التلفزيون الأردني... عيب جدا
عمر العياصرة
جو 24 : عيب أن يستدرج التلفزيون الأردني الرأي العام نحو علاقة مفخخة بين الشارع المحتج (وهم بالمناسبة أردنيون) وبين رجال الأمن الذين هم من إخوانهم وأبناء عمومتهم.
المحتجون في المحصلة يريدون إنصاف الطبقتين الفقيرة والوسطى، وهؤلاء العاملون في سلك الدرك والأمن والجيش هم أول المستفيدين من وقف القرارات الجائرة التي تبنتها النخبة السياسية الفاسدة في بلدنا.
عيب على التلفزيون الأردني الرسمي المخابراتي هذه البهلوانيات التي تظهر أن هناك معركة بين الحراكات ورجال الأمن غاضة الطرف عن المهنية والموضوعية والأخلاق حتى.
يا معدي البرامج في التلفزيون الأردني، كلنا يعلم أنكم ما توليتم وظائفكم إلا بعد مرور حنون على الدائرة المخابراتية لتكونوا أمناء على روايتها العقيمة والناقصة والمفضوحة.
من قال لكم إن المواجهة في الشارع هي بين المتظاهر ورجل الأمن، ألا تدركون -رغم أميتكم المهنية- أنها مواجهة بين مواطن وقرار سياسي.
صحيح مات دركي نترحم عليه، وجرح من الدرك شباب، لكن الحقيقة أنهم ضحية سياسات رسمية وعفن إعلامي تساهم به مؤسستنا التلفزيونية الأردنية سابقا.
لكن بالمقابل جرح من أبناء الشارع والمواطنين شباب كثر، ومات أحدهم في إربد، وآخرون في السجون وتحت الدواء.
إنها يا عقلاء حالة طبيعية لأي احتجاج شعبي –ألا ترون إسبانيا- لا سيما إذا كان مبرره ضرب الرعاية الاجتماعية في دولة اعتادت شراء الولاءات بالمال لا بالقناعة، ومن ثم واجهت الدولة الاحتجاج بغياب الحكمة والموضوعية.
ولعله من المناسب أن نلفت نظر إدارة التلفزيون الأردني الرسمي أنهم وفق القانون والدستور هم مؤسسة لكل الوطن وهم ملزمون بالتعاطي مع دافع الضريبة (ممولهم) بشيء من الخجل والإنصاف.
أتحداهم أن يزوروا عزاء عشيرة العمري، وأن يلتقوا والد الشاب قيس الذي توفي برصاصة ميم 16 في قلبه، أتحداهم أن يزوروا الطفل تقي الدين الرواشدة الذي وجهت المحكمة أمس تهمة تقويض النظام.
دافعو الضرائب وهم ممولو التلفزيون الأردني، وكذلك المخابرات، يحق لهم أن يروا أداء مختلفا مهنيا يعرض الرأي والرأي الآخر دون إسفاف وتفاهة.
يحق لهم المطالبة بطرد المذيعة التي أطلت علينا يوم الجمعة في برنامج «يسعد صباحك» لتقول إنها سحيجة وتشتم المتظاهرين دون حياء.
أوقفوا التحشيد المنطلق من على منصات الإعلام الرسمي، ولا تدفعوا الناس نحو الخيارات الضيقة، واحترموا رواتبكم التي تجنونها على حساب قوت أبنائنا.
(السبيل)
المحتجون في المحصلة يريدون إنصاف الطبقتين الفقيرة والوسطى، وهؤلاء العاملون في سلك الدرك والأمن والجيش هم أول المستفيدين من وقف القرارات الجائرة التي تبنتها النخبة السياسية الفاسدة في بلدنا.
عيب على التلفزيون الأردني الرسمي المخابراتي هذه البهلوانيات التي تظهر أن هناك معركة بين الحراكات ورجال الأمن غاضة الطرف عن المهنية والموضوعية والأخلاق حتى.
يا معدي البرامج في التلفزيون الأردني، كلنا يعلم أنكم ما توليتم وظائفكم إلا بعد مرور حنون على الدائرة المخابراتية لتكونوا أمناء على روايتها العقيمة والناقصة والمفضوحة.
من قال لكم إن المواجهة في الشارع هي بين المتظاهر ورجل الأمن، ألا تدركون -رغم أميتكم المهنية- أنها مواجهة بين مواطن وقرار سياسي.
صحيح مات دركي نترحم عليه، وجرح من الدرك شباب، لكن الحقيقة أنهم ضحية سياسات رسمية وعفن إعلامي تساهم به مؤسستنا التلفزيونية الأردنية سابقا.
لكن بالمقابل جرح من أبناء الشارع والمواطنين شباب كثر، ومات أحدهم في إربد، وآخرون في السجون وتحت الدواء.
إنها يا عقلاء حالة طبيعية لأي احتجاج شعبي –ألا ترون إسبانيا- لا سيما إذا كان مبرره ضرب الرعاية الاجتماعية في دولة اعتادت شراء الولاءات بالمال لا بالقناعة، ومن ثم واجهت الدولة الاحتجاج بغياب الحكمة والموضوعية.
ولعله من المناسب أن نلفت نظر إدارة التلفزيون الأردني الرسمي أنهم وفق القانون والدستور هم مؤسسة لكل الوطن وهم ملزمون بالتعاطي مع دافع الضريبة (ممولهم) بشيء من الخجل والإنصاف.
أتحداهم أن يزوروا عزاء عشيرة العمري، وأن يلتقوا والد الشاب قيس الذي توفي برصاصة ميم 16 في قلبه، أتحداهم أن يزوروا الطفل تقي الدين الرواشدة الذي وجهت المحكمة أمس تهمة تقويض النظام.
دافعو الضرائب وهم ممولو التلفزيون الأردني، وكذلك المخابرات، يحق لهم أن يروا أداء مختلفا مهنيا يعرض الرأي والرأي الآخر دون إسفاف وتفاهة.
يحق لهم المطالبة بطرد المذيعة التي أطلت علينا يوم الجمعة في برنامج «يسعد صباحك» لتقول إنها سحيجة وتشتم المتظاهرين دون حياء.
أوقفوا التحشيد المنطلق من على منصات الإعلام الرسمي، ولا تدفعوا الناس نحو الخيارات الضيقة، واحترموا رواتبكم التي تجنونها على حساب قوت أبنائنا.
(السبيل)