إحنا والدرك والجيش.. تجمعنا لقمة العيش
علي الحراسيس
جو 24 : أجمل ما يقال في التظاهرات التي تجري هذه الأيام ما يردده المتظاهرون في مواكبهم إحنا والدرك والجيش ،تجمعنا لقمة العيش ... في إشارة إلى شعور المواطن أولا بقرب رجل الأمن إلى قلبه باعتباره أخا وقريبا وابن وطن ينتمي لطبقة فقيرة تواجه ما يواجهه ابن الشارع من ضغوطات اقتصادية واجتماعية ، وأن وجوده في الشارع منذ 22 شهرا موازيا لوجود الحراك الشعبي ، لكن باختلاف أن الحراك يغادر منزله ،فيما يتأهب الدركي في وحدته إلى مهمة أخرى ،فهو على أهبّة الاستعداد لمواجهة جديدة قد تقع ،وان ما ينفذه من دور أمني بات يشكل عليه عبئا نفسيا واجتماعيا بمواجهة " أصحاب الحق " المنادين بالحرية ومحاربة الفساد ، وشكلت له إرهاق جسدي لم يبلغه رجل امن في أي دولة من دول الربيع ، فلا رجل الأمن راغب بالمصادمة مع شقيقه الذي خرج بسبب المعاناة ،ولا المتظاهرون راغبون بالمصادمة ،ولكن جلّ ما يجري هو محاولات يائسة "مفلسة " من بعض الأجهزة بإفتعال مصادمات وخروج على المألوف من قبل عصابات بلطجة تقودها هذه الأجهزة تنفذ مخططات وتسلك مسالك التخريب ومواجهة المتظاهرين بالنيابة عن تلك الأجهزة بإدعاءات أنها موالاة بغية الاعتداء على المسيرات ، بحيث تمنح الأجهزة فرصة التدخل لفضها كما جرى في أكثر من موقع .
عصابات البلطجة التي اثارت استياء الناس من نهجها وسلوكها لم تفلح ولن تفلح في كبح جماح الشعب في تحقيق أحلامه ووقف مطالباته بالإصلاح والتغيير ، فلم تسجل تلك العصابات في مصر او تونس او ليبيا أو سوريا الآن ما قد يسجل انتصارا لها في وقف تلك التظاهرات ، وبالعكس فقد زادت من نقمة الناس على الأنظمة وشوهت صورة تلك الأجهزة التي تستعين بأصحاب سوابق ومختلين ومنبوذين اجتماعيا وأخلاقيا للقيام بأعمال مخلة بالأمن ومتناقضة مع ابسط قواعد أخلاق التعامل مع المواطنين .فهل فقدت تلك الأجهزة رصيدها واحترامها لتتواصل وتعزز تحالفها مع تلك العصابات بدل تحالفات مع وجهاء وشيوخ ومثقفين ! والأخطر من كل هذا ، أن النظام يمارس لعبة خطيرة ،حين يضع أبناء القبيلة الواحدة والعشيرة الواحدة في مواجهة مع بعضهم البعض بسبب تلك العصابات ،متجاهلا دوره في توطيد تلك العلاقات وتمتينها بما يعود على النظام والأمن بالفائدة ،ففقدت أجهزتنا الأمنية كل أدوات العمل الأمني والشرطي الرفيع واتبعت منهج البلطجة والترهيب ونالت من سمعتها ما نالته أجهزة أمن أخرى .
المؤكد أن قوات الدرك والأمن العام لايملكون الكلمة ولا الموقف ولا القدرة على كبح جماح تلك العصابات ، وبالعكس فقد تمادى وعلى مرأى من الناس أولئك النفر على كبار ضباط الشرطة والدرك ، ويقومون بتسييرهم كيفما شاءوا ،سواء باعتقال أو إطلاق سراح موقوفين ،وهذا ما يدلل على تراجع قوة تلك الأجهزة بعد أن باتت ضحية عصابة أدخلتها ومنحتها السلطة والنفوذ ، بالرغم من أن أي جريمة أو جنحة قد يرتكبها أي من أولئك البلطجية ، فأن أجهزة الأمن ستعلن براءتها منهم ولن تعترف بدورها في تجنيدهم ،وسيقفون بمواجهة مع الناس ..
نحن والدرك والجيش.. لسنا على نقيض طائفيّ ولا عرقيّ ولا طبقيّ ،واذكر أن بعض الحراكيين وأمام الديوان الملكي قد لحقوا بأحد صفوف بعض قوات الدرك وهم يؤدون صلاة المغرب ، فلا فرق بين دركي يعيش ما يعيشه المواطن من ضنك العيش والمعاناة اليومية والإرهاق والسعي لتأمين لقمة خبزه ،و نهما يتشاركان في مواقف السخط والاستياء من ممارسات النظام وتحالفه مع الطبقة الفاسدة التي باعت ثروات الوطن ونهبت خيراته وأوصلته إلى تلك الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها .
نحن والدرك والجيش .. لا عداوة ولا مواقف سابقة ، واجزم أن ما تلقاه غالبية أبناء الدرك وليس جلهم مؤخرا من اعتداءات وما لحقهم من إصابات لم تكن على يد المتظاهرين الذين خرجوا مطالبين بالعودة عن قرار رفع الأسعار ،ولا الهجوم على المؤسسات والاعتداء عليها ، بل هي عصابات البلطجة والزعران الذين " تفلتهم " الأجهزة على الناس في كل تظاهرة تجري ، فيبدؤون بمضايقة رجال الدرك والاعتداء عليهم ، كي يتم توظيفها لصالح النظام في مواجهته لمطالب الناس ..وفي كلا الحالتين الوطن هو الخاسر .
ومن هنا ندرك نحن كحراكيين ، أن الدرك بات هو الأخر ضحية من ضحايا النظام ،صحيح انه لايكلّ ولا يملّ ، بل وينفذ دوره المطلوب التزاما بما اقسم عليه، فهو محط احترامنا وتقديرنا كان وسيبقى ، لكنه لايدرك حقيقة ما يجري على الأرض ، فكل ملاحظاتنا ومواقفنا ومشاهداتنا تدلل على ما يجري ، وبكل تأكيد أدركها البعض من قيادة الدرك خلال الشهور الطويلة من عمر الحراك وما عاشته من مواجهات وتدخلات وسلوكات أولئك القطعان ، ولكن لاحول لهم ولا قوة في مواجهتها والوقوف في وجهها ، وعلى رجال الدرك أن يعوّا تلك اللعبة ،ويقاوموا كل أشكال الموالاة الضارة بهم وبنظامهم ، فقد ألحقت تلك القطعان بالنظام سمعة ضارة ، والحقوا بجهاز الأمن فضائح وتجاوزات لا تعداد لها ... وستبقى معاناة توفير لقمة العيش هي ما تجمعنا بهم ...
عصابات البلطجة التي اثارت استياء الناس من نهجها وسلوكها لم تفلح ولن تفلح في كبح جماح الشعب في تحقيق أحلامه ووقف مطالباته بالإصلاح والتغيير ، فلم تسجل تلك العصابات في مصر او تونس او ليبيا أو سوريا الآن ما قد يسجل انتصارا لها في وقف تلك التظاهرات ، وبالعكس فقد زادت من نقمة الناس على الأنظمة وشوهت صورة تلك الأجهزة التي تستعين بأصحاب سوابق ومختلين ومنبوذين اجتماعيا وأخلاقيا للقيام بأعمال مخلة بالأمن ومتناقضة مع ابسط قواعد أخلاق التعامل مع المواطنين .فهل فقدت تلك الأجهزة رصيدها واحترامها لتتواصل وتعزز تحالفها مع تلك العصابات بدل تحالفات مع وجهاء وشيوخ ومثقفين ! والأخطر من كل هذا ، أن النظام يمارس لعبة خطيرة ،حين يضع أبناء القبيلة الواحدة والعشيرة الواحدة في مواجهة مع بعضهم البعض بسبب تلك العصابات ،متجاهلا دوره في توطيد تلك العلاقات وتمتينها بما يعود على النظام والأمن بالفائدة ،ففقدت أجهزتنا الأمنية كل أدوات العمل الأمني والشرطي الرفيع واتبعت منهج البلطجة والترهيب ونالت من سمعتها ما نالته أجهزة أمن أخرى .
المؤكد أن قوات الدرك والأمن العام لايملكون الكلمة ولا الموقف ولا القدرة على كبح جماح تلك العصابات ، وبالعكس فقد تمادى وعلى مرأى من الناس أولئك النفر على كبار ضباط الشرطة والدرك ، ويقومون بتسييرهم كيفما شاءوا ،سواء باعتقال أو إطلاق سراح موقوفين ،وهذا ما يدلل على تراجع قوة تلك الأجهزة بعد أن باتت ضحية عصابة أدخلتها ومنحتها السلطة والنفوذ ، بالرغم من أن أي جريمة أو جنحة قد يرتكبها أي من أولئك البلطجية ، فأن أجهزة الأمن ستعلن براءتها منهم ولن تعترف بدورها في تجنيدهم ،وسيقفون بمواجهة مع الناس ..
نحن والدرك والجيش.. لسنا على نقيض طائفيّ ولا عرقيّ ولا طبقيّ ،واذكر أن بعض الحراكيين وأمام الديوان الملكي قد لحقوا بأحد صفوف بعض قوات الدرك وهم يؤدون صلاة المغرب ، فلا فرق بين دركي يعيش ما يعيشه المواطن من ضنك العيش والمعاناة اليومية والإرهاق والسعي لتأمين لقمة خبزه ،و نهما يتشاركان في مواقف السخط والاستياء من ممارسات النظام وتحالفه مع الطبقة الفاسدة التي باعت ثروات الوطن ونهبت خيراته وأوصلته إلى تلك الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها .
نحن والدرك والجيش .. لا عداوة ولا مواقف سابقة ، واجزم أن ما تلقاه غالبية أبناء الدرك وليس جلهم مؤخرا من اعتداءات وما لحقهم من إصابات لم تكن على يد المتظاهرين الذين خرجوا مطالبين بالعودة عن قرار رفع الأسعار ،ولا الهجوم على المؤسسات والاعتداء عليها ، بل هي عصابات البلطجة والزعران الذين " تفلتهم " الأجهزة على الناس في كل تظاهرة تجري ، فيبدؤون بمضايقة رجال الدرك والاعتداء عليهم ، كي يتم توظيفها لصالح النظام في مواجهته لمطالب الناس ..وفي كلا الحالتين الوطن هو الخاسر .
ومن هنا ندرك نحن كحراكيين ، أن الدرك بات هو الأخر ضحية من ضحايا النظام ،صحيح انه لايكلّ ولا يملّ ، بل وينفذ دوره المطلوب التزاما بما اقسم عليه، فهو محط احترامنا وتقديرنا كان وسيبقى ، لكنه لايدرك حقيقة ما يجري على الأرض ، فكل ملاحظاتنا ومواقفنا ومشاهداتنا تدلل على ما يجري ، وبكل تأكيد أدركها البعض من قيادة الدرك خلال الشهور الطويلة من عمر الحراك وما عاشته من مواجهات وتدخلات وسلوكات أولئك القطعان ، ولكن لاحول لهم ولا قوة في مواجهتها والوقوف في وجهها ، وعلى رجال الدرك أن يعوّا تلك اللعبة ،ويقاوموا كل أشكال الموالاة الضارة بهم وبنظامهم ، فقد ألحقت تلك القطعان بالنظام سمعة ضارة ، والحقوا بجهاز الأمن فضائح وتجاوزات لا تعداد لها ... وستبقى معاناة توفير لقمة العيش هي ما تجمعنا بهم ...