وماذا بعد هبة تشرين !
علي الحراسيس
جو 24 : قد تبدو بعض الشعارات التي طرحت من قبل المتظاهرين بعد إعلان رفع الأسعار وتجاوزت كل ما يعرف بالسقوف والخطوط الحمراء " معذورة " في ظل احتقان شعبي زادته قرارات رفع الأسعار حرارة ، فكان ما كان من شعارات ، تقبلها البعض واعتبرها مرحلية آنية لن تستمر ، فيما عارضها أغلبية ، وباتت القلة القليلة هي التي تتمسك بتلك الشعارات فارضة أجندتها أو مواقفها على تلك الحراكات ، وبات التراجع لدى البعض عن " شعاراته الحمراء " أمرا معيبا " من وجهة نظره ، قد يضعه في إحراج أمام من ينتظر منه دوما تلك الشعارات ، فأخذت البعض العزة بالاثم واصر على تلك الشعارات التي بات أسيرا لها،بسبب ما يتلقاه من ثناء " دعم " من قبل أناس يتطلعون إلى خراب الوطن ، أو ممن تدغدغ تلك الشعارات عواطفهم فيصفونه بأوصاف الحر والأسد والبطل الذي لايخشى العواقب !
لابد من الوقوف لتقييم تلك الأحداث التي عاشتها البلاد قبل أسبوع ، فلا التخريب وحرق وتدمير مؤسسات رسمية أو أهلية تقدم الخدمات للمواطنين كان مجديا ، ولا إطلاق النار على قوات الأمن والدرك قد أرعب النظام و أوقف القرار ، فكانت تلك خسائرنا التي لم نحسب حسابها ، وكانت تلك محط سخط وإدانة الغالبية العظمى من المواطنين ،بحيث خرجت الأجهزة " منتصرة" في معركة ما كان لها أن تكسبها في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد ويعيشها المواطن ، فتقدم الأمن لدى الناس على "الغاز " وفاضل الناس بين الفوضى والاستقرار ، فكانت الغلبة للاستقرار ، وهكذا فأن ما جرى خلال الخمسة أيام التي أعقبت رفع الأسعار تحولا في المزاج الشعبي تجاه رفض تلك الأعمال ، وبل والدعوة إلى تهدئة الشارع وحفظ الأمن الذي بات منفلتا في بعض المناطق ،ّاذا ، لابد من عودة البرنامج السياسي الملتزم بالمطالبة بالإصلاح وملاحقة كل من نهب خيرات الوطن واستثمر وظيفته سعيا وراء تحقيق المصالح الشخصية على حساب وطنه ،ولا بد من استمرار الضغط الشعبي الملتزم بسلمية الحراك وتطويق المطالب بقيم أخلاقية رفيعة بعيدة عن كل التجاوزات والشعارات والتطرف الذي جرى والتي لايطرحها عاقل أو سياسي يعمل وفق برنامج سياسي "مهذب " حريص على أمن واستقرار الوطن .
علينا تقييم المرحلة ، وتقييم مسيرة الحراك طوال ال 22 شهرا الماضية ، بحيث نستمر كحراكيين بالمحافظة على ثوابتنا الوطنية والمتعلقة أولا بالحرص على أمن واستقرار الوطن وسلامة شعبه وخاصة في ظل متغيرات سياسية وأمنية صعبة يواجهها الأردن التي جعلته في مرمى الحسابات الدولية وما يواجهه من ضغوطات التورط في حرب إقليمية ، وهو الأمر الذي يرفض الأردن السير به دون توافق عربي ودولي ، وهو كذلك الذي جعل الأردن يواجه ضغوطات دولية و " خليجية " حالت دون مده بالمساعدات والمعونات التي كانت تصل إليه باستمرار ،وكان قطع الغاز أول سلاح استخدم ضد البلاد ، ناهيك عن تجاوزات وخروقات استغلها البعض سواء أكانوا ساسة أو معادين للدولة الأردنية أو حتى من أصحاب السوابق والجنح الخارجين عن القانون لاستغلال الحالة والدفع باتجاه التأزيم لتحقيق الأجندة التي يعمل كل منهم على تحقيقها !
الحراك الوطني والشعبي هو حراك سياسي بالدرجة الأولى ، وعليه الالتزام بهذا الخط ،وان يعي نشطاء الحراك ما يدور حولهم من تطورات خارجية كانت أو داخلية ، وان يعوا اللعبة المراد تحقيقها على حساب الوطن ، فلا فائدة ترجى من إصلاح في ظل فوضى وفتن تواجه البلاد ،وفي ظل مخططات يسعى البعض لتحقيقها مستغلا هذه الفوضى إن حصلت لا سمح الله ،وعلينا الاستمرار بحراكنا المطلبي السلمي المطالب بالإصلاحات ، فمن حقنا أن نرفض القانون الانتخابي ، ومن حقنا أن نقاطع الانتخابات ، ومن حقنا أن نستمر بالدعوة لإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ، ومن حقنا المطالبة بإعادة المنهوب من ثروات الوطن وأمواله بكل ما يتاح من طريقة ووسيلة سواْ أكان بالإضرابات أو الاعتصامات أو الفعاليات الجماهيرية ،ضمن منهج حضاري راق بعيدا كل البعد عما يدور الآن ، فسقف الشعارات مهما بلغ في مداه وارتفاعه فلن يوازي فعالية كبيرة تطالب بتلك الإصلاحات ،ولن يوازي مقاله تفضح بعض من فسدوا ونهبوا وتأمروا على الوطن ، ولن يوازي شعارات تطالب بإصلاحات دستورية تمكن الشعب من المشاركة في الحكم..
قد تدغدغ الشعارات والسقوف العالية بعض المراهقين والمنادين بخراب الوطن والمتربصين بأمنه واستقراره، لكنها لن تصنع إصلاحا،ولن تصلح نظاما نخر الفساد عظام مؤسساته ، بل يحتاج لمنهج وإستراتيجية سياسية قد تحتاج لوقت نقد يعتقد البعض أنه قريب .
علينا التنبه لا أكثر ، ولو كانت المنطقة برمتها آمنه مستقرة وما شهدت ربيعا عربيا وما أفرزته من مخططات ومحاور لم يعلن عنها لاستهداف دول أخرى كالأردن ، لكانت الحراكات الشعبية قد تعاطت بشكل أخر ، ولكننا ندرك ما يخطط للوطن ، وقالها وزير صهيوني ذات مساء من أن الأردن يتجه لفوضى ستبلغ أضعاف ما بلغته سوريا ، فيما يعلم الجميع أن دولا خليجية بعينها تدير لعبة محاور وتضغط على الأردن للالتحاق بتلك المحاور الجديدة التي تتشكل في المنطقة والتي لا تتوافق ومصالح البلاد ، فلا تستغربوا أن يخترق أمننا واستقرارنا دولارات تلك الدول لتتحول إلى تفجيرات واغتيالات ومؤامرات يتبعها فوضى وفتن وحروب لا قبل للبلاد في الحد منها أو مواجهتها دون خسائر عظيمة لاسمح الله ،وفي النهاية يمكن القول أننا لن نوقف الحراك المطالب يالاصلاحات حتى نبلغ هدفنا ،ولكننا لن ندمر سقف البيت فوق رؤوسنا من أجل ترميم بعض ما أصابه !
لابد من الوقوف لتقييم تلك الأحداث التي عاشتها البلاد قبل أسبوع ، فلا التخريب وحرق وتدمير مؤسسات رسمية أو أهلية تقدم الخدمات للمواطنين كان مجديا ، ولا إطلاق النار على قوات الأمن والدرك قد أرعب النظام و أوقف القرار ، فكانت تلك خسائرنا التي لم نحسب حسابها ، وكانت تلك محط سخط وإدانة الغالبية العظمى من المواطنين ،بحيث خرجت الأجهزة " منتصرة" في معركة ما كان لها أن تكسبها في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد ويعيشها المواطن ، فتقدم الأمن لدى الناس على "الغاز " وفاضل الناس بين الفوضى والاستقرار ، فكانت الغلبة للاستقرار ، وهكذا فأن ما جرى خلال الخمسة أيام التي أعقبت رفع الأسعار تحولا في المزاج الشعبي تجاه رفض تلك الأعمال ، وبل والدعوة إلى تهدئة الشارع وحفظ الأمن الذي بات منفلتا في بعض المناطق ،ّاذا ، لابد من عودة البرنامج السياسي الملتزم بالمطالبة بالإصلاح وملاحقة كل من نهب خيرات الوطن واستثمر وظيفته سعيا وراء تحقيق المصالح الشخصية على حساب وطنه ،ولا بد من استمرار الضغط الشعبي الملتزم بسلمية الحراك وتطويق المطالب بقيم أخلاقية رفيعة بعيدة عن كل التجاوزات والشعارات والتطرف الذي جرى والتي لايطرحها عاقل أو سياسي يعمل وفق برنامج سياسي "مهذب " حريص على أمن واستقرار الوطن .
علينا تقييم المرحلة ، وتقييم مسيرة الحراك طوال ال 22 شهرا الماضية ، بحيث نستمر كحراكيين بالمحافظة على ثوابتنا الوطنية والمتعلقة أولا بالحرص على أمن واستقرار الوطن وسلامة شعبه وخاصة في ظل متغيرات سياسية وأمنية صعبة يواجهها الأردن التي جعلته في مرمى الحسابات الدولية وما يواجهه من ضغوطات التورط في حرب إقليمية ، وهو الأمر الذي يرفض الأردن السير به دون توافق عربي ودولي ، وهو كذلك الذي جعل الأردن يواجه ضغوطات دولية و " خليجية " حالت دون مده بالمساعدات والمعونات التي كانت تصل إليه باستمرار ،وكان قطع الغاز أول سلاح استخدم ضد البلاد ، ناهيك عن تجاوزات وخروقات استغلها البعض سواء أكانوا ساسة أو معادين للدولة الأردنية أو حتى من أصحاب السوابق والجنح الخارجين عن القانون لاستغلال الحالة والدفع باتجاه التأزيم لتحقيق الأجندة التي يعمل كل منهم على تحقيقها !
الحراك الوطني والشعبي هو حراك سياسي بالدرجة الأولى ، وعليه الالتزام بهذا الخط ،وان يعي نشطاء الحراك ما يدور حولهم من تطورات خارجية كانت أو داخلية ، وان يعوا اللعبة المراد تحقيقها على حساب الوطن ، فلا فائدة ترجى من إصلاح في ظل فوضى وفتن تواجه البلاد ،وفي ظل مخططات يسعى البعض لتحقيقها مستغلا هذه الفوضى إن حصلت لا سمح الله ،وعلينا الاستمرار بحراكنا المطلبي السلمي المطالب بالإصلاحات ، فمن حقنا أن نرفض القانون الانتخابي ، ومن حقنا أن نقاطع الانتخابات ، ومن حقنا أن نستمر بالدعوة لإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ، ومن حقنا المطالبة بإعادة المنهوب من ثروات الوطن وأمواله بكل ما يتاح من طريقة ووسيلة سواْ أكان بالإضرابات أو الاعتصامات أو الفعاليات الجماهيرية ،ضمن منهج حضاري راق بعيدا كل البعد عما يدور الآن ، فسقف الشعارات مهما بلغ في مداه وارتفاعه فلن يوازي فعالية كبيرة تطالب بتلك الإصلاحات ،ولن يوازي مقاله تفضح بعض من فسدوا ونهبوا وتأمروا على الوطن ، ولن يوازي شعارات تطالب بإصلاحات دستورية تمكن الشعب من المشاركة في الحكم..
قد تدغدغ الشعارات والسقوف العالية بعض المراهقين والمنادين بخراب الوطن والمتربصين بأمنه واستقراره، لكنها لن تصنع إصلاحا،ولن تصلح نظاما نخر الفساد عظام مؤسساته ، بل يحتاج لمنهج وإستراتيجية سياسية قد تحتاج لوقت نقد يعتقد البعض أنه قريب .
علينا التنبه لا أكثر ، ولو كانت المنطقة برمتها آمنه مستقرة وما شهدت ربيعا عربيا وما أفرزته من مخططات ومحاور لم يعلن عنها لاستهداف دول أخرى كالأردن ، لكانت الحراكات الشعبية قد تعاطت بشكل أخر ، ولكننا ندرك ما يخطط للوطن ، وقالها وزير صهيوني ذات مساء من أن الأردن يتجه لفوضى ستبلغ أضعاف ما بلغته سوريا ، فيما يعلم الجميع أن دولا خليجية بعينها تدير لعبة محاور وتضغط على الأردن للالتحاق بتلك المحاور الجديدة التي تتشكل في المنطقة والتي لا تتوافق ومصالح البلاد ، فلا تستغربوا أن يخترق أمننا واستقرارنا دولارات تلك الدول لتتحول إلى تفجيرات واغتيالات ومؤامرات يتبعها فوضى وفتن وحروب لا قبل للبلاد في الحد منها أو مواجهتها دون خسائر عظيمة لاسمح الله ،وفي النهاية يمكن القول أننا لن نوقف الحراك المطالب يالاصلاحات حتى نبلغ هدفنا ،ولكننا لن ندمر سقف البيت فوق رؤوسنا من أجل ترميم بعض ما أصابه !