في بيت المعشر... حوار ملكي مختلف
لقاء الملك مع مجموعة من الشباب الوطني في منزل رجائي المعشر، أشعرني برضا نابع من أن الملك استمع إلى آراء غير تقليدية صريحة وجريئة وفارقة.
اللقاء مطلوب ومشروع ولا غبار حوله، فقد كنا نطالب في أكثر من مناسبة بضرورة لقاء الملك مع أشخاص خارج العلبة، يطرقون الخزان دون غرض وهدف انتهازي.
الذين حضروا ثقات، فوفق ما علمت إنهم قالوا للملك ما لم يقله المقربون، حتى ناهض حتر الذي أتحفظ أنا شخصيا على مواقفه، وأخشى من تعبئته الإقليمية، نُقل إلينا أنه كان متوازنا.
هؤلاء جزء من الحراك يمثلون رؤية وتوجها وقناعة وحبا للوطن، نشكرهم على ما قالوا ونعتز بمواقفهم، ونرفض أي تشكيك يحرف المنطق عن مساره.
في المقابل، يحق لنا أن نقول إن هؤلاء الذين تحاوروا مع الملك هم جزء من الحراك وليسوا كل الحراك، فهناك آخرون يحملون آراء مختلفة، كما أنهم يشكلون عصب تظاهرات الجمعة الدائمة.
هذا اللقاء الملكي مع أشخاص لم يكونوا يوما ضمن أجندة التحاور معهم، يشجعنا كي نطالب بعدم انقطاع هذا اللقاء عن سياقاته المنطقية، القائمة على استمرار التواصل بين القصر والشارع مباشرة.
نعم هناك قيادات ونخب جديدة بدأت بالتشكل خارج إطار بيروقراطية التدجين التي ظهرت علينا في العقدين الماضيين.
وهؤلاء لا يمكن تجاهلهم أو التعاطي معهم أمنيا، هؤلاء عشاق للأردن كما قال محمود الحياري للملك في معرض حديثه عن المعتقلين.
البلد لا يمكن أن تستمر بالسير على ذات النهج السابق في إدارة الدولة، لا بد من تغيير وانعطافة فارقة تتطلبها طبيعة الأشياء وحب الأوطان.
الحوار هو الحل ولا مسار غيره يناسبنا اليوم، وهذا الحوار لا بد أن يكون برعاية ملكية وعلى طاولة مستديرة تضم كل الأطراف دون إقصاء، ودون استثناء.
هذا الحوار يجب أن لا تعيقه «سيكولوجية المكاسرة» الموهومة، يجب أن نكون جميعا مع الوطن لا غالب ولا مغلوب، لا بد أن نجلس لننهي الانسداد وننطلق للرشاد الوطني.
لقاء الملك مع وجوه جديدة أمر محمود، نتمناها نهجا عاجلا ومستمرا، ونرجو أن تليها قرارات مختلفة، تؤسس لمشروع وطني جامع يناسب اللحظة.
