2024-08-21 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الحركة الإسلامية مطمئنة جداً

عمر العياصرة
جو 24 : لم تكن الحركة الإسلامية مطمئنة وواثقة طوال تاريخها كما هي اليوم، فالتضامن التنظيمي في مواجهة ضغوط «صراع الإصلاح» يبلغ أقصى درجاته، وبشكل غير مسبوق.
لا ندم على المقاربة التي تبنتها الحركة لمشروع الإصلاح السياسي في الأردن، كما أن المشاركة في الانتخابات لم تعد تولّد لديها أي قدر من الحماسة.

مجالات الحركة المتاحة لا خوف عليها، سواء قاطعت الحركة الانتخابات، أو بقيت في الشارع مصممة على إنجاز توافق على برنامج إصلاحي مقبول لدى جميع الأردنيين.

المأزق ما زال مستقرا في أحضان الدولة، والحديث عن أنها استعادت زمام المبادرة هو كلام غير دقيق، بل على العكس ما زالت الدولة مترددة في حسم أمر صيغتها الإصلاحية، والدليل أنها لم تحل البرلمان إلى اليوم.

عدم حل البرلمان أمر جيد، فهو يوحي بأن المرجعيات ما تزال تعيد النظر وتفكر بمبادرة من نوع ما، يستعان بها على «حلحلة الأزمة» وإنهاء تصعيدها المستمر.
الحركة بدورها عاقلة ومسؤولة، وترغب بإنهاء الأزمة لمصلحة الإصلاح والشعب، وهي تنتظر التقاط خيط موضوعي مقنع يقودنا إلى حل ونهاية سعيدة للجميع.

أما اللغط الذي يحاول البعض تخيله عن خلافات داخلية حول موضوع مظاهرة الخمسين ألف، وقضية الوساطات التي ترسلها الدولة، فهو ليس بالجديد، وتضخيمه وتحويره أمر اعتدنا عليه.

صحيح أن مظاهرة 510 قد تجد متحفظين عليها داخل الحركة، لكنها في المقابل تثير حماسة الكثيرين وهم الأغلبية، وهي بذات الوقت تجد تضافرا عاما لإنجاحها من الجميع.

بالنسبة إلى الحوار والوساطات فهي لن تثير الكثير من القلق، أو الحوار الداخلي عند الإخوان المسلمين، والسبب أن الحركة تملك تصورا واضحا عما تريد، وتملك معرفة بالقضايا التي يمكن إبداء الحيوية فيها، والقضايا التي لا تخضع إلا لمنطق المبادئ.

ويبقى أن نشير إلى التهمة التي تلقى على الحركة الإسلامية تحت عنوان أن مرونة وتشدد الموقف داخلها، مرتبط بتطورات المشهد السوري.

هذا التحليل يمكن إسقاطه أيضا على الدولة، وهو أقوى فاعلية هنا من دوره في توجيه مواقف الحركة الإسلامية التي يذكر الجميع أنها لم تتأثر بما جرى في مصر، وهو أقوى وأدعى.

الإسلاميون في الأردن مطمئنون، ويعملون في العلن، ولن تثيرهم حملات التشويه، والاهم أن مرونتهم معروفة ومحسوبة، ولن تكون مثار لغط أبداً.


(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news