تسحيج العلماء والمفكرين للمسؤولين !!!
د. انيس خصاونة
جو 24 : اصبح مصطلح "التسحيج" في الأردن مصطلحا مفهوما ومقروءا مع أنه مصطلح غير صحيح من الناحية اللغوية إلا أنه وكما قالت بعض العرب "خطأ شائع خير من صحيح مهجور". والتسحيج اصطلاحا لا يحتاج الى بيان كثير فهو يشير الى "التعييش" والتصفيق تأييدا لمن بيده الحل والعقد أو لمن بيده السلطة والمال وهذا التصفيق يعد ضربا من النفاق لأنه يتضمن موالاة لشخص او جهة معينة بغض النظر عن صحة وسلامة نواياها ومقاصدها وقراراتها .نعم نحن نعرف أن بعض الناس لا يمتلكون نفوسا وعزيمة تصمد أمام المغريات أو أمام الخوف من الحرمان منها فتراهم يتملقون ولي الأمر أو الوزير أو رئيس الجامعة أو المدير أو رئيس الشعبة بهدف تحقيق مصالحهم وهم في أحيان كثيرة يجاهرون في ذلك ويعتبرونه من باب "الشطارة" والمهارات الاجتماعية الحاذقة. عندما تتحدث مع مثل هؤلاء عن المبادئ والقيم والتضحيات من أجل المبدأ والضمير تشعر أنهم لا يفهمون هذه اللغة لا بل تلمس منهم استهبال لمن يتحدث معهم في مثل هذه المبادئ والقيم.
المؤسف والمؤذي هو أن ترى علماء ومفكرين وبروفيسورات ورجال دين معممين أو "مشورين" ملتحين أو "منعمي اللحى" يفتون لولي الأمر والمسؤول على الطالع والنازل مادحين ما يقوم به وما يتخذه من قرارات. إنهم يفتون في الأشياء ويحللونها بعد وقوعها ويسهبون في البديع والبيان عن بعد نظر ولي الأمر وعن ورعه وتقواه. هؤلاء العلماء بعضهم اقتصاديون وآخرون رؤساء وأكاديميون وأساتذة جامعات وقضاة وعلماء في أصول الدين وفقه الحديث وعندما تحادثهم تجدهم "سحيجة" بامتياز لأنهم يضفون شرعية علمية ومعنوية على أعمال وتصرفات أولي الأمر. يا ترى كيف يقبل مثل هؤلاء العلماء وبما يمثلون من رمزية اجتماعية وعلمية وفكرية أن يضعوا أنفسهم في موازاة السحيجة الذين يمتطون البكبات للتصفيق والتعييش من أجل بضع دريهيمات؟ دريهيمات علماء السلطان تصبح ربما ملايين وقصور في دابوق وشارع الشعب أو عمادات في جامعات وامتيازات لهم من تحت السجادة وعلى طريقة على جمعه وسعد الدين الهلالي في مصر وأمثالهما ممن يسبحون بحمد السيسي بكرة وأصيلا وممن شبهوا السيسي ووزيره محمد ابراهيم بالنبي موسى وأخيه هارون. وهنا نتساءل ما هي القدوة التي سيتعلمها ويأخذ بها الأطفال والطلاب الأردنيون في المدارس والجامعات والمعاهد وهم يرون مسؤوليهم وعلمائهم ومفكريهم وهم يتفنون في الكذب والتسحيج والممالئة وقلب الحقائق لرؤسائهم وأولي الأمر منهم؟كما نتساءل أيضا هنا عن التشويه المتعمد والمقصود الذي يمارسه هؤلاء السحيجة من العلماء لمفاهيم وقيم عليا مثل قول الحق والشجاعة في الطرح والأمانة في النقل والصدق في النصح والجرأة في النقد .إنهم يستبدلون هذه المفاهيم الراقية بمفاهيم ناعمة مضللة مثل المرونة والسلاسة في الطرح والحذاقة في التعامل مع المسؤول وعدم إغضابه والحرص على مدحه وتشنيف أذنيه بما يطربه ويسعده .
السحيجة من العلماء والمفكرين لا يختلفون كثيرا عن سحيجة الشوارع الذين يتقاضون الثمن من الاجهزة الأمنية حسب عدد الطلعات ومدتها. أعجبيني قصة في التسحيج رواها لي الفريق الركن المتقاعد والسفير السابق موسى العدوان عن احد المسؤولين الكبار عندما اجتمع بمرؤوسيه وخطب فيهم باثا للروح المعنوية ومحفزا إياهم على الشجاعة والقوة وضرب لهم مثلا وهو" إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب " وسأل مساعده الذي كان يجلس بجانبه ما رايك في هذا قال نعم سيدي إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب وهذا مذكور في سورة "الذيب" في القرآن الكريم!!
علماء السلطان أكثر أذى للوطن لأنهم يعطون شرعية لأفعال أولي الأمر مما يجعل فساد الحكام والمسؤولين ينطلي على العامة لدرجة يختلط عليهم الأمر حيث يرون خبراء اقتصاديون وفقهاء قانونيون وشيوخ دين لحاهم طويلة أو مهذبة وثيابهم قصيرة وعماماتهم توحي للناس أنهم ظل الله في الأرض وأنهم أولياء ينبغي تصديقهم . عندما حادثت بعصهم كنت منذهلا من مقدار تشبثهم بالسلطة ودفاعهم عن المسئولين وتبرير أفعالهم وتصرفاتهم. هؤلاء أعتقد بأنهم أكثر وأكبر أعداء الوطن فهم يضللون ولاة الأمر والمسؤولين ويعطوهم الشرعية والغطاء العلمي والمعنوي وأحيانا القانوني والفقهي مما يدفع اصحاب القرار للمضي في غيهم وطغيانهم .نقول لهؤلاء أنكم طغاة فاسدون تماما مثل من تدافعون عنهم وتزينون لهم ضلالهم وظلمهم ونسأل الله ان يريحنا منكم وأن ينتقم للأردنيين المعذبين في عيرا ويرقا وناطفة والنعيمة والشهابية وجديتا وصبحا وصبحية وسامتا وغرندل والمريغه. إنكم منافقون تبحثون عن مصالحكم وليس عن مصالح الوطن وولاة الأمر يعرفون أثمانكم ونقاط ضعفكم وهم يستغلونها بكفاءة عالية حيث يمتطون ظهوركم باختياركم وانتم لهم من الشاكرين فبئس الراكب وبئس المركوب.
واعجبي
المؤسف والمؤذي هو أن ترى علماء ومفكرين وبروفيسورات ورجال دين معممين أو "مشورين" ملتحين أو "منعمي اللحى" يفتون لولي الأمر والمسؤول على الطالع والنازل مادحين ما يقوم به وما يتخذه من قرارات. إنهم يفتون في الأشياء ويحللونها بعد وقوعها ويسهبون في البديع والبيان عن بعد نظر ولي الأمر وعن ورعه وتقواه. هؤلاء العلماء بعضهم اقتصاديون وآخرون رؤساء وأكاديميون وأساتذة جامعات وقضاة وعلماء في أصول الدين وفقه الحديث وعندما تحادثهم تجدهم "سحيجة" بامتياز لأنهم يضفون شرعية علمية ومعنوية على أعمال وتصرفات أولي الأمر. يا ترى كيف يقبل مثل هؤلاء العلماء وبما يمثلون من رمزية اجتماعية وعلمية وفكرية أن يضعوا أنفسهم في موازاة السحيجة الذين يمتطون البكبات للتصفيق والتعييش من أجل بضع دريهيمات؟ دريهيمات علماء السلطان تصبح ربما ملايين وقصور في دابوق وشارع الشعب أو عمادات في جامعات وامتيازات لهم من تحت السجادة وعلى طريقة على جمعه وسعد الدين الهلالي في مصر وأمثالهما ممن يسبحون بحمد السيسي بكرة وأصيلا وممن شبهوا السيسي ووزيره محمد ابراهيم بالنبي موسى وأخيه هارون. وهنا نتساءل ما هي القدوة التي سيتعلمها ويأخذ بها الأطفال والطلاب الأردنيون في المدارس والجامعات والمعاهد وهم يرون مسؤوليهم وعلمائهم ومفكريهم وهم يتفنون في الكذب والتسحيج والممالئة وقلب الحقائق لرؤسائهم وأولي الأمر منهم؟كما نتساءل أيضا هنا عن التشويه المتعمد والمقصود الذي يمارسه هؤلاء السحيجة من العلماء لمفاهيم وقيم عليا مثل قول الحق والشجاعة في الطرح والأمانة في النقل والصدق في النصح والجرأة في النقد .إنهم يستبدلون هذه المفاهيم الراقية بمفاهيم ناعمة مضللة مثل المرونة والسلاسة في الطرح والحذاقة في التعامل مع المسؤول وعدم إغضابه والحرص على مدحه وتشنيف أذنيه بما يطربه ويسعده .
السحيجة من العلماء والمفكرين لا يختلفون كثيرا عن سحيجة الشوارع الذين يتقاضون الثمن من الاجهزة الأمنية حسب عدد الطلعات ومدتها. أعجبيني قصة في التسحيج رواها لي الفريق الركن المتقاعد والسفير السابق موسى العدوان عن احد المسؤولين الكبار عندما اجتمع بمرؤوسيه وخطب فيهم باثا للروح المعنوية ومحفزا إياهم على الشجاعة والقوة وضرب لهم مثلا وهو" إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب " وسأل مساعده الذي كان يجلس بجانبه ما رايك في هذا قال نعم سيدي إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب وهذا مذكور في سورة "الذيب" في القرآن الكريم!!
علماء السلطان أكثر أذى للوطن لأنهم يعطون شرعية لأفعال أولي الأمر مما يجعل فساد الحكام والمسؤولين ينطلي على العامة لدرجة يختلط عليهم الأمر حيث يرون خبراء اقتصاديون وفقهاء قانونيون وشيوخ دين لحاهم طويلة أو مهذبة وثيابهم قصيرة وعماماتهم توحي للناس أنهم ظل الله في الأرض وأنهم أولياء ينبغي تصديقهم . عندما حادثت بعصهم كنت منذهلا من مقدار تشبثهم بالسلطة ودفاعهم عن المسئولين وتبرير أفعالهم وتصرفاتهم. هؤلاء أعتقد بأنهم أكثر وأكبر أعداء الوطن فهم يضللون ولاة الأمر والمسؤولين ويعطوهم الشرعية والغطاء العلمي والمعنوي وأحيانا القانوني والفقهي مما يدفع اصحاب القرار للمضي في غيهم وطغيانهم .نقول لهؤلاء أنكم طغاة فاسدون تماما مثل من تدافعون عنهم وتزينون لهم ضلالهم وظلمهم ونسأل الله ان يريحنا منكم وأن ينتقم للأردنيين المعذبين في عيرا ويرقا وناطفة والنعيمة والشهابية وجديتا وصبحا وصبحية وسامتا وغرندل والمريغه. إنكم منافقون تبحثون عن مصالحكم وليس عن مصالح الوطن وولاة الأمر يعرفون أثمانكم ونقاط ضعفكم وهم يستغلونها بكفاءة عالية حيث يمتطون ظهوركم باختياركم وانتم لهم من الشاكرين فبئس الراكب وبئس المركوب.
واعجبي