2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

كبسة الولاء وقانون الانتخاب

عمر العياصرة
جو 24 : الدولة عازمة وبقوة على تمرير قانون الانتخاب بصيغته التي تقدّمت بها حكومة عون الخصاونة إلى مجلس النواب.
وقد بدأت إشارات ذلك من خلال "حملة الولاء" التي انطلقت أمس الأول في كل من محافظتي الطفيلة والزرقاء، ناهيك عن زيارة الملك إلى البادية الشمالية.
هذه الطريقة تذكّرنا بأجواء انتخابات عام 1997 التي قررت فيها الحركة الإسلامية والقوى الوطنية مقاطعتها اعتراضا على قانون الصوت الواحد.
يومها تم تحشيد المحافظات وقام الراحل الملك الحسين بزيارتها، وشُتم المقاطعون على مسمعه، وحاولت الدولة إظهار قوى المقاطعة على أنّها معزولة وأنّ المجتمع برمّته يريد القانون المتخلّف ويرضى به.
على ما يبدو أنّ أدوات النظام لا زالت تستخدم ذات الأساليب القديمة متناسية الفارق الموضوعي بين مناخات اليوم الربيعية ومناخات عام 1997.
دعونا نتحدث بصراحة، القانون لا يتناسب مع المرحلة وهو قانون متخلّف بكل المعايير، ويكفي أدوات النظام أن تتابع ردود الفعل من خارج الحركة الإسلامية ومن خارج مجتمع "كبسة الزر" لتقنع أنّه سيلقى هذه المرة مقاطعة غير مسبوقة.
ثنائية الولاء والمعارضة التي يحاولون وضعنا فيها ليست بالممارسة الصحية، فرفض القانون بوضعه الحالي هو أعلى تجليات الولاء للوطن، أمّا التصفيق الحار على كل القرارات دون وعي فتلك ممارسة لا علاقة للولاء فيها.
أدوات النظام يحتكمون إلى الشارع من خلال قصة مسيرات الولاء التي يحاولون إظهارها في الإعلام الرسمي على أنّها جارفة العدد مع أنّ هذا ليس بصحيح، خاصة إذا عرفنا كيف يخرج هؤلاء.
نقول لهؤلاء إذا كنتم متأكدين من وقوف الأغلبية مع روايتكم التي تزعمون، وتستطيعون ملء الشوارع بهم، فلماذا تخافون من قانون انتخاب أكثر عدالة وأدق تمثيلا.
لماذا هذا التصعيد والتحشيد والهتافات الشاتمة للإصلاحيين، دعونا نحتكم لاستفتاء، نحسم من خلاله أوزان إرادة الناس وماذا يريدون.
أجواء اليوم مختلفة، ووضع المحافظات في مواجهة عمان لن يكون مناسبا كما كان في أوقات سابقة، والسبب أنّ النظام مكشوف بملفات الفساد، ولن تقف معه الجماهير إلاّ إذا أصلح واستقام وقوّم الدفة بوضوح.
السبيل
تابعو الأردن 24 على google news