الإدارة من الجو.. أسلوب إداري جديد لأحد رؤساء الجامعات الأردنية
د. انيس خصاونة
جو 24 : يعج حقل العلوم الإدارية بالنظريات والأساليب والمنهجيات الإدارية التي تستهدف زيادة فاعلية القيادات الإدارية وتعظيم قدراتها في توجيه دفة المؤسسات نحو تحقيق غاياتها وأهدافها المرجوة. ضمن هذا السياق وبصفتي متخصصا في هذا الحقل فقد قرأنا وتعلمنا عن نظريات الإدارة بالأهداف، والإدارة بالمشاركة، والإدارة عن الفريق، والقيادة التحويلية وغيرها من النظريات والأفكار والتي انتهجتها العديد من المنشآت والمنظمات العامة والخاصة في كثير من البلدان المتقدمة والنامية.
الذي لم نسمع عنه إطلاقا في علوم وفنون الإدارة هو أن يتم إدارة المنظمات التعليمية من الجو مشيرين بذلك لنهج جديد انتهجه أحد رؤساء الجامعات الأردنية المعينين حديثا حيث أنه يمضي في سفره وترحاله وقتا أطول مما يمضيه في جامعته التي وعد العاملين فيه بانه سيحدث فرقا في تطور الجامعة خلال عام واحد من تسلمه مهامه ، وها هو قد مضى عليه قرابة الأربعة شهور سافر فيها ما يقارب الأحد عشر سفرة بعضها استغرقت منه اسبوعين من الغياب عن الجامعة تاركا خلفة الإدارة لنواب الرئيس الذين لا يمكنهم النظر في أي أمر هام واستراتيجي للجامعة.
لا نعلم كيف يمكن لرئيس جامعة يمضي ما يعادل اربعين بالمائة من وقته متنقلا بين دولة وأخرى ومقلعا من مطار إلى آخر كيف له أن يحقق وعوده في عمل نقلة نوعية في الأداء الجامعي خلال عام واحد علما بأن سلفه لم يسافر ربما خمسة سفرات على مدار اربعة سنوات قضاها في الجامعة حيث كان حاضرا وفاعلا ومواكبا لكافة حركات الجامعة!!!
والتساؤل الذي يطرح نفسه هنا هو هل يمارس رئيس مجلس الأمناء مهامه الإشرافية على تطور الجامعة ونمط إدارتها وسفرات رئيسها ورحلاته المتكررة أم أن رئيس مجلس الأمناء يشكل درعا واقيا وحاميا لأي انتقادات توجه لرئيس الجامعة الذي بذل كل ما في وسعة لتعيينه في هذا الموقع بغير وجه حق؟؟؟
إنه فعلا أمر محير أن نتحدث عن الشفافية والمسائلة على العاملين في الجامعات والمؤسسات العامة في الوقت الذي يبدوا أن رؤساء الجامعات لا يبدون أي اكتراث في الاقتصاد في الموارد الشحيحة للمنظمات التي يقودونها حيث أن سفرهم ومياوماتهم تعكس إنفاق من لا يخشى فقرا ولا ندرة في الموارد.
نعتقد أن هيئة مكافحة الفساد عليها واجب التحقق من أن السفر المفرط للمسؤولين في الجامعات مبرر وضروري ويعود بالمنفعة على المؤسسة أم أنه يعود بالمنفعة على ذات المسؤولين ومياوماتهم وترفيههم؟ من المؤسف حقا أن لا احد يتابع هذا الترحال المفرط وهذا الأسلوب الجديد في إدارة جامعاتنا عن بعد وفيما إذا كان هناك هدرا للمال العام أم لا ؟
بعض المسؤولين في الجامعات الرسمية وغيرها يشبعونا حديثا عن الوطنية والمصلحة العامة وخدمة المؤسسات في الوقت الذي نرى منهم عكس ذلك على الارض وكأنهم يعتقدون أنه من السهولة الاستهانة بذكاء الناس والتنظير عليهم وبيعهم وطنيات صورية وبطولات على الورق. لا نعلم فعلا ما فائدة استبدال السيارات في الدوائر الحكومية ومراقبتها عبر نظام مراقبة إلكتروني مركزي في الوقت الذي تتكبد المؤسسة جامعة كانت أم دائرة عشرات الألوف من الدنانير على شكل نفقات إقامة وتنقل ومياومات لرئيس هذه الجامعة أو تلك المؤسسة !!
نعم نقولها بصوت عال لم يعد بوسع العاملين في مؤسسات التعليم العالي أو غيرها أن يثقوا بخطابات المسؤولين ابتداءا من رئيس الحكومة وانتهاء برؤساء الجامعات الذين تفجرت قريحتهم بإدارة جامعاتهم من مطارات الدول الأجنبية ومن غرف الفنادق أو من على مقاعد الدرجة الأولى في الطائرات .جامعاتنا لا تسير نحو الأفضل وتفتقر للقدوة الإدارية وللقيادات الحقيقية كما تفتقر إلى حس الارتباط بجامعاتها وتصر ليس فقط على القيادة عن بعد ولكن القيادة عن طريق الاصطفاف في الخلف بدلا من الحضور وتصدر الصفوف الأولى للعاملين في مؤسساتهم ...واعجبي
الذي لم نسمع عنه إطلاقا في علوم وفنون الإدارة هو أن يتم إدارة المنظمات التعليمية من الجو مشيرين بذلك لنهج جديد انتهجه أحد رؤساء الجامعات الأردنية المعينين حديثا حيث أنه يمضي في سفره وترحاله وقتا أطول مما يمضيه في جامعته التي وعد العاملين فيه بانه سيحدث فرقا في تطور الجامعة خلال عام واحد من تسلمه مهامه ، وها هو قد مضى عليه قرابة الأربعة شهور سافر فيها ما يقارب الأحد عشر سفرة بعضها استغرقت منه اسبوعين من الغياب عن الجامعة تاركا خلفة الإدارة لنواب الرئيس الذين لا يمكنهم النظر في أي أمر هام واستراتيجي للجامعة.
لا نعلم كيف يمكن لرئيس جامعة يمضي ما يعادل اربعين بالمائة من وقته متنقلا بين دولة وأخرى ومقلعا من مطار إلى آخر كيف له أن يحقق وعوده في عمل نقلة نوعية في الأداء الجامعي خلال عام واحد علما بأن سلفه لم يسافر ربما خمسة سفرات على مدار اربعة سنوات قضاها في الجامعة حيث كان حاضرا وفاعلا ومواكبا لكافة حركات الجامعة!!!
والتساؤل الذي يطرح نفسه هنا هو هل يمارس رئيس مجلس الأمناء مهامه الإشرافية على تطور الجامعة ونمط إدارتها وسفرات رئيسها ورحلاته المتكررة أم أن رئيس مجلس الأمناء يشكل درعا واقيا وحاميا لأي انتقادات توجه لرئيس الجامعة الذي بذل كل ما في وسعة لتعيينه في هذا الموقع بغير وجه حق؟؟؟
إنه فعلا أمر محير أن نتحدث عن الشفافية والمسائلة على العاملين في الجامعات والمؤسسات العامة في الوقت الذي يبدوا أن رؤساء الجامعات لا يبدون أي اكتراث في الاقتصاد في الموارد الشحيحة للمنظمات التي يقودونها حيث أن سفرهم ومياوماتهم تعكس إنفاق من لا يخشى فقرا ولا ندرة في الموارد.
نعتقد أن هيئة مكافحة الفساد عليها واجب التحقق من أن السفر المفرط للمسؤولين في الجامعات مبرر وضروري ويعود بالمنفعة على المؤسسة أم أنه يعود بالمنفعة على ذات المسؤولين ومياوماتهم وترفيههم؟ من المؤسف حقا أن لا احد يتابع هذا الترحال المفرط وهذا الأسلوب الجديد في إدارة جامعاتنا عن بعد وفيما إذا كان هناك هدرا للمال العام أم لا ؟
بعض المسؤولين في الجامعات الرسمية وغيرها يشبعونا حديثا عن الوطنية والمصلحة العامة وخدمة المؤسسات في الوقت الذي نرى منهم عكس ذلك على الارض وكأنهم يعتقدون أنه من السهولة الاستهانة بذكاء الناس والتنظير عليهم وبيعهم وطنيات صورية وبطولات على الورق. لا نعلم فعلا ما فائدة استبدال السيارات في الدوائر الحكومية ومراقبتها عبر نظام مراقبة إلكتروني مركزي في الوقت الذي تتكبد المؤسسة جامعة كانت أم دائرة عشرات الألوف من الدنانير على شكل نفقات إقامة وتنقل ومياومات لرئيس هذه الجامعة أو تلك المؤسسة !!
نعم نقولها بصوت عال لم يعد بوسع العاملين في مؤسسات التعليم العالي أو غيرها أن يثقوا بخطابات المسؤولين ابتداءا من رئيس الحكومة وانتهاء برؤساء الجامعات الذين تفجرت قريحتهم بإدارة جامعاتهم من مطارات الدول الأجنبية ومن غرف الفنادق أو من على مقاعد الدرجة الأولى في الطائرات .جامعاتنا لا تسير نحو الأفضل وتفتقر للقدوة الإدارية وللقيادات الحقيقية كما تفتقر إلى حس الارتباط بجامعاتها وتصر ليس فقط على القيادة عن بعد ولكن القيادة عن طريق الاصطفاف في الخلف بدلا من الحضور وتصدر الصفوف الأولى للعاملين في مؤسساتهم ...واعجبي