مجرد تهويش
عمر العياصرة
جو 24 :
هناك مبالغة داخلية وخارجية في التعاطي مع الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي.
مبررات المبالغة مفهومة، فبعضها القليل موضوعي ومتعلق بطبيعة الإعلان، وأكثرها مكاسرة ونكاية أيدلوجية تقودها قوى لا زالت مصرة على عدم الاعتراف بمكون الإسلام السياسي.
مرسي لا يسعى ليكون دكتاتورا أو فرعونا كما يزعم البعض، فالدستور على النار ونضوجه اقترب، والخلاف حوله لا يخرج عن موضوعات شكلية لا تمس توزيع السلطات.
طبعا مع مساء الأمس انحصرت موجة الاحتجاجات وباتت أقل حضورا، لا سيما أنها اعتمدت على البهرجة والدعاية أكثر من استنادها لإرادة غالبية شعبية.
كلنا يذكر أن المجلس العسكري المصري سبق له أن أصدر إعلانا دستوريا استحوذ من خلاله على كل السلطات رغم أنه جهة غير منتخبة.
لكننا في حينها لم نرى تلك المبالغات الداخلية والخارجية على سطح الحدث، ولعل في ذلك السلوك ما يثبت الانتهازية وطغيانها على سطح الحدث.
أكثر من عاصمة عربية فرحت بالمأزق المصري، وكذلك «إسرائيل»، على اعتبار أنهم معنيون بفشل الربيع الديمقراطي المصري وبسقوط تجربة الإسلام السياسي.
مرسي لم يعد مترددا، وبات أكثر وعيا للمؤامرات التي تحاك من حوله، ولعله في قراره الأخير كان قد سحب البساط من تحت قضاء فاسد كان يعد العدة للإطاحة بالرئاسة.
الرجل مارس سياسة «أقل الضررين»، فلو انتظر ما يحيكه النظام العميق البائد من أفعال لكانت الأزمة أكبر والمأزق أشد ضراوة.
لسنا شديدي الرؤية للمشهد المصري، ونحن منحازون في بعض مواقفنا للثورة المصرية، وللرئيس محمد مرسي على اعتباره الأول في أذهاننا انتخابا من بين عصور طويت.
لكن ما ندركه ولاحظناه وراقبناه من رغبة البعض في فشل تجربة «ربيع مصر»، جعلنا أشد رغبة بمتابعة الربيع المصري، متمنين له التوفيق والقيام من العثرات.
المطلوب من مرسي ومن مستشاريه المراقبة عن كثب واتخاذ المواقف بحيطة وحذر وحنكة وحسابات دقيقة، فهم ليسوا مجرد حكام في مصر إنما هم تدشين لربيع عربي نخشى انتكاسته.
في هذه الأزمة المصرية، أدركت حجم الصعوبات التي تعوق ذهابنا نحو التغير والتنمية والتحضر، لكنني في المقابل على ثقة بحتمية الذهاب للامام.
(السبيل)
هناك مبالغة داخلية وخارجية في التعاطي مع الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي.
مبررات المبالغة مفهومة، فبعضها القليل موضوعي ومتعلق بطبيعة الإعلان، وأكثرها مكاسرة ونكاية أيدلوجية تقودها قوى لا زالت مصرة على عدم الاعتراف بمكون الإسلام السياسي.
مرسي لا يسعى ليكون دكتاتورا أو فرعونا كما يزعم البعض، فالدستور على النار ونضوجه اقترب، والخلاف حوله لا يخرج عن موضوعات شكلية لا تمس توزيع السلطات.
طبعا مع مساء الأمس انحصرت موجة الاحتجاجات وباتت أقل حضورا، لا سيما أنها اعتمدت على البهرجة والدعاية أكثر من استنادها لإرادة غالبية شعبية.
كلنا يذكر أن المجلس العسكري المصري سبق له أن أصدر إعلانا دستوريا استحوذ من خلاله على كل السلطات رغم أنه جهة غير منتخبة.
لكننا في حينها لم نرى تلك المبالغات الداخلية والخارجية على سطح الحدث، ولعل في ذلك السلوك ما يثبت الانتهازية وطغيانها على سطح الحدث.
أكثر من عاصمة عربية فرحت بالمأزق المصري، وكذلك «إسرائيل»، على اعتبار أنهم معنيون بفشل الربيع الديمقراطي المصري وبسقوط تجربة الإسلام السياسي.
مرسي لم يعد مترددا، وبات أكثر وعيا للمؤامرات التي تحاك من حوله، ولعله في قراره الأخير كان قد سحب البساط من تحت قضاء فاسد كان يعد العدة للإطاحة بالرئاسة.
الرجل مارس سياسة «أقل الضررين»، فلو انتظر ما يحيكه النظام العميق البائد من أفعال لكانت الأزمة أكبر والمأزق أشد ضراوة.
لسنا شديدي الرؤية للمشهد المصري، ونحن منحازون في بعض مواقفنا للثورة المصرية، وللرئيس محمد مرسي على اعتباره الأول في أذهاننا انتخابا من بين عصور طويت.
لكن ما ندركه ولاحظناه وراقبناه من رغبة البعض في فشل تجربة «ربيع مصر»، جعلنا أشد رغبة بمتابعة الربيع المصري، متمنين له التوفيق والقيام من العثرات.
المطلوب من مرسي ومن مستشاريه المراقبة عن كثب واتخاذ المواقف بحيطة وحذر وحنكة وحسابات دقيقة، فهم ليسوا مجرد حكام في مصر إنما هم تدشين لربيع عربي نخشى انتكاسته.
في هذه الأزمة المصرية، أدركت حجم الصعوبات التي تعوق ذهابنا نحو التغير والتنمية والتحضر، لكنني في المقابل على ثقة بحتمية الذهاب للامام.
(السبيل)