لا إجابات عن هذا التخابث
عمر العياصرة
جو 24 : مسيرة الجمعة ماضية ولن تنال منها أكاذيب أدوات الدولة، والسبب أنها حق دستوري كان الأجدر بالدولة حمايتها والتغني بها.
آخر صرعات التخابث واللؤم ما نشرته يومية الرأي بأن الأمن لن يتدخل، وان هناك مسيرة ولاء مضادة، وكل ذلك محاولة لتخويف الناس من النزول إلى المظاهرة.
ما نلحظه من ردود فعل الكتاب ذوي الارتباطات الامنية، ومن موقف بعض «اليسار الوطني» المتحالف مع الأمن، أنهم قلقون من فعالية الجمعة بشكل غير متوقع.
مكمن القلق أنهم خائفون من تحقق وعد العدد (خمسين ألفاً) الذي سيكون له ما بعده من تغيّر في معادلات التقييم لدور الشارع واستمراره.
هم خائفون على شرعية صيغتهم الإصلاحية من التبدد، فمظاهرة الجمعة التي بدأت علامات نجاحها بالظهور، ستكون لحظة فارقة في تعميق مفهوم دور الشارع وأثره وبقائه في الأجواء التبادلية.
وبعيدا عن لغة الحسابات والانحيازات والأجندات نقول إن شيطنة مظاهرة جمعة 5/10، ما هي إلا دليل على عدم ثقة المرجعيات بأجندتهم الإصلاحية التي يهللون لها صباح مساء.
الدولة في مأزق وهي تحاول أن تخفيه وفق أسلوب النعامة السخيف، وقد آن الأوان كي تتعرض لفعالية كبيرة ربما يكون لها الأثر في إعادة تقويم اللحظة، وتقديم قراءة مختلفة.
المؤسف أن أدوات النظام كانت تافهة في معالجتها للمظاهرة بطريقة غير مسبوقة، ودعوني أقول إن كثيرا من البسطاء قرروا المشاركة؛ نكاية بكذب الدولة وتسطيحها للأمور.
الهرطقة التي رددها إعلام التدخل السريع لم تكن محكمة البنيان، وقد استفزت هذه الهرطقة العقل قبل العواطف، وزادها سخافة الاستعانة بمشايخ التدخل الفوري.
لقد أطلقوا مسميات على المظاهرة زورا وبهتانا (الزحف المقدس، بدر الكبرى) ولفقوا سيناريوهات تتناقض مع قبول المنطق لها.
كل ذلك لأنهم خائفون من أن يثبّت الشارع أقدامه على ناصية طريق الإصرار على المطالب، التي تناولها الحراك الأردني منذ أكثر من عامين.
الأزمة لا تحل باستنفار ألسنة الشتيمة والكذب والتلفيق، فالوقت ما زال مبكرا على اليأس من الحلول، وأمام جميع الأطراف اليوم مسؤولية التوافق المتوازن والمعقول.
لكن تبقى المسؤولية الأكبر واقعة على مطبخ القرار، فهو وحده من يملك إعادة الحصان إلى مكانه الطبيعي أمام العربة، أما التخابثات فلا داعي للدخول معها في سجال عميق؛ لأن الشارع ما زال ملكا للأحرار.
(السبيل)
آخر صرعات التخابث واللؤم ما نشرته يومية الرأي بأن الأمن لن يتدخل، وان هناك مسيرة ولاء مضادة، وكل ذلك محاولة لتخويف الناس من النزول إلى المظاهرة.
ما نلحظه من ردود فعل الكتاب ذوي الارتباطات الامنية، ومن موقف بعض «اليسار الوطني» المتحالف مع الأمن، أنهم قلقون من فعالية الجمعة بشكل غير متوقع.
مكمن القلق أنهم خائفون من تحقق وعد العدد (خمسين ألفاً) الذي سيكون له ما بعده من تغيّر في معادلات التقييم لدور الشارع واستمراره.
هم خائفون على شرعية صيغتهم الإصلاحية من التبدد، فمظاهرة الجمعة التي بدأت علامات نجاحها بالظهور، ستكون لحظة فارقة في تعميق مفهوم دور الشارع وأثره وبقائه في الأجواء التبادلية.
وبعيدا عن لغة الحسابات والانحيازات والأجندات نقول إن شيطنة مظاهرة جمعة 5/10، ما هي إلا دليل على عدم ثقة المرجعيات بأجندتهم الإصلاحية التي يهللون لها صباح مساء.
الدولة في مأزق وهي تحاول أن تخفيه وفق أسلوب النعامة السخيف، وقد آن الأوان كي تتعرض لفعالية كبيرة ربما يكون لها الأثر في إعادة تقويم اللحظة، وتقديم قراءة مختلفة.
المؤسف أن أدوات النظام كانت تافهة في معالجتها للمظاهرة بطريقة غير مسبوقة، ودعوني أقول إن كثيرا من البسطاء قرروا المشاركة؛ نكاية بكذب الدولة وتسطيحها للأمور.
الهرطقة التي رددها إعلام التدخل السريع لم تكن محكمة البنيان، وقد استفزت هذه الهرطقة العقل قبل العواطف، وزادها سخافة الاستعانة بمشايخ التدخل الفوري.
لقد أطلقوا مسميات على المظاهرة زورا وبهتانا (الزحف المقدس، بدر الكبرى) ولفقوا سيناريوهات تتناقض مع قبول المنطق لها.
كل ذلك لأنهم خائفون من أن يثبّت الشارع أقدامه على ناصية طريق الإصرار على المطالب، التي تناولها الحراك الأردني منذ أكثر من عامين.
الأزمة لا تحل باستنفار ألسنة الشتيمة والكذب والتلفيق، فالوقت ما زال مبكرا على اليأس من الحلول، وأمام جميع الأطراف اليوم مسؤولية التوافق المتوازن والمعقول.
لكن تبقى المسؤولية الأكبر واقعة على مطبخ القرار، فهو وحده من يملك إعادة الحصان إلى مكانه الطبيعي أمام العربة، أما التخابثات فلا داعي للدخول معها في سجال عميق؛ لأن الشارع ما زال ملكا للأحرار.
(السبيل)