بين اختطاف الحراك واختطاف الوطن
عمر العياصرة
جو 24 : الملك يقول إن هناك من يقوم باختطاف الحراك، ومرة أخرى، هذا كلام عام يحتاج إلى تفصيل ودليل وبيان حول من هي الجهات التي «تختطف الحراك».
طبعا الحراك لم يتم اختطافه، على العكس، فلقد تحول شباب الحراك من حالة مطلبية إلى تموضع سياسي سيكون له شأنه ومكانته في قادم السنوات.
هذه الظاهرة الشبابية السياسية التي تتحدث عن الوطن وعن الإصلاح يبدو أنها كسرت إطاراً لم يعجب مرجعيات الدولة كسره أو المساس به.
ثم إنه وبعد أن قدم مطبخ القرار «إصلاحا بدون مسائل جوهرية»، أصبح من المناسب لحماية ذلك التشكيك بالحراك ووضعه موضع التابع والمختطف من الأشباح.
أما إذا كان المقصود «بالخاطف» الحركة الإسلامية، فهذا يتناقض مع كل الدعوات والتصريحات التي اعتبرت الإسلاميين جزءا من النسيج ومكونا سياسيا واجتماعيا وثقافيا معتبرا.
هذا الانطباع البائس عن الحراك يجعلنا نتأكد بأن المجسات لا زالت تشوّه الوقائع، وتقزّم الحجوم الحقيقية لكل مفردات القوى المتواجدة في الشارع.
للأسف الحكومة والأجهزة الأمنية مطمئنة جدا وتمدد قدميها براحة كبيرة، معتقدة أنها قد كسبت جولة المقاطعة، وأنها انتصرت في إبقاء الحال على ما هو عليه.
هنا أنا أوجه لها (لأركان الدولة) دعوة استدراك تراجع من خلالها موقفها، نحن في أزمة، لا في محفل انتصار موهوم، والاعتقاد بأن الحراك قد انتهى سيكون رهانا اعتقادياً خاطئا ستثبته الأيام.
من الخطأ أن نشوه حقيقة حراك وطني كبير يقوده شباب من كل الجذور والسيقان لا يعنيهم إلا الوطن، وها هم يسطرون إعادة تدشين لنخب وطنية كادت تسقط في أعماق النسيان.
أما قصة الاختطاف، فلها أماكن أخرى يمكن أن تترعرع فيها بعيدا عن الحراك ومحاولات تفريغه من مضامينه السياسية التي يتواصل نضوجها يوما بعد يوم.
الاختطاف الأجدر بالتحذير منه هو ذلك الذي «شلّح» خزينة الدولة أثوابها وتركها عارية تتسول على أبواب المنح والمساعدات وبيع المواقف.
الاختطاف الأكبر كان يوم نزلت علينا «حراكات نيوليبرالية» من السماء بالبرشوت وبتغطية ودعم كبير لتذهب بنا إلى وضعنا المتعثر الحالي.
لا أظن أن الحراكيين يمكن لأحد أن يختطفهم، لكنهم مصممون على تخليص الوطن من خاطفيه، وهنا يكمن الفرق بين خطف مسيس موهوم وبين خطف حقيقي مقلق.
(السبيل)
طبعا الحراك لم يتم اختطافه، على العكس، فلقد تحول شباب الحراك من حالة مطلبية إلى تموضع سياسي سيكون له شأنه ومكانته في قادم السنوات.
هذه الظاهرة الشبابية السياسية التي تتحدث عن الوطن وعن الإصلاح يبدو أنها كسرت إطاراً لم يعجب مرجعيات الدولة كسره أو المساس به.
ثم إنه وبعد أن قدم مطبخ القرار «إصلاحا بدون مسائل جوهرية»، أصبح من المناسب لحماية ذلك التشكيك بالحراك ووضعه موضع التابع والمختطف من الأشباح.
أما إذا كان المقصود «بالخاطف» الحركة الإسلامية، فهذا يتناقض مع كل الدعوات والتصريحات التي اعتبرت الإسلاميين جزءا من النسيج ومكونا سياسيا واجتماعيا وثقافيا معتبرا.
هذا الانطباع البائس عن الحراك يجعلنا نتأكد بأن المجسات لا زالت تشوّه الوقائع، وتقزّم الحجوم الحقيقية لكل مفردات القوى المتواجدة في الشارع.
للأسف الحكومة والأجهزة الأمنية مطمئنة جدا وتمدد قدميها براحة كبيرة، معتقدة أنها قد كسبت جولة المقاطعة، وأنها انتصرت في إبقاء الحال على ما هو عليه.
هنا أنا أوجه لها (لأركان الدولة) دعوة استدراك تراجع من خلالها موقفها، نحن في أزمة، لا في محفل انتصار موهوم، والاعتقاد بأن الحراك قد انتهى سيكون رهانا اعتقادياً خاطئا ستثبته الأيام.
من الخطأ أن نشوه حقيقة حراك وطني كبير يقوده شباب من كل الجذور والسيقان لا يعنيهم إلا الوطن، وها هم يسطرون إعادة تدشين لنخب وطنية كادت تسقط في أعماق النسيان.
أما قصة الاختطاف، فلها أماكن أخرى يمكن أن تترعرع فيها بعيدا عن الحراك ومحاولات تفريغه من مضامينه السياسية التي يتواصل نضوجها يوما بعد يوم.
الاختطاف الأجدر بالتحذير منه هو ذلك الذي «شلّح» خزينة الدولة أثوابها وتركها عارية تتسول على أبواب المنح والمساعدات وبيع المواقف.
الاختطاف الأكبر كان يوم نزلت علينا «حراكات نيوليبرالية» من السماء بالبرشوت وبتغطية ودعم كبير لتذهب بنا إلى وضعنا المتعثر الحالي.
لا أظن أن الحراكيين يمكن لأحد أن يختطفهم، لكنهم مصممون على تخليص الوطن من خاطفيه، وهنا يكمن الفرق بين خطف مسيس موهوم وبين خطف حقيقي مقلق.
(السبيل)