2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

اوروبا الإسلامية !

علي الحراسيس
جو 24 : حينما احتلت العصابات اليهودية فلسطين ،وجرى تهجير ابناء فلسطين الى الأردن والدول العربية الأخرى ، قالوا ان هذا مثبت في التاريخ ، وان اليهود سيجتمعون في فلسطين وأننا سنقاتلهم ! فلا تستعجلوا أمر الله ! ومنذ 67 سنه لم نستعجل الى اليوم حتى باتت اسرائيل في كل بيت عربي سواء عبر التطبيع او الإعلام او السياسة !

صدرت الفتاوي والحجج والبراهين والأدلة "الشرعية " على حتمية تاريخية بالنصر على اليهود ، وقد يكون هذا آجلا وليس عاجلا ،إذ بقيت تلك الروايات تمنحنا التخدير والنوم بإنتظار أن يحتشد العرب والمسلمون على أرض الرباط " الاردن " ويحرروا فلسطين ويطردوا الغزاة ، ومنذ 60 عاما ونحن ننتظر تلك الساعه التي اعتقد اجدادنا انها قريبه ، ومن ثم ماتوا قبل أن يرونها ، واعتقد ابائنا ايضا بها وغادروا الحياة ولم يروها ، وسننتقل وتنتقل بعدنا اجيال دون أن يحدث هذا ..وعلمها عند الله ..

تقاعس العرب عن المقاومة ، وتقاعست الشعوب عن الجهاد بإنتظار تلك الساعه وتناسينا أن الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة إذا احتلت اي ارض عربية ،فرض عين ليس مؤجل بل ملزم في الساعة واللحظة ،والأسوأ ان العرب وانظمتهم السياسية غضبوا من أي تنظيم جهادي يحارب اسرائيل ،بل راحوا يقاتلونه ويساهمون بتدميره ويعتبرونه إرهابيا !

طوينا وتناسينا الجهاد ولازلنا ننتظر ان يجتمع اليهود في فلسطين ونحاربهم ..ولكن بعد كم قرن سيحدث هذا !
اللاجئون السوريون هربوا الى اوروبا بحثا عن العدل والحرية وماتوا غرقا وحرقا وهم يجاهدون بحثا عن ملجأ آمن في اوروبا كما بحث المسلمون الأوائل عن ملجأ لهم في الحبشة عند حاكم مسيحي عادل ، ومن ثم عادوا الى بلادهم بعد الفتح ولم تتحول الحبشه الى دولة إسلامية ..

في اوروبا هلل البعض من الطوباويين الحالمين أن اللجوء السوري الى اوروبا سيحول تلك الدول الى دول إسلامية وأن تلك كما يروجون هي إرادة الله ، ولا اعلم من أين أتوا بتلك الروايات ..

انا شخصيا لا اتمنى ان تتحول بلاد اوروبا الى دول اسلامية طالما أن العقلية العربية "الإسلامية " هي العقلية والثقافة هي الثقافة والفساد هو الفساد والعنجهية والأنا عند العرب هي ما كانت عليه منذ 1420 عام ،فهل ستتغير لمجرد ان وصلوا الى اوروبا ،وانا اقول لا اتمنى ان تتحول اوروبا الى دول إسلامية لأن النزاع والدم والقتل والحروب ستثار هناك بين تلك الدول وهذا ديدن العرب والمسلمون منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان الى اليوم ، وبالتالي إن وقعت الحروب هناك ، فالى أين سيلجأ العرب والمسلمون بعد هذا !! هل سيرجعون الى بلادهم الأصلية ام يعودون الى البحر هاربين من انظمتهم القمعية !

هل ستقف الدول الإسلامية " الاوروبية " الموقف الأوروبي المتضامن مع اليونان واسبانيا والبوسنه كما وقفت دول اوروبا اليوم وخاصة ان بلادا عربية تعيش في ترف خيالي فيما تعاني بلاد أخرى من ازمات اقتصادية واجتماعية !

هل كانت اوروبا " المسيحية " ستمنع لاجئين اوروبيين فارين من حروب وقتل ودم من دخول بلادهم كما تفعل دول عربية مترفه امام هجرة اللاجئين السوريين الفارين من ويلات الحرب !

ألم نهلل لتحول ايران الى دولة إسلامية عام 1979 !
ماذا حدث بعد ذلك ؟ هل كفتنا بخيرها عن شرها !
الأن نتمنى ان تتحول ايران الى دولة علمانية ديموقراطية ينتهي فيها حكم العصبوية الطائفية والمجوسية التي اهلكتنا في العراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها ..

لم نعد نهتم إن تحولت تلك الدول الى اسلامية او بوذية او مسيحية ، لأن المشكلة ليست في الأديان ، بل في العقلية العربية " الإسلامية "التي تتولى الحكم سواء أكان في اوروبا او السعودية !

اين هي غيرة ومروءة العرب والمسلمين حيال ما يجري ويواجهه إخوة لهم من اللاجئين السوريين في البحر والبر . ولماذا فضحتهم ميركل !
من من العرب بكى لحال اللاجئين السوريين كما بكى مستشار النمسا ومستشارة المانيا !

الأردن وتركيا ولبنان فقط من تحرك من ابناء المسلمين والعرب لاستضافة اللاجئين وهناك 20 دولة عربية أخرى " تتجاهل بقصد معاناتهم دون أن تمد لهم يد العون " بل وتجد مبررات سخيفة كالتي سمعناها من احدهم في دول الخليج عن أسباب رفض استقبال إخوتهم وصفها بالخوف على قيم مجتمعه من قيم اللاجئين العرب والمسلمين !

قضية اللاجئين السورين ومعاناتهم ورفض ابناء جلدتهم من استقبالهم بل ودفعهم للموت لايبشر بمستقبل واعد لهذه الأمة ، فالعقلية لم تتبدل ، والمروءة والجسد الواحد لم يعد حاضرا في ثقافتنا .

دعوا اوروبا على دينها ونظامها وحريتها وعدالتها ..ففي النهاية وجد المهمشون والمعتدى على كرامتهم ودمائهم من يلجأون اليه بحثا عن الحرية والسلام والعدل في وقت اغلقت فيه ابواب اشقائهم في الدين والدم والعرق .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير