الانتخابات.. مزاج في الثلاجة
عمر العياصرة
جو 24 : هل يمكن في فترة «الخمسين يوم» المتبقية على الانتخابات البرلمانية إجراء تعديل جوهري على المزاج العام البارد والذي تشوبه حالة من اليأس غير مسبوقة؟
الناس محبطة من كل شيء، فالغلاء يحاصرها من كل جانب، وهناك أيضا من يقول لها أبشري بالمزيد، لأن رفع أسعار الكهرباء هي الآن على طاولة عبدالله النسور وهو العنيد.
الطبقة الوسطى تتهشم، ومن يزعم غير ذلك فهو مريض بعصاب الإنكار المقيت، نعم هذه الطبقة التي تعتبر عماد الأمن الاجتماعي ستصبح عما قريب مصدر قلق لا يعلمه إلا الله.
أنا أرى أن الدولة قد يسهل عليها احتواء أو عزل القوى السياسية والحراكات لفترة من الزمن، فهذه قوى عقلانية تلعب سياسة، وتختار الميدان بوعي وسلام.
لكن «أم المشاكل» التي ستواجهها الدولة ستكون مع كرة الثلج الشعبية المتراكمة بفعل ظروف الفقر والغلاء وما ينتج عنها من سخط وغضب وتمرد.
الدولة اليوم تتخلى عن مواطنيها بطريقة سافرة ودون المرور بمرحلة انتقالية، تتركنا الدولة وقد ورطتنا بنمط استهلاكي محكم، رمتنا بالبحر ونحن لا نتقن السباحة.
هل سيذهب الناس إلى الصناديق، هل سيشعرون من خلال انتخابهم لمجلس نيابي جديد أنهم يجدون الحل لمشكلاتهم، والإجابات لمعضلاتهم الراسخة في الوعي واللاوعي.
المزاج العام متراخ، لا بل هو متجمد في ثلاجة محكمة الإغلاق، والرهان على تذويبه من خلال فزعات عائلاتية وعشائرية هو مغامرة ومقامرة بموقف الناس.
الناس يعيشون أزمة ثقة مع دولتهم، وتلك أقسى وأصعب المعطيات، لا بد من إعادة إنتاج الايمان بالمؤسسات، لا بد من البحث عن حل وعن صيغة تنهي الهلهلة التي يرطن بها الجميع.
قد تنجح الحكومة بخشد الرقم المناسب للذهاب الى الصناديق، لكنه رقم سار إلى قاعات الاقتراع بمزاجه البارد وتحت وطأة «المخاجلة والدز».
دعونا نتصارح ونجلس للحوار دون شطط وتطرف ودون زعم بأننا بخير وفير، دعونا نتصارح ونتهامس ونعيد النظر بكل المواقف ومن كل الأطراف.
هناك توجه لإخراج المعتقلين، وهو أمر إيجابي، لكن نرجو أن لا يكون بهدف تهيئة الأجواء للانتخابات بقدر كونه خطوة نحو حل شامل للعقدة الأردنية المستعصية والقابلة للتراكم اللحظي.
(السبيل )
الناس محبطة من كل شيء، فالغلاء يحاصرها من كل جانب، وهناك أيضا من يقول لها أبشري بالمزيد، لأن رفع أسعار الكهرباء هي الآن على طاولة عبدالله النسور وهو العنيد.
الطبقة الوسطى تتهشم، ومن يزعم غير ذلك فهو مريض بعصاب الإنكار المقيت، نعم هذه الطبقة التي تعتبر عماد الأمن الاجتماعي ستصبح عما قريب مصدر قلق لا يعلمه إلا الله.
أنا أرى أن الدولة قد يسهل عليها احتواء أو عزل القوى السياسية والحراكات لفترة من الزمن، فهذه قوى عقلانية تلعب سياسة، وتختار الميدان بوعي وسلام.
لكن «أم المشاكل» التي ستواجهها الدولة ستكون مع كرة الثلج الشعبية المتراكمة بفعل ظروف الفقر والغلاء وما ينتج عنها من سخط وغضب وتمرد.
الدولة اليوم تتخلى عن مواطنيها بطريقة سافرة ودون المرور بمرحلة انتقالية، تتركنا الدولة وقد ورطتنا بنمط استهلاكي محكم، رمتنا بالبحر ونحن لا نتقن السباحة.
هل سيذهب الناس إلى الصناديق، هل سيشعرون من خلال انتخابهم لمجلس نيابي جديد أنهم يجدون الحل لمشكلاتهم، والإجابات لمعضلاتهم الراسخة في الوعي واللاوعي.
المزاج العام متراخ، لا بل هو متجمد في ثلاجة محكمة الإغلاق، والرهان على تذويبه من خلال فزعات عائلاتية وعشائرية هو مغامرة ومقامرة بموقف الناس.
الناس يعيشون أزمة ثقة مع دولتهم، وتلك أقسى وأصعب المعطيات، لا بد من إعادة إنتاج الايمان بالمؤسسات، لا بد من البحث عن حل وعن صيغة تنهي الهلهلة التي يرطن بها الجميع.
قد تنجح الحكومة بخشد الرقم المناسب للذهاب الى الصناديق، لكنه رقم سار إلى قاعات الاقتراع بمزاجه البارد وتحت وطأة «المخاجلة والدز».
دعونا نتصارح ونجلس للحوار دون شطط وتطرف ودون زعم بأننا بخير وفير، دعونا نتصارح ونتهامس ونعيد النظر بكل المواقف ومن كل الأطراف.
هناك توجه لإخراج المعتقلين، وهو أمر إيجابي، لكن نرجو أن لا يكون بهدف تهيئة الأجواء للانتخابات بقدر كونه خطوة نحو حل شامل للعقدة الأردنية المستعصية والقابلة للتراكم اللحظي.
(السبيل )