اليومية عند الناس، بعد أن كان التواصل بينهم مقتصراً على الزيارات المتبادلة، والمكالمات الهاتفية، والرسائل البريدية، فهل نجحت مواقع التواصل الاجتماعي في تغيير المجتمع؟، وهل انتشارها بين الناس يعتبر مفيداً ام ضاراً؟
تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الناس، من جميع الفئات العمرية، يمكن تشبيهه بميزان ذو كفين، كف سلبي، وكف إيجابي، وللأسف نجد أن السلبي يطغى على الايجابي في الكثير من الأحيان، وعندما يتم ذكر إيجابياتها، فتبدأ من مساعدتها للكثير من الناس على التواصل فيما بينهم، وخصوصاً من تفصلهم عن بعضهم مسافات جغرافية بعيدة، وأيضاً شكلت أداةً في تبادل الحوارات، والآراء بين الأشخاص من مختلف المنابت، ولذلك دورٌ مهمٌ في نشر المعرفة المرتبطة في ثقافات شعوب العالم، ولقد ساعدت في الجوانب التجارية، للإعلانات عن الخدمات والمنتجات التي تقدمها المؤسسات والشركات المحلية والعالمية، ولا أغفل أيضاً دورها الأساسي في العمل على المساعدة في نشر الأفكار، والابداعات الأدبية، والفنية.
أما بالنسبة للسلبيات التي ظهرت من خلال تلك المواقع فتتضمن: استخدامها من قبل ضعيفي النفوس كبيئة لنشر التصرفات الغير أخلاقية، مما يساهم في تهديد البنية التربوية للمجتمع كانتشار ظاهرة الابتزاز المادي، والمعنوي للناس، وخصوصاً للفتيات فكثيرون هم عديمو الأخلاق الذين يحاولون سرقة صور شخصية للفتيات، ومن ثم تهديدهن بنشرها بطرق غير لائقة، وأيضاً استخدمت تلك المواقع في عمليات النصب والاحتيال، عن طريق نشر اعلانات لمنتجات، أو خدمات وهمية، واستخدام كافة أساليب الاقناع الممكنة، ليتواصل مستخدمي هذه المواقع مع المعلنين، فيتم الاستيلاء على أموال الناس، وقد أثرت على التحصيل الدراسي عند الطلاب فينشغل معظمهم في متابعتها بشكل مستمر، مما يؤدي إلى تضييع وقتهم من دون فائدة، ومن أخطر السلبيات التي تؤديها هذه المواقع، هو تعلق الفرد بها والإدمان عليها، ليعيش في حالة من العزلة الاجتماعية عن أفراد أسرته، والناس في مجتمعه.
إن ما ذكرته سابقاً، هي مجموعة من الظواهر الإيجابية، والسلبية المنتشرة، والتي توضح طبيعة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الناس، وكيفية تعاملهم معها، فيجب على جميع مستخدميها، أن يكونوا أكثر وعياً، وحرصاً في استخدامها، والقيام بتغليب دورها الايجابي على السلبي، من خلال العمل على إدخالها في العملية التربوية، والتعليمية مما يساهم في تعليم الطلاب، عن طريق تزويدهم بدروس، ومواد دراسية من خلالها، ويجب أن تستخدم في نشر المعلومات العامة التي يستفيد منها الجميع، وفي النهاية إن من يجعل هذه المواقع تأخذ الصفة الايجابية، أو السلبية هم مستخدموها أنفسهم، فكل شخص يتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي يعكس أفكاره، وثقافته، للأشخاص الذين يتعاملون معه، لذا يجب أن نحرص على جعل هذا التطور التكنولوجي منفعةً نستفيد منها، لا مضرةً نندم عليها.

mjd.khdr@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news