2024-08-21 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أزف رحيل رؤساء الجامعات

د. انيس خصاونة
جو 24 :
يتهيأ خمسة رؤساء جامعات رسمية لمغادرة مواقعهم، مرغمين لا مختارين، باستثناء الأستاذ الدكتور نظير أبو عبيد رئيس الجامعة الأردنية الألمانية الذي اعتذر عن التجديد له لدورة مقبلة على الرغم من انجازاته المشهودة وإدارته المحترمة للجامعة خلال السنوات الأربعة الماضية، وهو بذلك يضع سابقة إدارية وأخلاقية راقية، حيث يبدو أن الرجل شعر بأنه قدّم ما عنده وأنه يخلي الموقع لإدارة جديدة ربما يكون لديها رؤى وأفكار جديدة وإبداعية في معالجة بعض الأمور في الجامعة.

بعض رؤساء الجامعات يتشبثون بمواقعهم لآخر لحظة وعلى طريقة أحد وزراء الخارجية السابقين الذي التصق بموقعه التصاقا ليس له مثيل أثار تندر الأردنيين به . بعض رؤساء الجامعات المرشحين للتغيير وهم يغادرون مواقعهم يتركون تركة ثقيلة مقيتة خلفهم تبدأ بتردي الأداء الجامعي في عهد توليهم المسؤولية وتنتهي بشبهات فساد تزكم رائحتها الأنوف رغم أنه لم يمضي على تولي بعضهم أمانة المسؤولية أكثر من عامين .

أحد رؤساء الجامعات الذي كنا نتوسم به خيرا مارس في العام الأول لتسلمه إدارة جامعته إجراءات انتقامية وإبعادا لعدد من زملائه الذين كان لهم رأي في ترقيته التي شابها ما شابها من عدم الالتزام بالأسس الأكاديمية المعتمدة في تلك الجامعة ومن تغاضي عن تقارير المحكمين الضعيفة بخصوص إنتاجه العلمي والبحثي.

رئيس الجامعة الشاب هذا اتخذا قراراته الانتقامية قبل صدور الإرادة الملكية بتعيينه وهو ذات الرئيس الذي سبق وأن تقاضى مبالغ طائلة بدل إجراء دراسات مع أحدى الجهات الأوروبية بلغت أكثر من ستمائة ألف يورو دون أن يدفع لجامعته قرشا واحد منها كما تنص عليها التعليمات ناهيك عن تقاضي هذا الرئيس لمكافآت البرنامج الموازي مرتين مرة كعضو هيئة تدريس ومرة أخرى كعضو في لجنة البرنامج الموازي التي تعمل على تخصيصات المكافآت للعاملين في الجامعة؟

رئيس جامعة أخرى يلملم أوراقه استعدادا للرحيل مارس شغفه وتعلقه بالسفر الخارجي بطريقة ملفته ولم يترك دعوة إلا وتم تلبيتها ، لا بل فقد كان يطلب أن تتم دعوته إلى مناسبات وفعاليات خارجية لا تدخل في إطار تخصصه أو عمله. 

رئيس الجامعة المشار إليه لم يأبه إلى مشاعر العاملين في الجامعة من أعضاء هيئة تدريس وإداريين عندما قام بتعيين عميد سبق وأن ثبتت عليه واقعة الرشوة بقيمة 1800 دينار من طالب قطري وقد تم إنزال عقوبة الإنذار بحقه وثبتت هذه العقوبة بقرار من المحكمة فأي رسالة يمكن أن تصل إلى الطلبة والعاملين في الجامعة؟ هذا الرئيس الذي وصل إلى موقعه بترتيب وتفصيل من رئيس مجلس أمناء الجامعة اختار نائبا له ممن سبق وأن كفت يده عن العمل وتم تحويله للقضاء بشبهات فساد مالي وإداري!!

لن يبكي كثير من العاملين في الجامعات على مغادرة هؤلاء الرؤساء الجدليين لمواقعهم فقد أثخنوا جامعاتهم جراحا وأذى وهم يمارسون شتى سبل التضليل بأنهم ينقلون جامعاتهم إلى مراتب متقدمه على المستوى العالمي في الوقت الذي تئن هذه المؤسسات الأكاديمية من التراجع التعليمي وازدياد التعسف في استخدام السلطة المفرطة، وإضفاء الأجواء الاستبدادية والقمعية على الأجواء الجامعية ، وتحويل الجامعات على بيئات طاردة للكفاءات والعلماء.

إذا كان التغيير من سنن الكون كما يقول العرب فإن تغيير بعض رؤساء الجامعات يرقى إلى الفرائض العينة ولا حسافة ولا ندامة على رحيلهم ونتمنى أن يكون ذلك مقدمة لرحيل رؤساء مجالس الأمناء الذين لم يحركوا ساكنا لمحاسبة رؤساء الجامعات.
 
تابعو الأردن 24 على google news